تلوث الهواء يخنق التونسيين .. وفاة 15 شخص يوميا

mainThumb

10-06-2019 09:13 PM

السوسنة - كشف تقرير صحي دولي، الإثنين، أنّ تلوّث الهواء أدّى إلى هلاك 5760 شخصًا في تونس، وهو ما يتسبّب في مقتل 15 تونسيًا يوميًا، بما يعني ارتفاع المعدّل بشكل لافت مقارنة بسنة 2000، حيث بلغ عدد الوفيات حينها 11 حالة يوميًا.

 
وتحتل تونس المرتبة 27 عالميًا في مجال التلوث، وصُنفت الثالثة في أفريقيا وفق ما تؤكده تقارير دولية بهذا الشأن، حيث ذكرت أيضًا أنّ ظاهرة تلوث الهواء تتفاقم بشكل مفزع حتى أن الهواء الملوث قد يتحول إلى القاتل الأول في العالم.
 
واعتبر مراقبون أنّ الوضع البيئي في تونس يشهد تراجعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ويشكو من انتهاكات وتجاوزات عديدة مست كل الأوساط الطبيعية وليس الهواء فقط.
وقال المدير العام لمركز تونس الدولي لتكنولوجيات البيئة صالح الحسيني في تصريحات صحفية: إنّ هناك شبكة وطنية لمتابعة نوعية الهواء تشرف عليها وكالة حماية المحيط ووزارة الصحة، وتصدر هذه الشبكة تقارير دورية حول جودة الهواء.
 
وأشار إلى أنّ المدن الأكثر تعرضًا لتلوث الهواء هي تلك التي تشهد استعمالًا مكثفًا لوسائل النقل، ومنها العاصمة تونس وصفاقس وقابس، ومدن الساحل، والمدن التي ترتكز فيها المصانع، خاصة مصانع تحويل الفوسفات وقطاع مواد البناء مثل مصانع الأسمنت والآجر.
 
من جانبه، أكد الخبير في شؤون البيئة محسن العلواني في تصريح خاص لـ ”إرم نيوز“ أنّ هناك أسبابًا كثيرة لتلوث الهواء في تونس، منها ما تتحمّل المؤسسات الصناعية جزءًا مهمًا منه ومنها ما يقع على كاهل المواطن.
 
وأوضح أنّ النفايات الصناعية باتت تمثل مشكلة تؤرق الحكومات وتضعها أمام خياري التنمية الاقتصادية أو الحرص على البيئة والمحيط، مستدلًا في هذا السياق بالاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها مناطق تقع فيها مصانع الأسمنت والآجر، وتسببت في أضرار جسيمة وصلت حدّ الوفيات في صفوف الأشخاص والحيوانات وطالت حتى الغطاء النباتي.
 
وبين العلواني أنّ الدولة وجدت صعوبة في إقناع مثل هذه المصانع باحترام المواصفات الدولية والتوفيق بين النجاعة في العمل والحفاظ على البيئة، حتى أنّ كثيرًا من هذه المصانع هدد بالإغلاق، ما قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية الحكومة في غنى عنها، وفق قوله.
 
وأشار الخبير إلى ضرورة ترسيخ الوعي البيئي لدى المواطن المطالب بالحفاظ على محيطه والامتناع عن كل السلوكيات المضرة به، والحرص على سلامته.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد