ما بعد قمة الناتو وتكهنات الدور الأردني

mainThumb

09-09-2014 12:21 PM

عمان – السوسنة – قال  أستاذ الدراسات الدولية والمنسق العام لبرنامج فض النزاعات الدولية من كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني  ان "الاردن لا يملك ترف القول انه لن يشارك بالتحالف ضد داعش ".


واضاف الدكتور المومني في لقاء مع "السوسنة: انه "من المعلوم بأن قادة حلف الأطلسي في اجتماعهم الأخير في ويلز- بريطانيا قد أسس تحالفا يتألف من عشر دول لمكافحة الجماعات الإسلامية المتشددة مثل داعش في كل من سورية والعراق".


وقال :" ان هذا التحالف جاء على اعتبار أن هذه الجماعات باتت تشكل تهديداً مباشراً للمصالح الوطنية للغرب ولدول الإقليم حيث شرعت بوضع الخطط والاستراتيجيات إضافة إلى حشد التأييد الدولي والإقليمي لذلك التحالف".

 

وتابع انه من الملفت على الصعيد الإقليمي والوطني هو المشاركة الأردنية في هذه القمة والتي تمثلت بالمشاركة الفاعلة لجلالة الملك عبدالله الثاني حيث أثارت الكثير من الاهتمام والتكهنات عن طبيعة الدور الأردني المحتمل في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة حيث جرى الحديث عن الأدوار المحتملة لكثير من الدول وخاصة العربية منها كالأردن.


 واشار الى ان بعض هذه التصريحات خاصة من القيادات الغربية (أمريكا وبريطانيا) أكدت على ضرورة دور الأردن وخاصة في العملية الاستخبارية. بغض النظر عن هذه التصريحات والتكهنات، معربا عن اعتقاده أن طبيعة الدور الأردني ستحدده بالأساس عدة عوامل تتعلق بمصالح الأردن العليا، إمكاناته المادية والعسكرية، طبيعة الاخطار التي يواجهها الأردن إضافة إلى درجة التنسيق وطبيعة التفاهمات مع الدول الحليفة والمشاركة في مثل هذا التحالف.

 
وبين لـ " السوسنة " إن التركيز العالمي على الدور الأردني يعكس أهمية الأردن على المستوى الإقليمي والدولي واعتراف صريح بالميزات النسبية التي يتمتع بها الأردن وخاصة الأمنية منها، فالعمل الاستخباري هو جوهر الحرب على الإرهاب حيث أن الجهد الاستخباري الدقيق ذي المصداقية يمكّن الدولة من اتخاذ إجراءات استباقية تجهض الأعمال الإرهابية وتمكّن الدولة من الاستجابة السريعة المحسوبة للتعاطي مع الجماعات الإرهابية وأية حوادث إرهابية قد تحصل.

 

واوضح انه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر شكّلت لجان تحقيق في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للتحقيق في لماذا حصلت هذه الهجمات؟ ولماذا لم يتم اكتشاف أسلحة دمار شامل في العراق؟ فتوصلت هذه اللجان أنه كان هنالك فشل وضعف في عمل أجهزة الاستخبارات الغربية.

 

أما بخصوص النقاش على المستوى المحلي حول جدلية المشاركة الأردنية والرأي الحكومي حيال ذلك،- يقول الدكتور المومني -  قد يتفهم البعض عدم الوضوح المقصود في الموقف الأردني من جانب الحكومة تجاه المشاركة من عدمها والذي برأيي الشخصي لم يتم تقديمه بطريقة مقنعة للمواطن العادي الذي يمتلك وعياً عالياً ويتفاعل يومياً مع فضاء إعلامي ومعلوماتي واسع فإنني اعتقد أنه على الحكومة أن تكون أكثر شفافية ووضوحاً في طرح مثل هذا الموضوع حتى تستطيع أن تشرح سياساتها ومواقفها وبالتالي إقناع المواطنين والحصول على تأييدهم خاصة في مثل هذه القضايا التي لها علاقة بمصالح الأردن الوطنية، فالقول أن الأردن لن يشارك وليس طرفاً في الحلف الذي بدأ يتشكل هو تبسيط لقضية لها علاقة بتعقيدات البيئة الإقليمية والتي بدورها تشكل تحديات وتهديدات أمنية للأردن.


ويختم الدكتور المومني حديثه للسوسنة بالقول :" لا اعتقد أن الأردن يملك ترف أن يقول سوف لن نشارك في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة في الإقليم وبخاصة في العراق وسورية حيث أن المنطق الجيوسياسي والعقلانية في التعاطي مع المصالح الوطنية الأردنية، وعلاقات الشراكة الإستراتيجية مع هذه الدول العالمية والإقليمية، إضافة إلى الشراكة مع حلف الناتو والتي اعتقد جازماً بأن الأردن يسعى لأن تتطور هذه العلاقة لتصبح مؤسسية كلها تحتم المشاركة الأردنية، وعليه يجب أن يتم التركيز على طبيعة الدور الذي سنقوم به، وما هو المردود من خلال حوار استراتيجي بيننا وبين القوى الدولية والإقليمية  ذات العلاقة يهدف إلى تحقيق مصالح الأردن الوطنية العليا بما فيها إقناع وحشد تأييد هذه القوى من أجل المساهمة الجدية لحل القضية الفلسطينية ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد