ماذا ين?Zقصُ عمّان?Z غيرُ ( الميناءِ) .. !

mainThumb

22-12-2009 12:00 AM

محمد حسن العمري

يقول اليمنيون انه وبعد الثورة التي جاءت بالرئيس السلال ، وبعد ان سمع سكان المناطق الشمالية ، بوجود ميناء في مدينة الحديدة الممتدة على ساحل البحر الاحمر ، خرج ابناء المدن الشمالية يريدون ميناء وهم لا يعرفون كنه الميناء في مدن ( برية) جبلية لا تعرف للبحار نافذة ولا طريق ، ويهتفون ( مينا..مينا يا سلال ..!) فاجابهم الرئيس ببداهة ليست غريبة عن اليمنيين ، قائلا : "عليكم البحر وعلينا الميناء..!"

وعمّان كمدينة صنعاء ومدن شمال اليمن (لا ماءٌ ولا شجرُ) ، مدينة جبلية ( برية) كأنها تعاند العواصم العربية التي يشق اكثرها الانهار او تتاخم للمحيطات والبحار العملاقة ، كالمتوسط والاطلسي وبحر العرب حيث ترسو عواصم العرب على الشطآن..!

عمان مدينة يابسة ، حتى سيل واحد لا تعرفه ولا يعرفها..!

واذكر عبارة لن تغيب عن ذاكرتي اليوم ، لرجل اعمال فلسطيني يحمل الجنسية الامارتية اذ سالته قبل نحو عشرة سنوات ان كان سيقضي اجازته السنوية في عمّان ، فقال : " عمّان مدينة لا تصلح الا للعلاج..!"

واليوم بعد هذه المدة القصيرة ، اذ كانت عمّان مدينة لا تصلح الا للعلاج بسبب تفوق الطب فيها على من يجاورها من الدول العربية ، اصبحت عمان اليوم تصلح لكل شيئ الا للعلاج..!

فالمدينة التي تفوقت بمدة ليست طويلة في كل شيئ من الممكن ان يجعلها جاذبة للسياحة ، بسبب التسهيلات والمرافق التي جعلتها بالفعل فوق المقارنة مع اي مدينة عربية اخرى ، فيما تقوقع الطب فيها والذي كان الدافع الوحيد لزيارتها ذات يوم ، باتجاه الجشع الذي اصبح صورتها في الدول التي نجاور ، وصار كل شيئ يقربك الى عمّان الا ( الطب !) الفاقد كل شيئ من خصائصه الانسانية الا الطب نفسه..!

عمان التي تتسلق وتتأرجع فوق جبال سبعة ، تم خرقها كلها بالانفاق وتعلو بعضها جسور معلقة تفتقرها بعض مدن الغرب حتى وقت قصير ، لم يبق?Z دونها وعواصم العالم الكبرى فواصل ، اذ يزورها سائح غربي فهو امام كل شيئ من الممكن ان تجده في قصة ( مدينتين!) كلندن وباريس ، يقول الامريكي القادم من ويلاياتها الخمس والخمسين ان عمان تتفوق على بعضها ، وبلا سرف ومبالغة ، لا يختلف الجميع انه لم يعد ثمة شيئ غير موجود في عمان ، بينما ت?Zهرمُ عواصم عربية تاريخية كالقاهرة وبغداد ودمشق ، وتفتقر للكثير مما تدعو اي سائح ان يسأل عنها..!

نعلم ان الترويج السياحي الاردني يكاد يكون معدوما ، لكن السياح يأتون احيانا ، ولم تفلح البتراء في دخول التنافس العالمي قبل عامين بقائمة المعالم السبع الكبار ، لم تفلح في كسر الجمود هذا، فالتفلزيون الفضائي الاردني دون الامل ودون الوصف ودون الاردن نفسه، غارق كمؤسسة عائلية ترفض الانصهار والتزاوج والمصاهرة مع الاخرين ، فيما وزارة السياحة حسبها من امرها انها موجودة بوزير يتم تعديله في كل حكومة ليجدد الدماء خلاف الوزارء المعمرين..!

المهم ان السياح يأتون الى عمان ، ويشاهدون ويعلقون على ما يشاهدون، ولا تشعر بادنى خجل من وجودهم في هذه المدينة التي تتجدد ولا ت?Zبلى كما ب?Zليت عواصم عربية شهدت دول ( وسرها زمن وساءتها ازمان..) ، مدينة قائمة على الصخر ليس سوى الصخر انبت مدينة لا اخال عاصمة عربية تعج بحيويتها الى اليوم رغم ما تتراماه العواصم العربية على ضفاف الانهار وفوق خدود المحيطات..!

ماذا ينقص عمان اليوم ، لا ينقصها ان ترخي

( جدائلها فوق الكتفين..) ، لا ينقصها ان تغري العرب القادمين بسياحة ( النساء!) التي جذبت سياحا عربا كثر ، فيما مضى ، فلا عمان مدينة صبغت وجهها بمساحيق الوجوه وطلاء الاظافر واحمر الشفاه ، وتزينت لياليها بالاحمر ، لتصير الى تجارة النساء ، ما ان تدخل الفندق حيث تقيم حتى يطرق بابك او هاتفك ( قائمقام ) الفندق ينبهك ان طلبك جاهز ، هذا الحال العربي الذي رفع عواصم وهزم اخرى..!

عمان بالمختصر نهضت على غير ما اتبعته بعض عواصم العرب مع العرب ايضا ، فلم تقدم لهم شيئا من تجارة ( اللحم الرخيص!!) وسقطت تلك العواصم حيثما تسقط في التنمية..!

مدينة تقف انت عاجز ان تنتقدها الا في تجاوزات في التجارة وبعض حداثة عهد في القطاع الخاص ، تنحى نحو عدم الاحتراف لا غير ، مدينة الثلج في الشتاء والزحام في الصيف ، مدينة الابراج التي تخط سماءها اليوم كما خرقت الانفاق جبالها قبل ذلك ، مدينة عالية بهمتها ( البرية!) التي تنمو كما النخيل من غير ماء,,,!

ماذا تفتقدين اليوم يا عمّان غير ، الميناء ، هل سيخرج ابناؤك كل عام اذ تتشكل الحكومة يطالبون الرئيس المعين .." ميناء..ميناء" وسيكون ساعتها رد الرئيس على برنامج الثقة في حكومته سهلا مقنعا عبقريا :" عليكم البحر ايها الشعب وعلى الحكومة الميناء تتعهد به الى يوم الدين..!!"

ساعتها تظل عمّان كبيرة و تظل الحكومة خارج المحاسبة ،

فلا البحر سيأتي ولا عمّان س?Zت?Zشيخ..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد