أوباما يصفع المعّدلين العرب

mainThumb

02-02-2010 12:00 AM

لا نعلم ماذا سيقول لنا عرب الاعتدال كما تسميهم أمريكا بعد صفعة باراك أوباما لهم في خطابه الأخير في حالة الاتحاد ، حيث تجاهل بشكل كامل أي حديث عن عملية السلام وإعادة إحياءها رغم أنها ولدت ميتة أصلا ويبدو أن هذا ما توصل إليه الرئيس الأميركي أخيرا .

لقد تجاهل أوباما الشرق الأوسط برمته وليست عملية السلام فقط وركز على الأوضاع الداخلية لبلاده خاصة بعد الهزيمة المدوية لحزبه في ولاية تعتبر مركزا للديمقراطيين حيث فاز بها الجمهوريين فوزا كاسحا وهذا مؤشرا على تراجع شعبية أوباما وحزبه المسمى بالديمقراطي عكس العنتريات الفارغة التي أشبعنا بها أثناء زيارته لتركيا ولمصر وتبشيره بالسلام الذي أصبح على الأبواب كما عكس خطابه ذلك ، حيث كان استقباله في القاهرة تحديدا يفوق الخيال وقد تحدث وكأنه حاملا لنا الأرض بكفة والسلام بالكفة الأخرى ، لقد كانت خطابات كل رؤساء الولايات المتحدة منذ نكبة فلسطين تركز دائما على ضرورة إيجاد حلا للقضية الفلسطينية مراعاة لعملائهم الموصوفين بالاعتدال وان كانت كلها مواعيد غير ملزمة مع الدعم المطلق للكيان الصهيوني ، وقبل خطاب أوباما كانت تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون واضحة في دعم الاستيطان والطلب من العرب التطبيع مجانا مع العدو الصهيوني الذي يسمونه بإسرائيل كبادرة حسن نية ، وجاء خطاب أوباما الأخير ليضع عرب الاعتدال كما كانت تسميهم أمريكا تحت المجهر وليسحب من تحتهم البساط وحتى الآمال التي كانوا يعلقونها على كل قاطن في البيت الأسود.

وقد اخذ باراك أوباما النصيب الأكبر من آمال المعتدلين العرب نظرا للون بشرته وما قيل عن أصوله الإسلامية ، وجاء خطابه في حالة الاتحاد ليقضي على كل تلك الآمال ولقد التزم عرب الاعتلال الصمت الرهيب بدلا من البحث عن البديل الذي أثبتت الأيام صحة خياره وهو المقاومة ، والكيان الصهيوني لم ينسحب من جنوب لبنان بأوامر القاطن بالبيت الأسود وإنما انسحب بفعل المقاومة كما لم ينسحب الكيان الصهيوني من قطاع غزة الصامد إلا بعد أن عجز عن احتواء ذلك القطاع الثائر الذي جعل مجرما مثل رابين يقول أتمنى أن أنام وأصحو وأجد البحر قد ابتلع قطاع غزة ، وقد أجبر الصهاينة على الانسحاب من قطاع غزة بعد أن أصبح وجودهم مكلفا ولكن للأسف فرضوا بواسطة عرب الاعتلال حالة الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة الصامد والذي أهم أطرافه للأسف أصبحت عربية .

أوباما وجه لطمة لكل دعاة ما يسمى بالعملية السلمية عندما تجاهل الشرق الأوسط في واحد من أهم لقاءاته الأمر الذي يثبت أن أوباما لا يختلف عن سابقيه وان القاطن بالبيت الأسود ليس هو صاحب القرار وإنما صاحب القرار هو منظمة ايباك الصهيونية أكبر داعم للكيان الصهيوني ، ولكن عرب الاعتلال راهنوا دائما على السياسة الأمريكية لحماية عروشهم وهم باستمرار مستعدين لتقبل كل صفعات أمريكا حتى لو كانت ثقيلة ثقل صفعة أوباما لأنه لا يوجد لديهم بديلا آخر ، وأمريكا أوباما لم تكتفي بتجاهل رئيسها لمسرحية السلام وإنما طالبت بالضغط على الحكومات العربية لأجل الضغط على الأقمار العربية الفضائية التي تسمح لبعض القنوات بالبث وهي كما تدعي أمريكا تحرض على الكراهية أي المقاومة ، ولقد اجتمع وزراء العرب وقرروا رفض الضغوط الأمريكية كما يدّعون وعلى ارض الواقع تم منع قناة العالم على نايل سات كما تتعرض قناة المنار صوت المقاومة اللبنانية والعربية لضغوطات كبيرة والكل يعلم المسرحية الفاشلة التي أخرجتها الحكومة المصرية والتي أسمتها بخلية حزب الله التي تريد ضرب الأمن المصري من خلال دعم المقاومة وتوصيل المساعدات الإنسانية لأهل قطاع غزة النصف مصريين والذي هو مطلب لكل الشعوب العربية وعلى رأسه الشعب المصري الكريم .

وسؤالنا ماذا عن أقوال الصحافة الصهيونية وليس أخيرا ما نشرته صحيفة هآرتس بأن أقوى تنسيق أمني لما يسمى بدولة إسرائيل أصبح مع مصر والأردن وبعد ذلك لماذا نلوم أوباما وغيره عندما يتجاهلون قضيتنا ، لقد قال أوباما ومن قبله بوش وكلينتون وكل الرؤساء الأمريكيين بأنهم لن يفرضوا شيئا على إسرائيل كما يسمونها مما يخالف أمنها الوطني الذي تراه

ويبقى السؤال ماذا سيفعل عرب الاعتلال بعد تلك الصفعة وما تلاها من صفعات ، لقد انتفضت تركيا وأصبحت قطبا مهما في الشرق الأوسط عندما علمت أنها لن تدخل النادي الأوروبي بسبب هويتها الإسلامية في عالم للأسف أصبح يتجه لأقصى اليمين وفي المقابل نرى الحكومات العربية لا زالت تبيع شعوبها وهما اسمه السلام مع أعداء السلام وهذا هو المستحيل بعينيه لأنه لا سلام مع أعداء السلام والتاريخ هو الشاهد الأكبر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد