صحيفة السوسنة الأردنية

يزعم صاحب محل العطارة أن الخلطة السرية التي عرضها أمامي صالحة لعلاج الكثير من الأمراض المعروفة وغير المعروفة وتلك التي لم تكتشف بعد، ويؤكد أنها علاج فعال ضد الالتهابات بكافة أنواعها وعقار ناجع ضد الاكتئاب والصداع وضغط الدم والسكر والحموضة والإنفلونزا "لست متأكداً إذا كان يقصد إنفلونزا الطيور" وإصابات الملاعب وأمراض الجهاز العصبي والتنفسي والتناسلي والعقم وسرعة القذف والبهاق إلى آخر قائمة طويلة وعريضة نسيت نصفها ونسي العطار قليلاً منها "لاحظوا أن من بين القائمة مرض السكر ذلك المرض الذي عجز الطب الحديث بعدته وعتاده عن علاجه"!
خرجت من عنده بعد أن اقترحت عليه تغيير نشاطه التجاري من محل للعطارة إلى عيادة طبية ونصحته بأن يعلق لافتة كبيرة في مكان بارز على واجهة محله فحواها "نعالج جميع الأمراض التي خطرت على بالكم وتلك التي لم تخطر على بالكم بعد"!

المشكلة الكبرى أن تلك الخلطة العجيبة الغربية قد صادفتها غير مرة كان آخرها في محل آخر يعنى بتفصيل الملابس الرجالية! وعندما ابتدأ العامل بسرد القائمة الطويلة إياها طالبته بالسكوت وأكملت القائمة عنه! ثم سألته إن كان قد نال قصب السبق باستخدام ذلك العلاج الداهية، فأجاب بالإيجاب وأنه لم يعد يشتكي من أي أعراض صحية على الإطلاق، ثم واصل شرح الفوائد التي جناها من استخدامه لهذا المنتج لمدة خمس دقائق لم يفصل بينها إلا أكثر من عشر عطسات - ثلاث منها كانت متتالية! وبعد أن "شمته" ثلاثا عرضت عليه نصيحتي بتغيير النشاط أيضا ثم بمراجعة طبيب للأنف والأذن والحنجرة! وخرجت من عنده وقد تراجعت عن فكرة تفصيل الثياب - من ذلك المحل على الأقل!

هل أصبح مستوى السذاجة لدينا مرتفعا جدا بالدرجة التي تغري الكثير ممن قدم إلى هذه الأرض بأن يرفع من أرقام حساباته البنكية على حسابنا وحساب صحتنا؟ كيف يصدق البعض أن عبوة مجهولة المصدر ذات تعبئة سيئة وحفظ أسوأ هي تلك المعجزة التي قد يشفي بها جميع علله وأسقامه؟ ثم لماذا لا يعرض مكتشف هذا الخلطة خلطته تلك على وزارة الصحة لإقرارها بدلا من بيعها في الخياطين و"البناشر" وسوق أبو ريالين؟

*نقلاً عن صحيفة "الوطن" السعودية