استيقظوا

mainThumb

24-11-2007 12:00 AM

انه اليوم الاول من "عهد" فخامة الفراغ. وليس واضحاً طبعاً كم يمكن ان يستمر هذا الفراغ الرئاسي الذي سبق ان شهدنا مثله في 23 تشرين الثاني من عام 1988. هل يستمر الى يوم الجمعة المقبل موعد الجلسة الجديدة. هل ينتهي غداً. هل يدخل البلاد في محظورات الفوضى والفلتان والعودة الى حروب الشوارع والاحياء؟

ليس واضحاً الى اين يتجه هذا البلد البائس. لكن الخبر السيئ الذي برز امس عندما فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، قابله خبران جيدان:

الاول ان هذا العهد الذي كان بمثابة دهر من الفواجع والمآسي انتهى اخيراً قبل ان تختنق البلاد والعباد وخرج اميل لحود الى بيته.

اما الثاني، وهو الاهم طبعاً، فقد تمثل في أجواء الاسترخاء والهدوء والحرص الذي ابداه كل افرقاء 14 آذار على التمسك بثلاثة امور اساسية تهم اللبنانيين جميعاً اي: الدستور والاستقرار وروح التوافق، وهو امر يمكن تلمسه ايضاً في الخطاب السياسي المعلن لقوى اساسية في المعارضة وتحديداً "حزب الله" و"حركة امل".

وعلى امتداد الاسبوع الذي يفصلنا عن 30 الشهر الجاري موعد الجلسة الجديدة يخلق الله ما لا تعلمون. لكن الازمة التي ادخلتنا في الفراغ الرئاسي، باتت تضعنا الآن على ايقاع "المؤتمر الدولي للسلام" الذي سيعقد في انابوليس في 28 تشرين الجاري، بمعنى ان لبنان يقف الآن في موقع المقايضات الاقليمية والدولية، تماماً كما وقف عشية مؤتمر كمب ديفيد حيث شكلت الحروب التي دمرته ابتداء من عام 1975 ساتراً دموياً لذلك المؤتمر الذي وقّعه الاميركيون والمصريون والاسرائيليون بالحبر، ووقعناه نحن المجانين في لبنان بدماء ابنائنا وبركام بلدنا المتعوس.


***

لماذا هذا الكلام؟

لسبب بسيط جداً هو اننا لا ندري اذا كان كل المندفعين في الازمة الرئاسية عندنا، وفي جعل شعار التوافق بالشروط الحصرية او الآحادية الجانب ساطوراً يهدد روح الوفاق ومعناه، يدركون الآن معنى ادخال لبنان وازمته الرئاسية كعنصر مقايضة او كمجرد كسور لترتيب الحسابات الاقليمية الممتدة من النوويات الايرانية الى القضية الفلسطينية مروراً بأحوال الميدان العسكري في العراق، وبضخ كمية كبيرة من عناصر انعاش المسار السوري.

ثمة حاجة عند معظم الافرقاء في الاكثرية والمعارضة الى معرفة عدد من التحولات الاقليمية المهمة واستيعاب معناها وانعكاساتها على الازمة عندنا. ان هذا الامر دقيق ومهم ويتجاوز في حساسيته كل الجدال الدائر حول اسماء المرشحين ومفهوم التوافق على الرئيس العتيد.

تذكروا ايها الاشاوس جميعاً ان الاميركيين يشيدون الآن بالايجابيات الايرانية والسورية في العراق. وان واشنطن التي وافقت اخيراً على ان تنخرط اسرائيل في التفاوض مع سوريا، قبلت ادراج موضوع الجولان على جدول اعمال انابوليس بعدما دعت دمشق اليه مع انها قبل اشهر كانت تستبعدها، وتذكروا ان روسيا عضو الرباعية الدولية تسابق اميركا عندما تعرض استضافة المفاوضات السورية – الاسرائيلية المحتملة.

ماذا يعني هذا؟

انه يعني ان اموراً حساسة وكبيرة تتحرك على مستوى المنطقة كلها في وقت يئس العالم تقريباً من اصرار اللبنانيين على الخلاف الذي قد يصير عاملاً مساعداً للترتيبات الدولية الكبرى من حيث تقديم لبنان عنصراً للمقايضة في الحسابات الكبيرة في انابوليس او خارجها.

***

للمرة الثالثة سمعنا امس كلاماً على جنس الملائكة في مجلس النواب. كان كلاماً هادئاً وعاقلاً. وهو ما يدعونا الى القول ان علينا في اقل من اسبوع اختطاف الاستحقاق ومصير لبنان من مقايضات انابوليس.

استيقظوا جميعاً لان الاوطان السائبة تعلم الدول كل الحرام.

كلمة اخيرة فلقد، نام البلد امس على مقت وتعاسة. وحدها الكرسي تنفست الصعداء اخيراً. رقصت فرحاً وكسرت فخاراً و"بورسلين" في فناء القصر. وقبل صياح الديك قد تتسلل هاربة اذا استمر الانقسام حولها!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد