بين قانون الحمير، وقانون العمال!!

mainThumb

12-06-2008 12:00 AM

في حين يرفض المجتمع لدينا تقبل فكرة تحديد يوم إجازة للخدم والسائقين، بدأت مدينة (بلاكبول الساحلية شمال غربي إنجلترا) بتطبيق قواعد صارمة للحفاظ على الحمير إحداها ألا تتجاوز أيام عمل الحمار ستة أيام في الأسبوع ما بين العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء تتخللها ساعة راحة يومياً لتناول وجبة الغداء، علاوة على إجراء اختبارات صحية إلزامية قبل بدء موسم الصيف.

وتم إصدار قانون يمنع الأطفال البدناء من ركوب الحمير، حيث يحظر (قانون الحمير) الجديد على محبي الحيوانات من الأطفال الذين تتجاوز أوزانهم 50 كيلو جراماً امتطاء الحمير والتجول بها على الشاطئ! وتشتهر بلاكبول بكثرة عدد الحمير فيها حيث تقدر بنحو 200 حمار.
وذكرت وكالة د.ب.أ (أن بريطانيا اضطرت لوضع هذه القاعدة بسبب وجود الكثير من الأطفال البدينين في البلاد) ويعد ركوب الحمير والتجول بها على الشواطئ من الهوايات المحببة للأطفال في المدن الساحلية البريطانية.

ويبدو البون شاسعاً بين تعامل الإنجليز مع حميرهم وتعاملنا مع البشر! ففي بلادنا لا زال التردد في إصدار قانون حكومي يجيز للعمال التمتع بإجازة أسبوعية أو تعويضهم ماديا عن العمل بالإجازة ويجبر الكفلاء على إنفاذه.

إنه من المخجل حقاً ألا ينال العمال حقوقهم في الراحة والنوم، والتعامل مع العمل باعتبار أنه ساعات محددة في عمر الإنسان بما لا يتجاوز ثمان ساعات يومياً أو ما يشكل ثلث اليوم ليبقى الثلث الآخر للنوم والثلث الباقي موزعاً على أجزاء للأكل والاستحمام والتأمل والخلوة بالنفس ومشاهدة التلفزيون وقراءة الصحف ومكالمة أسرهم في بلادهم للاطمئنان عليهم ولو مرة في الأسبوع لتخفيف مشاعر الغربة كحق إنساني وليس منِّة.

ومن المؤلم حقاً أن تمر في أحد الشوارع فتجد بعض العمال وقد توسد يده، ويغط في نوم عميق! أو تراه منزوياً بقرب حاوية للنفايات يتناول وجبة غداء أو عشاء. وما يزيد وطأة الألم حين تشاهد أحدهم يأخذ قارورة ماء فارغة بين النفايات ويضعها في جيبه لحين الحاجة لها!

وقد يكون العمال الرجال أوفر حظاً من النساء وكدت أخطئ وأقول السيدات وهن بالفعل كذلك لولا رداءة حظ أوقعتهن بين يدي أشخاص لا يحترمون عقود العمل ولا يشفقون على الخادمات ذلك المسمى البشع البعيد عن الإنسانية والذوق مهما كان نوع العمل الذي تؤديه!

أليس وضع حمير بريطانيا أفضل من حال العمالة لدينا؟!

وحسبك من عاملة تحمل يومياً ما يزيد على خمسين كيلو، بل خمسين طناً من الهم والبؤس والشقاء!

*نقلا عن جريدة "الجزيرة" السعودية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد