تنانير دانة "القصيييرة"

mainThumb

28-06-2008 12:00 AM

فستان "نور" الكلاسيكي بطلة المسلسل التركي "نور" الذي يعرض على شاشة mbc4 وتنانير دانة "القصيييييرة جدا" بجانب فستان "لميس" بطلة مسلسل "سنوات الضياع" أصبحت جميعها صرعة المراهقات السعوديات اللاتي يقبلن على شرائها بكثرة ويطلبنها بالاسم، بحسب ما نشرت جريدة شمس منذ أكثر من أسبوع، والحقيقة أني لم أتابع "سنوات الضياع" فيما بدأت مؤخرا أتابع "نور" لأعرف فقط ماذا يجري من حولي ولماذا هذا الشغف النسائي بنور ومهند ؟! خاصة أني وجدت جنونا عربيا أيضا بحكاية المسلسل!!

وبعد المتابعة السريعة عرفت تماما لماذا تعلو الأحاديث النسائية الفرح في مختلف المجالس حين يتحدثن عنها؟ ولماذا تلمع أعين المراهقات وتغمز أعين من فاتهن قطار الزواج وتتحسر المتزوجات!!، وكأن شيئا ما تفتقده هذه وتلك و تلك وتجد تنفيسها في متابعتها وتظل تسردها مرة واثنتين وثلاث دون ملل مع الصديقات.
وأستغرب كيف يجد بعضهم أن ذلك أمرا سلبيا، فالدراما هي مرآة للحياة تمكن المشاهد من عملية "الإيهام" أي تقمص شعور وأدوار الأبطال داخل مسرح الأحداث باعتبارها متنفسا له، فيحزن ويفرح ويبكي ويحب ويكره ويغضب معهم، وهذا ما أشار إليه الفيلسوف أرسطو منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة بـ "التطهر" .

أنا اليوم في صف المراهقات السعوديات بشكل خاص، واللاتي بتن يبحثن عن ملابس البطلات التركيات ليكملن عملية التماهي مع أدوارهن ويعوضن عن النقص والكبت والقمع الذي يشعرن به داخل المجتمع، إنه المتاح لهن كنوع من "التطهر النفسي" في محاولة للتعبير عن شعور ما يبحثن فيه عن جمال الحياة؛ ولو في بعض القطع من الثياب غير المناسبة في المجتمع لدينا، ويرتدينها في المجتمع المحجوب "مجتمع المرأة السعودية" معلنات حاجتهن للتعبير بـ"نحن هناااا.. ألا يسمعنا أحد ".

وكيف لا ولا أندية رياضية حكومية تستقبلهن وتنفس عن تلك الطاقة المهدرة في الأسواق غادية ورائحة، بل وحرمن منها في المدارس وكأن لا أهمية لصحتهن البدنية، حتى الرحلات المدرسية لا تتاح لهن كبقية أقرانهن من المراهقين في مدارس البنين، فالتعليم بالمتعة ليس مباحا لهن، ولزاما عليهن أن يقبعن داخل المدارس المستأجرة والصغيرة والضيقة في معظمها والمغلقة حتى من أشعة الشمس والهواء وتطبق عليهن القوانين لا كحل لا مرطب للشفاه في الشتاء ولا في الصيف؛ لا عطر و لا ولا، ثم يستمر هذا القمع في المنزل حين تجد المراهقة نفسها تلبي أوامر أخيها الذي يصغرها بسنوات فقط، لأن مفهوم الأبوين التربوي يكرس لذلك، بحجة حمايتهن من خطيئة ما ليست في بالهن ونجبرهن عليها بهذه الطريقة الصارمة والقامعة .

بعد هذا كله نستهجن ـ للأسف ـ لماذا يقبلن على تنانير دانة القصييييرة جدا ويبحثن عن حلم في حكاية "نور ومهند" !! ارحموهن ليرحمكم من في السماء.

* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد