صحيفة السوسنة الأردنية

لم أكن أتصور يوما أن الذاكرة قد تعود بي أكثر من عشرين عاما إلى الوراء, إلى تلك الأيام الجميلة واللحظات الدافئة التي كنت فيها احد طلبة جامعة اليرموك الأبية الغالية.

تلك الأيام التي إن نسيت ما نسيت اجزم أني لن أنساها أبدا. اجل لقد عادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام الساحرة الجميلة عندما تلقيت اتصالا غاليا من أخي وصديقي ورفيق دراستي الأستاذ عبد الفتاح العمري رئيس نادي خريجي جامعة اليرموك.

لقد كان أخي الأستاذ عبد الفتاح رفيق دراسة أيام اليرموك في تخصص التاريخ وعملنا معنا ومجموعة من الزملاء الأفاضل آنذاك على تأسيس نادي الخريجين, ولكن ولظروف العمل والدراسة انقطعت تلك الاتصالات والأخبار لفترة زادت عن العشرين عاما ولكنها وكما قلت تدفقت ورجعت مرة واحدة وهو يقدم له نفسه عندما خابرني قائلا أنا عبد الفتاح العمري.

تجاذبنا أطراف الحديث معا وسعدت وهو يقول لي أن النادي سيقيم حفل تكريم لبعض خريجي جامعة اليرموك.

نعم لقد فرحت كثيرا بهذا الاتصال وفرحت بهذا التكريم ولكن والله الشاهد على ما سأقول أن سعادتي الكبرى كانت بالأمل الذي انتابني للقاء بعض الأحبة من زملاء ورفاق الدراسة في اليرموك.

لقد كانت اليرموك بيتا دافئا احتضننا جميعا, لقد كانت اليرموك وما زالت هي الأجمل وهي الأرقى بين كل الجامعات التي زرت أو رأيت سواء أكان ذلك داخل الأردن أو خارجه. اعلم أن هذا هو لسان حال كل يرموكي وربما لسان حال كل خريج تخرج من جامعة ما, ولكن اليرموك لها طعم ونكهة لا تجدها في أي جامعة أخرى ولها خصوصية ومكانة وحب لدي خريجيها.

جاء موعد اللقاء, ورغم أن الموعد قد كان في الخامسة مساء, فقد ذهبت مبكرا كي اقضي وقتا أطول مع كل زملاء ورفاق الدراسة وكي أرى اكبر نسبة من الحضور وحتى اعرف كل صغيرة وكبيرة عنهم.

بدأ المدعوون بالحضور وبدأت أرى الابتسامات العريضة على وجوه كل من حضر, رأيت بعض الأخوة ينهض من مقعده كلما جلس ليصافح زميلا لم يره منذ سنين, كانت الأجواء دافئة عذبة حلوة مثل ربيع يرموكي يانع.

كان اللقاء تحت رعاية معالي الأستاذ عيد الفايز وبحضور الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي رئيس الجامعة, وكان اللقاء جميلا ومساء يرموكيا خاصا جعل معالي الأستاذ الفايز يرتجل كلمة في اللقاء لم يكن مخططا لها ولم تكن مدرجة ضمن برنامج اللقاء إلا أن عذوبة وخصوصية اللقاء, وكلمة رئيس النادي البليغة وتألق عريف الحفل الدكتور العزام جعل راعي الحفل يرتجل حديثا غير عادي, حديثا كبيرا يليق باللقاء ويليق بالراعي.

المكرمون من أبناء اليرموك صنعوا أمجادا في كل مكان, زرعوا الأردن في قلوبهم وأخذوه معهم إلى كل أصقاع الدنيا.

اليرموكيون حققوا حلم مليكهم الراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه, ويحملوا حلم القائد المفدى الملك عبد الله الثاني في قلوبهم وعقولهم.

سعدت وأنا استمع إلى أسماء المكرمين من الوزير,و ألأستاذ الجامعي, والحاكم الإداري, والصحفي, والمحامي, والمعلم, والمدير, وهم ينشرون ويحملون حلم القائد بغد مشرق عظيم.

هذا هو الأردن وهؤلاء هم رجاله صناع مجد وكبرياء لا يضرهم من عاداهم وهم غالبون إن شاء الله.

النادي وإدارته الكريمة يستحقون الثناء والشكر على هذه المبادرة الطيبة, مع أني اعلم أن هذا المقال قد يفتح عليهم أسئلة كثيرة وقد يفتح عليهم أبواب العتاب ولكني اعلم أن إدارة النادي تعمل كل ما بوسعها لتحقق أهدافه ولا تدخر جهدا للارتقاء بالنادي, وهي ترحب بكل اقتراح هادف قد يخدم النادي والخريجين.

في الختام يطيب لي باسمي شخصيا وباسم كل يرموكي ان نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لمعالي الأستاذ عيد الفايز على تفضله برعاية الحفل ودعمه للنادي, والشكر الكبير موصول أيضا إلى عطوفة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي على الدعم الكبير والمتواصل للنادي, والشكر مرة أخرى لإدارة النادي الكبيرة بجهودها وعطائها.

نتمنى للنادي كل تقدم ونجاح ونقول إن النادي يحتاج إلى دعم كل خريج ويحتاج إلى جهد كل خريج أيضا حتى يستطيع أن يحقق أهدافه وحتى يبقى حلقة الوصل المتينة بين الجامعة وخريجيها

. abdallahazzam@yahoo.com