المحاصصة السياسية والإدارية

mainThumb

05-03-2009 12:00 AM

يتكون المجتمع الأردني من نسيج اجتماعي يغلب عليه الطابع العشائري، وهذا الطابع غالبا ما يلقي بظلاله المرغوب عنه على الوضعين: السياسي والإداري.

فإذا استعرضنا تاريخ ت?Zش?Zكُل هذا الطابع، فإننا نجده متجذرا بشكل لافت في غالبية مناصب الدولة العليا: السياسية والإدارية منها، حتى أن هذا الأمر أصبح مطلبا عشائريا ترتفع الأصوات مطالبة - من هنا وهناك- بتحقيقه، بل إنه أضحى وسيلة من وسائل الضغط على رؤساء الحكومات الذين ي?Zحارون كثيرا في كيفية تقسيم وتوزيع هذه المحاصصة، فإذا حازت جماعة على (القِدح المُع?Zلى) فرئيس الوزراء أنموذج في الانتماء والولاء، ومثال في القيادة وحسن إدارة الدولة والشأن العام.

أما إذا أخفق في حسن التقسيم والتوزيع، فتتعالى الأصوات من كل الفجاج منادية بضرورة رحيل وتغيير الحكومة، ويُرمى رئيسها ووزراؤها بألف تهمة وتهمة، وتنطلق الإشاعات لتعلن أن التغيير والرحيل باتا قاب قوسين أو أدنى؛ رادين ذلك إلى رفع الأسعار، أو إلى (كوكتيل) الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة.

ويصبح كل واحد منهم شاعرا يطلق العنان لخياله لينهل من معين ثقافة الاتهام ما يحلو له ويلذ, ويقول ما لم يقله (مالك في الخمر)، وعندها يتحول نفر من النواب إلى حملة لراية التغيير والإصلاح، خاصة إذا أدركوا بعض م?Zواطن ضعف الحكومة أو شيئا من تجاوزاتها، متناسين أنهم كانوا في سبات عميق عن هذا الضعف أو ذلك التجاوز عندما كانت تُلبى مطالبهم وتتحقق مصالحهم.

فهذه هي المحاصصة التي اعتدناها، أو عُودنا عليها، فمسميات الوظائف العليا غالبا ما تتصف بمسميات عشائرية بعيدة كل البعد عن نظرية (الرجل الأنسب، والمكان الأنسب)، حيث إن صيغة التفضيل (أفعل) هي الأنسب لمثل مشروعنا الوطني هذا، في حين أن نظرية ( الرجل المناسب والمكان المناسب) لم تجد نفعا عندما جربت على المحك الحقيقي لمؤسسات الدولة،الأمر الذي ترك ولا يزال يترك في النفوس شيئا من الشعور بالغبن وبرودة الانتماء، فعلى أصحاب الإشاعات والدعايات أن لا ينسوا أن الأردن للجميع، وأن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن فصائلهم وقبائلهم وحاراتهم الضيقة، وصالوناتهم غير الدفيئة، و(يافطاتهم) التي تمزقها العواصف.....

نحن بحاجة ماسة إلى إعادة ترتيب البيت الأردني، واحترام منازل الأشخاص؛ كي لا تمزق الرياح الهوج أشرعته وتقتلع حباله، فالعالم كله اليوم يشهد جملة من المتغيرات التي ترسخ مباديء الحقوق واحترام الإنسان.

والحياة الديمقراطية تقتضي منا إقامة العدالة والمساواة, وعدم تغييب المبدعين والمخلصين والصادقين الذين ينحدرون من فئات اجتماعية تشبه المدارس الأقل حظا في محاصصة مقاعد الثانوية العامة في الجامعات الأردنية.

فقد أمست بعض العشائر تحمل الرقم العاشر حسب تصنيف (ديوي) العشاري, دعونا يا أيها الناس نرى حكومة تمتد أعوامها، ويطول عمرها قليلا؛ لتتاح لها فرصة تنفيذ برامجها وخططها، فنجازيها -فيما بعد- على حسن أدائها، أو نحاسبها على تقصيرها، وأخيرا ألف تحية (لعرار) الداعي إلى تطبيق حقيقي لنظرية المساواة، (الهبرية)... !!، وعذرا أعزائي القراء، فللحديث بقية

... alnooti_2005@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد