عندما يصبح الوطن كابوسا
بلادي وان جارت علىّ عزيزة وأهلي وان ضنّوا علىّ كرام هنا لندن هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. هكذا صوّب الخطأ مذيعنا المخضرم أيوب صديق وهو يقرأ نشرة الأخبار من القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية.
كان ذلك في عهد الدكتاتور جعفر نميري الذي حكم نظامه البالي لمدة ستة عشر عاماً. فهاجرت بعض العقول إلى الخارج بحثاً عن الحرية ولقمة العيش الكريم, وهرباً من الظلم والقهر.
تشتت نفر من أهلي الطيبين في الدول الغربية بأعداد قليلة مواصلين دراساتهم العليا وفوق الجامعية. ورغم قلة أعدادهم إلا أنّهم مثلوا بلدهم خير تمثيل.
وأيضاً فعل ذات الشيء المغتربون في البلاد الخليجية التي كانت لهم ملاذاً لتحسين أوضاعهم المعيشية ثم العودة لأرض الوطن، فتركوا سيرة حسنة أهم سماتها الشهامة والأمانة والصدق.
وعندما وصلت دكتاتورية النظام ذروتها من القهر والظلم وصل عدد الأطباء من حملة الدكتوراة إلى خمسمائة طبيب دكتور خارج الوطن وعلى نفس القياس مهن أخرى لم يجد أصحابها مكانة لهم بين أهلهم وأحبتهم.
كتب الحقوقي والشاعر كمال الجزولي من مدينة (كييف) عندما حال النظام دون عودته في أوج ملاحقة جهاز أمنه للمفكرين والمثقفين الذين اختلفوا معه وعندما لم تكن هناك وسيلة للتواصل سوى البريد كتب الشاعر قصيدته (أم درمان تأتي في قطار الثامنة) وتلك كانت كلمات موظفة البريد في إجابتها للشاعر عن سؤاله عن البريد القادم من الوطن، فيرد عليها بأنّ أم درمان لا تأتي في قطار الثامنة لأنّها عائشة جواه في أعماقه.
أمّا شاعر الشعب محجوب شريف، عندما اعتقل وهو في شهر العسل رحل إلى سجن بورسودان وعندما كانت عروسه في القطار في طريقها إليه نقل إلى سجن شالا في غرب السودان فكتب وهو في انتظار رفيقة دربه في انتظارك في انتظارك وفي شراييني بيدندن حس قطارك لو أطير من سجني وانزل في جوارك وعنك أمسح بي رموش العين غبارك وأملأ عيني من نهارك انتي يا صحو المدارك كل نجمة جميلة تلمع في مدارك وكل نخلة ظليلة عندها من ثمارك وكل نسمة حنينة دارك باختياري وباختيارك كم نشارك في المعارك وما بنخلي فرسنا بارك وما بنقيف نستنى في الآخر نبارك شدّي ايدي وتبقي زادي نظرة من عينيك تنادي يا بلادي يا بلادي يا بلادي وكلمة منك جمرة للفداء في فؤادي يوم أجيك وعلى جبيني وسم عنادي ولا مت وراي يجيك يعتب جوادي ... ولا خفت وفت منك غادي غادي انتي ما الحضن البلم من ساحة هارب ... ولا البنكس راسو من الذلة شارب ولا البدس الراية في قش المغارب انتي ساحل لما عصف الموج يضارب ...وانتي صافي النبع في سكة محارب ... وانا وانتي حدّين سيف سنين وسوا بنحارب سلميلي على البحسو بنبض الأرض ديا وسلميلي على مهيرات شهيدن نارو حيّة ....سلميلي على رفاقي وبلغيهم اشتياقي وعن حياتم قولي لي وسلميلي على حبايب في زوايا المغربية... وقولي ليهم حبوا غنوا الدنيا ما زالت ندية وما حنقبل في وطنا الغالي ديّة ... وما بنخلي وطن سبية ولا وطن زوجين وحارس وبندقية .
انتهت فترة دكتاتورية النميري بعد أن ثار الشعب عدّة مرّات وقدم الشهداء والشرفاء من أبناء الوطن الذين خطت دماؤهم أعظم صفحات تاريخ بلادي، ليتوج نضالهم بثورة أبريل التي أطاحت بحكم العسكر فتنفس الشعب الصعداء وسارع لبناء الوطن تحت سماء الحرية والديموقراطية وإصلاح ما أفسدته حكومة النميري التي استشرى في ظلها الفساد الأخلاقي والإداري فأصبحت الرشوة والواسطة لإنهاء أية معاملة شرطاً أساسياً وصفة ملازمة لموظفي المؤسسات الحكومية.
كما أصبحت العطاءات والمناقصات حكراً على سدنة النظام وزبانيته وتدنت نتيجة لذلك الخدمات التعليمية والصحية والإجتماعية.
رغم كل هذا الدمار الاقتصادي والفساد الإداري والإنحراف الأخلاقي عندما سقط النظام بدأت العصافير المهاجرة رحلة العودة آملة في الإستقرار والعيش بكرامة. إلا أنّ دكتاتورية العسكر باغتتها مرّة أخرى بأبشع صورها. هذه المرّة دكتاتورية عسكرية باسم الدين ، وباسم الدين زجت بالآلاف من الشباب في حرب ضروس ضد أخوانهم في جنوب الوطن وأعدمت في صبيحة العيد نخبة من الضباط، كذلك أعدمت عددا من الأبرياء لحيازتهم عملة أجنبية عملاً بفتوى شيوخ النصب والدجل الذين روجوا لتلك الدكتاتورية على أنّها ثورة إنقاذ.
ولكي نكون عادلين في حكمنا لابد أن نعدد إنجازات دكتاتورية الإنقاذ :
1. أعدمت الأبرياء وزجت بالآلاف من المعارضين في أبشع السجون التي لا تقل مكانة عن سجون النازية فأضافت إلى قاموس التعذيب مصطلح بيوت الأشباح والتي ينكل فيها بإنسانية الإنسان ومن خرج منها حيّاً خرج بعاهة مستديمة واضطرابات نفسية قد تلاحقه باقي العمر.
2. أيّدت احتلال دولة عربية لأخرى فخسرت علاقاتها الدبلوماسية مع العديد من الدول وتجرع رعاياها في تلك الدول ويلات ذلك الموقف والقرارالخاطيء .
3. دمّرت البنى التحتية للوطن وأوصلت مؤسساته للدرك الأسفل فخربت التعليم المجاني وحولته إلى شبه قطاع خاص فأصبح القادر على تعليم أبنائه عدد قليل من الشعب
4. حوّلت العائد من صادرات البترول إلى جيوب بعض الملتحين المتاجرين بالدين لذا لم ينعكس تحسن الدخل القومي على حياة المواطن في أي شيء من الخدمات.
5. أفسدت التعليم والصحة فشرّدت الأطباء وأساتذة الجامعات وكفاءات آخرى في مجالات مختلفة فتحولت المستشفيات إلى محطات لإنتظار الموت في غياب الدواء والطبيب وكادر التمريض المؤهل.
أمّا الجامعات فبدلاً من أن تكون ساحات علم ومعرفة فقد تحولت لساحات معارك للانتقام من كل من تسول له نفسه بنقد النظام.
6. حولت بعض الحفنة إلى مليونيرات بينما أفقرت أكثر من ثلاثين مليون مواطن .
7أدخلت كلمة اللجوء إلى قاموس الثقافة السودانية حين أضطرت أكثر من سبعة مليون مواطن للهرب من جحيم الظلم واللجوء والتشرد في جميع بقاع الأرض حتى وصل الحال بالبعض باللجوء إلى دولة الكيان الصهيوني.
وأصبحت نسبة اللاجئين السودانيين بين كل اللاجئين في العالم واحد إلى ثمانية وذلك حسب آخر إحصائيات شئون اللاجئين بالأمم المتحدة.
8. حولت النزاعات القبلية بين الرعاة والمزارعين إلى نزاع دولي قد يكون حجة لدخول قوات استعمارية جديدة وبدلاً من حل المشاكل بين القبائل سلمياً لجأت إلى القوة والعنف فأحرقت القرى وأبادت الأبرياء وشردت الآلاف.
9. أوصلت البلاد إلى حالة من الفوضى والإنحلال الأخلاقي فوسعت من رقعة النصابين والمحتالين وتفشت الدعارة والفاحشة.
10. قطّعت أوصال الملايين من أبناء الوطن وحرمتهم من أهلهم وأحبتهم القابضين على الجمر داخل سجن اسمه الوطن. بعد كل هذه الإنجازات والتي هي قليل من كثير لا أدري ماذا سيقول المذيع اذا أخطأ هذه المرة.
المهندس عبدالله عاصم غوشة نقيبا للمهندسين
محكمة التمييز تصادق على تعويض مواطن تضرر من الأمطار
أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع
بن غفير يدعو لوقف إدخال المساعدات إلى غزة
إغلاق صناديق الاقتراع لانتخابات نقابات المهندسين
أطعمة مثالية لتخفيف أعراض القولون والإمساك
الصفدي: الأردن سيبقى داعمًا لغزة رغم حملات التشويه
الاحتلال يغتال شابين ويحتجز جثمان شهيد شرق نابلس
الدحيات نقيبا للأطباء البيطريين بالتزكية
وزير الداخلية يتفقد عيون المياه المغلقة في عنجرة بعد التسمم
مرصد أكيد ينتقد تقريرًا خارجيًا حول المساعدات الأردنية لغزة
مخيمات اللاجئين في الأردن تدين حملات التشويه ضد المملكة
من هو البابا ليون الرابع عشر الذي سيقود الفاتيكان
أكواب ورقية بطابع أثري لتعزيز سياحة رحاب
وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء يشارك في تشييع جثمان نجل إياد علاوي
تطورات الوضع الصحي للفنان ربيع شهاب
شجرة الزنزلخت قد ترفع أساس منزلك .. شاهد الفيديو
لينا ونجاح بني حمد ضحية التشهير الإلكتروني
إجراءات حكومية مهمة بعد عيد الأضحى
هل راتب ألف دينار يحقق الأمان في الأردن .. فيديو
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
كم بلغ سعر الذهب في السوق المحلي السبت
ارتفاع أسعار الأغنام الرومانية يربك الأردنيين قبيل العيد
سعر الليمون يتصدر الأصناف بسوق عمان اليوم
دعوة مهمة للباحثات والباحثين عن عمل: استغلوا الفرصة
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
منتخب عربي بمجموعة الأردن يضمن التأهل إلى كأس العالم
حزمة قرارات لضبط إنفاق الجامعات الرسمية .. وثيقة وتفاصيل
الحكومة تُلغي قرار التعليم العالي بشأن التأمين الصحي لموظفي الجامعات