توجهات الإخوان المسلمين والحوار الصعب

mainThumb

10-03-2009 12:00 AM

مشروع الملكية الدستورية الذي طّل به الإخوان المسلمون من جديد والذي خاض فيها الكتاب الكثير لن يكون موضوع للكتابة مرة أخرى , بقدر النظر اليه من وجهة النظر الأخرى والتي نسيها البعض أو تناسها الكتاب في مقالاتهم والتي طالت هذا المشروع من خيانة كبرى الى العتب الموجه للجماعة التي ناقشت هذا المشروع خارج حدود الوطن ومع شخصيات غير أردنية والغريب في الأمر أن الجماعة إلتزمت الصمت قليلا قبل الرد على هذه الكتابات والإتهامات من خلال قيادي بارز في جبهة العمل الإسلامي.

إن ضعف حضور بعض التيارات السياسية الأردنية وإجتناب النقد السياسي لجماعة الإخوان المسلمين من قبل بعض التيارات الفكرية والجماهيريه ورفض الوقوع في السجال معهم مقابل إكتساب جبهة العمل الإسلامي خلال الحرب على غزة جماهيريه واسعة في قيادتها للشارع الأردني وقوته في التنظيم وإمتداده الواسع على الساحة الأردنية أعطت هذه العوامل للحزب قوة في مناقشة مواضيع سياسية حساسة خارج الوطن والذي واجه فيما بعد رفضاً من قبل لجنة أحزاب المعارضة الوطنية والتي أعتبرت أن منهجية التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد وتحديدا في موضوع الديمقراطية والاصلاح السياسي أمراً مرفوضا من كل القوى السياسية الأردنية.

الغريب في الأمر هنا أن جماعة الإخوان المسلمين والتي رددت منوال " مبادرة لتاسيس جبهة وطنية موسعة لتحويل الاردن الى ملكية دستورية" لم نسمع أن قامت وناقشته مع مختلف الأحزاب والتيارات السياسية الأردنية قبل طرحه أمام مؤسسات أهلية أمريكية في واشنطن أو حتى مع أعضاء البرلمان الأردني.

من هنا تبرز مشكلة الحوار الصعب مع الإسلاميين , فالمطلع على الحوارات التي تجري معهم في الفضائيات وجلسات الحوار يرى أن كل من يخالفهم بالرأي فهو إما "عميل " أو " متصهين " أو " مدافع عن مشروع الشرق الأوسط الكبير" أو غير ذلك من التسميات التي يطقونها لمجرد الخلاف على نقطة جوهرية إضافة الى شخصنة الأمور وتحويل الحوار إلى تصفية حسابات شخصية , ويصورون أنفسهم أنهم حماة الدين من أجل إصلاح الأمة ومشاريعهم السياسية لا تفرق بين أحد فالكل عندهم سواسية متناسين أن الكثير من الحركات الإسلامية التي وصلت الى السلطة في بعض المناطق العربية المجاورة لنا أًسكتت بقوة السلاح كل من يعارضها.

كما أن المستغرب أكثر سياسة التظليل الذي ينتهجها بعضهم وسياسية التعامل بوجهين فمن ناحية نرى أنهم يلعنون الولايات المتحدة صباحاً ومساء وينتقدون الديمقراطية الكاذبة التي تنتهجها الولايات المتحدة بالمقابل نرى أنهم حملوا ملف " إصلاحنا السياسي" ليعلنوه من الولايات المتحدة مستغلين الرغبة والدعوة الى يدعو إليها الرئيس أوباما في الإصلاح والإنفتاح الديمقراطي الكبير.

الحوار الصعب سوف يبقى الصفة الدائمة مع الإخوان المسلمين فهم يؤمنون بشعار "من ليس معي فهو ضدي" متناسين أن الإصلاح السياسي يأتي بالحوار وإختلاف الرأي وليس التفرد فيه أو إجبار أحد عليه ومتناسين أيضاً أن كل الأحزاب تأتي لبنة داعمة في بناء الوطن بعيداً عن المزايدات وسياسات التظليل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد