نحارب باللعب ونلعب بالحرب

mainThumb

19-11-2009 12:00 AM

صالح مفلح الطراونة
أدركت بعد مباراة مصر والجزائر كم نحتاج لكثير من الوقت حتى ندرك كم كرة القدم تستخف بعقولنا , وكم كرة القدم جيرت أحولنا الآجتماعية الى غير مما يجب أن تكون عليه , وكم كرة القدم حولتنا الى عالم ينفصل عن الهوية الواحدة والمذهب الواحد وحولتنا الى أشلاء من الأمم واجداث من الرمم , فقد بات علينا أن نتسلح بكرة القدم لنكون بالقمة في كل شيء وبات علينا ان نُسخر كل طاقاتنا السياسية والفكرية لكرة القدم حتى يتقبلنا الآخر وأحيان حتى لنتقبل انفسنا إننا ضمن المسار المرسوم ..
فقد تحولت شوارعنا الى مزاد لقميص لاعب وحذاء لاعب وتحولت أسواقنا الى يافطات تعلن الحرب بكرة القدم على كل من يحاول المساس بحقوق البث لهذه المباراة , فشوارعنا تعطلت بها لغة المسير وبدأ الليل نهار والنهار ليل , وبدأت احاديث الأعلام ورجال السياسه والطائرات والقطارات ورؤساء الدول تتحدث مع اللاعبين وتزورهم بمضاجعهم وملاعبهم وتسامرهم التدريب تشد من أزرهم فغداً مباراة لا تقبل القسمة على إثنين , غداً مصير المونديال غداً مصير الدوله كله بميدان كرة القدم .

هكذا هو حالنا العربي للأسف الشديد اقولها بكل مرارة هب هبة رجلاً واحد لكرة القدم وفطبول قسمنا الى شرائح ودويلات ومكن العنصرية من الدخول حتى بعلاقاتنا العربية المصيرية التي تمتد الى سالف العصر يوم كانت الأمة إمة حرب على كل ما يسيء الى الأمة , حالنا الجديد ذهب بعيداً عن قضايا الأمة المصيرية ونسينا ما يجري الآن على الحدود السعودية واليمنية معاً , نسينا ما يحدث بقطاع الأراضي الفلسطينيه من نهب وسلب وتجريد الى الارض والأنسان , نسينا مصيبة الموت اليومي لمرض إنفلونزا الخنازير , ونسينا قضية الجوع في السودان والكوراث التي أصابت الأمة جراء إنتكاساتها عبر التاريخ من الصراع الاسرائيلي العربي , ونسينا التهجم الواضح على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

مصر تستدعي السفير والجزائر تستنفر المطارات والطائرات والحجوزات ومصر تحتفل بالشوراع حتى الصباح وتعلق مسيرة المارة والسيارات الى إشعار آخر , والأعلام ترتفع وسط القاهره والموت المفاجئ يقتل الجزائريين , وهدف متعب يقلب موازين القوى والمدرجات تصاب بحالات الأغماء والحالات كثيره بالمستشفيات .

لأجل كرة القدم حسبنا الله ونعم الوكيل على من حولنا الى أشلاء امم وأجداث رمم , حسبنا الله على كل من حول شوارعنا الى ضيق الأفق حتى ما عاد علينا ان نستوعب بعض جراء هذا الفصل العنصري الجديد بمفاهيم كرة القدم وما آلت اليه .. السودان يستنفر جيشه وقواته الأمنية بالملعب والشوارع والمطارات , وأم درمان بالسودان تستقبل الأبطال الذين سوف يرفعون راية النصر الكبير بجنوب افريقيا .

نعم إننا نحارب وقت اللعب ونلعب وقت الحرب ولعلكم تدركون ما أقصده هنا ...
لعلكم تدركون كم نحتاج الى ثقافه حتى بالرياضه وكم نحتاج الى زمن جديد لنصل الى مفاهيم الروح الرياضية بكرة القدم وغيرها من العاب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد