العلاقات العربية معلقة بكرة القدم

mainThumb

20-11-2009 12:00 AM

المهندس رابح بكر
لقد فجعت العلاقات العربية قبل ايام بقضية تفجرت من المحيط الى الخليج بين دولتين و لهما تاريخ قومي عربي كبير بين ارض الكنانة ( مصر ) وبلد المليون الشهيد ( الجزائر ) ولولا لطف الله بنا لقامت حرب عالمية ثالثة عربية عربية بينهما بسبب لعبة كرة القدم وقد انتظر ابناء الامة العربية نساءا ورجالا واطفالا المباراة المصيرية وخرجت الفتاوي من اعلى الجهات الدينية وانقسمت امتنا الى شعبتين كل حسب وجهة نظره وهبت الحشود ولم يتبقى الا اعلان حالة الطوارئ واعلان النفير العام و من ينظر الى هذه الحالة المتردية التي وصلنا اليها لا يمكنه الا ان يضحك ويضحك من شدة الالم والحزن لان شر البلية ما يضحك .
كم كنا نتمنى جميعا ان تهب هذه الحشود لنصرة القضايا العربية المصيرية التي تستحق منا جميعا هذا الغضب العارم عندما تصول وتجول جيوش العدو بارضنا وشعبنا العربي وكم كان محزنا اعلان ان قوات من الامن سوف تذهب لحماية ابناء تلك الدولة من الاعتداءات واستدعاء للسفراء وغيرها ولم يبقى الا تحديد وقت الحرب وطرد الجاليتين كل من بلد الاخر من دون خجل و بلا احساس بالمسؤولية وانا اقول من اصدر هذه التصريحات جاهلا لايستحق ان يكون مسؤولا ام انه يضحك على شعبه استهزاءا بهم او استهبالا لهم ويجب ان لايبقى في منصبه .
من المؤسف ان تتحول لعبة كرة قدم واسمها ( لعبة ) الى قضية تشغل تفكير جميع ابناء العروبة من المحيط الى الخليج وتصبح حديث المجالس المفرحة والمحزنة ونحن في اشد الحاجة لملمة صفوفنا وتجميعها لوقف الاعتداءات على الاامة العربية والاسلامية والموجهة الينا من الشرق والغرب ومن الشمال والجنوب فذاك يشتم العرب ويتهجم على الدين الاسلامي والنبي العظيم وذاك بقتل ويدمر واسلحته الفتاكة لاتوفر احدا ويسرق خيرات بلد كان يعد من اقوى البلاد ويدمر ويذبح ونحن نتفرج ويشتد غضبنا على بعضنا من اجل كرة قدم من الطبيعي فيها ان يكون خاسرا واخر فائزا وهذا قانونها ونسينا اننا عربا من دم ولغة واحدة .
لا اريد ان اكتب لمجرد الكتابة بل اشتد غضبي كغيري من ابناء هذا البلد عندما اقرأ بان اعمالا تكسير وتخريب واعتداءات حصلت هنا وهناك بايد عربية بسبب خسارة او فوز لاي من المنتخبين وكان من الاولى بمسؤولي الدولتين الخروج بتصريحات تعمل على زيادة اواصر المحبة طالما ان لهم مثل هذا التأثير على شعوبهم وان أي كان الفائز فسيمثل امتنا العربية دون انانية او كراهية .
وهنا اسأل اعلى الجهات في تلك الدول هل اصبحت العلاقات الدبلوماسية معلقة بكرة القدم تركلها الاقدام باتجاهات مختلفة ام هذا حال امتنا العربية تركلها الاقدام اينما شاءت ؟؟ عيب ثم عيب ثم عار ان تحدد كرة القدم العلاقات العربية والدبلوماسية منها و لااريد ان اعطي دروسا بالاخلاق ومن الان فصاعدا لايزعل احدا منكم عندما يتعارك طفلين من الجيران على كرة القدم فمسؤولي دول كبيرة تعاركوا من اجلها واصبحت اهم كثيرا وكثيرا من فلسطين والعراق والجولان وافغانستان وكل قضايا المسلمين في العالم وليضحك علينا نتنياهو واوباما وغيرهما .
في النهاية لايسعني الا ان اقدم التعازي بحال امتنا العربية الذي وصل الى حد يدمي القلوب والعيون وا دعو المثقفين من ابناء الدولتين ( لان المسؤولين هم الجهلاء ) الى ضرورة الالتزام برسالتهم بلم الصف العربي وزرع روح الحب والاخوة واتمنى ان لا تخرج مبادارات عربية شعارها المصالحة العربية بين الجزائر ومصر حتى لا يزداد الضحك علينا وليخجلوا المسؤولين من انفسهم ولو قليلا ومن تصريحاتهم الهدامة .
Rabeh_baker@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد