"لاقيني ولا تغديني " يا معالي وزير الداخلية

mainThumb

22-11-2009 12:00 AM

في الوقت الذي يترقّب فيه العجلونيون بتفائل للدور الذي سيلعبه محافظ عجلون "بالإنابة"، فانه لابد لنا أن نشير إلى ايجابيات هذا الرجل قبل أن "نحاكمه" في سلبياته إن وجدت ولا اعتقد بأننا سنتردد في " نقد" أو "الثناء" على المسئول بما يستحق ويلزم.
ما المسه وما اشعر به ، أن هناك ارتياحا "وترقّبا" في أوساط "الشارع العجلوني" لعل وعسى أن يعمل "هذا القادم الجديد" على رفع سويّة ووضع المحافظة بعد كل تلك الانتكاسات التي مرت بها ، لا سيّما بعد "الحزم الذي أبداه هذا "الحاكم الإداري" في معالجة بعض القضايا التي تخص المصلحة العامة في المحافظة وعلى رأسها الوضع المروري و "الحراك" حول مصير المسجد"الأضحية" مسجد عجلون الكبير.
فعجلون لا زالت تنتظر بفارغ الصبر" الانتصار" على مشاكلها وهمومها ولو بحدها الأدنى وإنني اعتقد أن هموم عجلون متراكمة "كجبل عوف " لكنها ستبقى شامخة شموخ قلعتها التاريخية.
إن عجلون وبقدر قساوة ووعورة الجبال فيها ، فأن أبناء عجلون يمتازون بطيبة النفس وحسن الانتماء والولاء، وبالتالي فهم من أولئك اللذين يؤمنون بالمثل القائل"لاقيني ولا تغديني" ، هذا المثل الذي يعدّ من ابسط قواعد الأدب والأخلاق، علاوة على انه من أساسيات التعامل بين الأفراد في مجتمعاتنا.
لقد كان لهذا المثل قوة القانون عبر الأزمان في العرف العشائري، خصوصا في تلك المجتمعات التي تؤمن بحتمية التلاقي والمحبة والألفة بين البشر، تماما كما هو حال المجتمع الأردني.
لقد تذكّرت هذا المثل مرّتان في الآونة الأخيرة.... الأولى كانت عندما قمت بلقاء عطوفة السيد مدير الأمن العام في مكتبه يوما ما، حيث شعرت" ومنذ دخولي بوابة المديرية وصولا لمكتب الانتظار وحتى دخولي لمكتب عطوفة الباشا" بأنني "الإنسان المميز أي السوبر "....كيف لا وقد جلست مع عطوفته بتواضعه ورهافة نفسه وبساطة اللقاء.... كم كنت مغتبطا لأنني شعرت بأنني اجلس مع قائد ومدير وأخ وابن عشيرة حريص كل الحرص على الأردن ومصالحه من خلال تطبيق القانون ومزاوجته بمبدأ"لاقيني ولا تغديني".
لقد تكرر الموقف في مكتب محافظ عجلون بالإنابة ، ولكن هذه المرة مع أحد الوجهاء في المحافظة ومن أبناء عشيرة القضاه تحديدا..... حيث شاءت الأقدار أن دخلت مكتب عطوفته وإذ بذاك الشيح "الوجيه" يجلس قرب مكتب المحافظ ، وفهمت من أطراف الحديث أن الرجل قادم لمكتب المحافظ "لأجل السلام" والاتصال والتواصل.
ما أذهلني في هذا الموقف ، تصرّف "المحافظ عندما غادر هذا الوجيه حيث ترجل لوداع ضيفة حيث باب مكتبه، وخلال ذلك قال المحافظ للضيف مازحا (( دير بالك يا أبو فلان.... لا تقطعنا من زياراتك... ترى هذه المرة أنا ذاكر صارلك أسبوعين ما زرتنا))).
لقد كان لوقع هذه الكلمات أثرا كبيرا على مسامعي خصوصا وأنني" وأبناء عجلون " كنّا قد افتقدنا هكذا مجاملات... هذه المجاملات لشيوخنا ووجهائنا في جبل عجلون " لو كانت" لأسهمت في حل الكثير من المشاكل والأزمات التي عصف بمحافظتنا في الفترات الماضية.
كم لهذه المجاملات من معاني كبيرة في أنفسنا عندما يحترم الحاكم الإداري أو المسئول أو الموظف " كبارنا ووجهائنا ومواطنينا".... كم " للاقيني ولا تغديني " الأثر الكبير في نفوسنا.... كم لهذه اللباقة من عطوفة مدير الأمن العام ومن عطوفة محافظ عجلون بالإنابة من معاني ودلالات... وعلى النقيض من ذلك...كم لتصرف " أحمق" من مدير شرطة أو مدير إقليم "شمال أو شرق!!!!!!!" من دلالات سيئة خصوصا إذا ما كان ذاك المسئول( لا يقتدي )بمدير بوزن مدير الأمن العام.
معالي الوزير... الأحبة قراء السوسنة الغرّاء
إن عملية تعيين الحكام الإداريين لا يجب لها أن تأتي على أساس الدرجة الوظيفية" فقط"، فشهادات الطب والدكتوراه والفلسفة والهندسة لا تكفي لأن يكون المحافظ محافظا.. فقد يكون محافظا بحكم القانون..ولكنّه لن يكون حاكما إداريا بحكم والعشيرة والواقع...لان تطبيق القانون في بلد عشائري يحتاج إلى حزم و قوة في الشخصية إضافة إلى لباقة وكياسة في التعامل مع الآخرين ومعرفة ودراية في "بواطن" الأمور.

إنني إذ اكتب كلماتي هذه ، فإنني "أتذرع إلى الله سبحانه وتعالى" أن يجعلني من الصالحين ممن يتحلّون بحسن "الكلمة والخلق" وإنني على يقين بأنه ليس من السهل أن يكون الإنسان مثاليا ولكن البعض منّا يحاول أن يكون كذلك ... فلنحاول جميعا ووفقنا الله لخدمة هذا الوطن بقيادة القائد المظفر بعون الله عبدالله الثاني ابن الحسين ودمتم.
thabetna2008@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد