العرب:(م?Zرج?Zل?Zةٌ على بعض)!!

mainThumb

22-11-2009 12:00 AM

استدعاء السفير الجزائري في مصر من أجل التشاور، استدعاء السفير المصري في الجزائر للتشاور في الأحداث الأخيرة، استدعاء السفير السوداني في القاهرة للتشاور في عواقب الأحداث الأخيرة في الخرطوم، كانت تلك أهم الأخبار التي شاهدناها وقرأناها عبر الكثير من المحطات العربية، فربما أن من يقرأ تلك العناوين من غير العرب يظن للوهلة الأولى بأن هناك معركة أو حربا ضروسا قد نشبت في المنطقة العربية ممّا دعا استدعاء أولئك السفراء من أجل التشاور، لابل وصلت حالة الطوارئ في الأمر إلى اقتراح شعبي مصري بطرد السفير الجزائري من القاهرة، واقتراح جزائري بطرد السفير المصري من الجزائر، وكل ذلك لم يكن سببه معركة أو حربا ضروسا، وإنما سببه الرئيسي(شقفة جلده) على رأي جدتي، أو بالأحرى من أجل لعبة كرة قدم انتهت بفوز المنتخب الجزائري على المنتخب المصري ممّا خلّف كل تلك الطوارئ والتي نتمنى ألا تصل لأكثر ممّاوصلت إليه من تخلف وهمجيّة.
رحم الله أيامك يابغداد الرشيد ويابلاد الرافدين وياعاصمة الخلافة، فعندما قصفتي بالمدفعية الأمريكية ودنّست أرضك بتلك الأقدام النجسة لم نسمع باستدعاء السفير الأمريكي في أي بلد عربي، وعندما وقف شهيد الأمة وشريفها البطل صدام حسين رحمه الله أمام حبل المشنقة وشنقت معه الكرامة العربية لم نسمع باستدعاء أي سفير كان ممثلا لتلك الدول التي كان لها يد في إعدام ذلك الشريف العربي، وأنت ياغزة الشجاعة والبطولة فعندما تألمتي وصرختي واستنجدتي بأبناء العروبة وبكيتي دما لم تجدي من ينقذك مما أنت فيه من عذاب وقصف برّي وبحري وجوّي، لابل زاد عذابك بإغلاق المعابر ومنع أي معونة كانت، فلم نسمع في ذلك الوقت باستدعاء السفير الصهيوني في أي بلد عربي، فبقيتي تصرخين وتستنجدين دون سامع أو مجيب،ولا أنسى بلاد (شجرة الأرز) لبنان فعندما تعرضت للقصف والعذاب الصهيوني لم نسمع أيضا باستدعاء السفير الصهيوني من قبل أبناء العروبة والذين لايمارسون الرجولة والشجاعة إلا على بعضهم البعض، فوالله أن كل مايمر به أبناء العروبة هو قمة الإنهزام والضعف والخنوع.
أيها القرّاء:(صلّوا على النبي)،ولنتذكر ذلك الوقت الذي ظهرت به تلك الرسوم المسيئة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، والتي كان بها إهانة وذل لكل عربي مسلم، فلم نسمع أيضا باستدعاء سفير هولندي أو دنماركي في اي من البلدان العربية المسلمة ،وحتى لو تم (استضافة) سفير وليس (استدعاؤه)، فكل هذا كما يقال (على عينك ياتاجر)، ومن أجل (رفع العتب) وليس من باب الغيرة أو الشجاعة والتي تلاشت من الكثيرين من أبناء عروبتنا والذين لم يعد لهم همٌ إلا الحفاظ على مراكزهم ومناصبهم الدنيوية وغير ذلك فليذهب للجحيم! فأعاننا الله على ذلك الضعف والذل والهوان والذي طال وطال دون أن يجد منقذا ومخرجا لأمتنا العربية والإسلامية من ذلك الذل الذي استفحل وانتشر كانتشار النار في الهشيم.
كم كنت أتمنى أن يفوز المنتخب المصري ويتأهل لنهائيات كاس العالم، ولكن بعد أن شاهدت كل تلك المهازل العربية التي يندى لها كل جبين تمنيت أن يتخذ الإتحاد الدولي لكرة القدم قرارا باقتصار كأس العالم على الدول المتحضّرة من غير العرب، لأن الكثيرين من أبناء العروبة لايستحقّون أن يشاركوا دولا متحضّرة في مثل تلك المسابقات، فلننتظر الجزائر ماذا ستفعل هناك في جنوب افريقيا، فأقولها قبل أوانها: بأن المنتخب الجزائري (سيشبع) أهدافا في شباكه، وسيودّع بلاد (نلسون مانديلا) من الدور الأول، ليعود خائبا إلى الجزائر، لأن دولنا العربية عوّدتنا على مثل تلك (السيناريوهات المخزية) في كأس العالم، وربما أننا سنرى أمرا غريبا بعد وصول المنتخب الجزائري خائبا إلى بلاده يتمثل ذلك الأمر باستدعاء السفير الجنوب افريقي للتشاور والاعتراض على وداع المنتخب الجزائري لتلك المسابقة!! فالتخلف العربي يستدعي مثل تلك التصرفات التي لانستغربها من الكثيرين، ممّن يتّخذون من التخلّف والهمجيّة عنوانا لحياتهم، وفعلا كما يقال أننا العرب كلُنا (مرجلة على بعض)!!!
majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد