بعد العيد!!

mainThumb

27-11-2009 12:00 AM

كثيرا ما تطرق الآذان قبل العيد بعدة أسابيع هذه الجملة وتصبح عنوانا لأي عمل سواء أكان عاما أم خاصا، وتقابل أي مراجع لأي دائرة فإذا أراد شخص من شخص شيئا قال المسؤول : "بعد العيد" وإذا طُلب من أحدهم شيئا قال: بعد العيد!! وإذا تعلق ملهوف بمسؤول لعمل يطلبه أو مال يحتاجه أو وظيفة طال انتظارها يطمئن المسؤول المواطن المسكين ويقول بلهجة فيها شيء من الإصرار على تلبية طلبه: خلص بعد العيد ولا يسع هذا المواطن إلا أن يصبّر نفسه أسبوعين أو شهر حتى يأتي العيد وينهي كل مشاكله التي قد تؤجل الى موعد آخر أو محطة أخرى.
في أروقة الوزارات وفي المديريات وفي المكاتب الصغيرة، مكاتب الكهرباء والمياه، الأمانة والبلديات، يتوقف العمل وتؤجل المواعيد الى "بعد العيد" فلا تسمع إلا هذه الكلمة تتراكض بين المكاتب! تسمعها تمر مسرعة من جنبك تغادر مكتبا أو مثقلة تخرج من مكتب مكتض، أو تتبع أحدهم وقد ولى مدبرا وعينيه تفيض من الدمع.
الكبير والصغير كلهم يرددون : بعد العيد!! - الطالب للمعلم - متى الإمتحان ؟ - بعد العيد! معلم الإضافي للتربية: مستحقاتي: بعد العيد، الموسرجي ، فني الزجاج، متعهد البناء، الحراث، الوزير، رئيس الوزراء، متى الوعد؟؟ - بعد العيد! متى الرحيل؟ - بعد العيد،
الموازنة الحكومية، جدول التشكيلات، التعديل الوزاري، محاربة الفساد، قضايا المحاكم، ؟ - بعد العيد!.
أشهر من الركود والانتظار والتسويف الممل، في كل القطاعات، تتوقف كل النشاطات ويصبح العيد ملاذا لكل من لا يريد عملا ما، أو يريد التهرب من وعد ما أو يتكاسل عن العمل، فتظهر له هذه الفسحة من الوقت ليقضي في ظلالها زمنا ثم يستأنف العمل بطيئا بنصف قدرة وقد يطول كثيرا قبل الاستئناف..
ثم يأتي العيد وقد لا تلبى الوعود ويبقى الجميع ينتظرون وعدا آخر يعطي لهم الأمل بتغيير ولو بسيط في حياتهم كعيد آخر أومحطة جديدة، يرتاح المسؤول فيها من المراجع ويقضي وقتا متخلصا من مناكفات كثيرة، كبداية السنة الجديدة أو نهاية شهر أو الموازنة أو جدول التشكيلات ! فعندها تتغيير النغمات عند الموظف مثل: ع السنة الجديدة، ع نهاية الشهر ، لما تقر الموازنة، لما يصدر جدول التشكيلات" وكل مناسبة من هذه تحتاج الى شهر قبلها وشهرا بعدها من الوعود والتطمينات، ومن عيد الى عيد ومن شهر الى شهر ومن سنة الى أخرى تعود شبه الجملة الشهيرة هذه تدغدغ مشاعر بعضهم ويلوذ خلفها الكثير ويعود الدولاب كما كان.. بعد العيد!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد