دولة الرئيس علاج حكومتك هنا

mainThumb

15-12-2009 12:00 AM

احمد خليل القرعان

معذرة دولة الرئيس إن تجاوزنا الأعراف لوقف الإسراف, وإن تعدينا الحقوق لمنحك جزء من الواجبات التي ارتأينا بأنها ذات فائدة لحكومتك, وتمثل علاجا لإطالة أمدها الزمني, لأنها مستمدة من واقع البحث في بحر الفساد الذي أجرته الحكومات المتعاقبة وفي ظنها أنها تحسن صنعا ,وهي تغرق الوطن بالفساد وتزيد نسبة الفاسدين وتعلي من شأن المحتكرين.

نعم كنت في رحلة مع النفس, فبحثت عن مركب ليوصلني إلى شاطئ الأمان وبره المصان, فوجدت بان المركب بحاجة إلى مجاديف لمساعدة المركب للسير إلى الشاطئ, واليك ما استنتجته في رحلتي إن أردت البقاء والتعمير في الحكومة ومعالجة الاختلالات التي هي نسخة كربون في كل الحكومات المشكلة, رغم أن كتب التكليف السامية دعت إلى محاربتها والتخلص منها:-

• إذا أردت الوصول إلى قلوب المواطنين فعليك توجيه من يمثلهم في حكومتك إلى عدم النظر من برج عاجي لأحوالهم,وعدم إصدار قرارات دون معرفة ردود فعلهم وتلمس احتياجاتهم الحقيقية, فواقعنا يقول بان الوزير وقراراته في واد والشعب في أخر.

• استحداث وزارة جديدة تسمى بوزارة الإصلاح الزراعي ,وإلغاء وزارة الزراعة الحالية المعتمدة فقط على أمور النقل وإجراء التنقلات والإحالة على التقاعدات وتغيير المكاتب والأثاث , على أن تعمل وزارة الإصلاح الزراعي فورا على تعيين الآلاف من الأيدي العاملة لاستصلاح الاراضي في مناطق الأردن ذات الحجارة السوداء والتي يقبع تحتها أخصب أراضي العالم قاطبة وتضاهي التربة السوداء في السودان , والعمل على زراعتها ببعض السلع الإستراتيجية ثم التوسع بها للوصول إلى الاكتفاء الذاتي لتخفيف عبئ المديونية.

• اعتبار المفسدين حشرات ضارة, وعلى الحكومة رشهم بنفس مبيدات مكافحة الملاريا , ومحاكمتهم على الملأ لوقف انتشار الفساد , متمنين أن تكون حكومتك الأولى التي تحيل فاسد يعتدي على المال العام جهارا نهارا تحت ما يسمى بثقوب القانون, متسائلا يا دولة الرئيس: لماذا إلى الآن كل الحديث عن الفساد وانتشاره وخطورته دون أن نرى محاكمة فاسد واحد , والذي لو تمت محاكمته لكان رادعا لغيره؟.

• اعتبار المتلاعبين بالمال العام والمحتكرين لقوتهم والذين يستوردون الغذاء الفاسد ويحشرونه في بطون الشعب مجرمين, فإلى متى ستبقى هذه الانحرافات والجرائم بحق الشعب خارج باب الجريمة؟.

• إعطاء صلاحيات لرجال الأمن دون امتهان لحقوق الإنسان ,لاستعادة الهيبة للشارع الأردني إذ أن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن رجال الأمن العام مع الاحترام لا يستطيعون دخول بعض الشوارع والمناطق في الأردن إلا بعد الاستنجاد بقوات الدرك الملكية.

• الضرب بيد من حديد على يد كل وزير ومسئول يخط بقلمه قرارا أو يدلي لسانه بتصريح ولا ينفذه.

• عدم ربط التعيين في المراكز القيادية بشهادة الدكتوراه, لان الواقع يفرض علينا توجيه سؤال لك يا دولة الرئيس: متى كانت الشهادة تدير مجتمعا؟, فهناك الآلاف من حملة الدكتوراه إذا خرج من نطاق معرفته في تخصصه يتحول إلى إنسان أمي, فالإدارة تولد مع الإنسان بالفطرة ولا تخلقها شهادة.

• وقف الوزراء ومدراء المؤسسات الحكومية المستقلة لنزيف المال العام وهدره تحت ما يسمى بنظام المكافآت , فلماذا إذن تم سن قانون الراتب للموظف؟.

• الوقف الفوري لصناعة الإعلاميين والكتّاب والتي دأبت عليها الحكومات المختلفة , لتنفيذ الدعاية لمواقفها وإضفاء الشرعية على مشاريعها, وعدم اقتصار دعوات الحكومة لعدد من الكتاب وكأنهم صانعي الإعلام في الأردن , والانتباه إلى أن هناك كتابا آخرون يغارون على الأردن ولا يعيرون مسألة من يدفع أكثر أي أهمية.

• رفع شعار الوطن أغلى من الكرسي بالنسبة للوزراء.

• احترام رأس المال للقرار والسيادة الأردنية.

• العمل لكي يستطيع الأردني في إعلان أردنيته في وطنه دون الخوف من إيذاء مشاعر الآخرين.

• الكف الفوري عن الدعم العشوائي للبعض تحت مسميات الوطنية الزائفة.

• الإجابة فورا عن أسباب ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات غير المبرر.

• تنفيذ المشروع الملكي باستيراد السلع الضرورية وبيعها للمواطنين بهامش ربح لا يتجاوز عشرة قروش, إذ أن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن سعر كيلو أرز صنوايت واصل إلى عمان بعد دفع الرسوم والضرائب( 42 قرشا) فلماذا يباع بدينار وعشرة قروش.

وعلى الرفاعي الرابع أن يعلم بان نجاح حكومته هنا ومقتلها هنا, فالتاريخ يشير إلى أن الأمم التي لا تتعلم من تجارب غيرها هي جامدة لا تستحق الحياة, فكفانا تجارب والسوس ينخر بأجسادنا. فهل آن الاوان لكي نرى حكومة اردنية نقية نقاء الشعب الاردني تعمل ولا تقول؟.

Quraan1964@yahoo.com

*عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد