" الخروج من عنق الزجاجة إلى فضائها " !!!!!

mainThumb

21-12-2009 12:00 AM

-1-

تنفس العديدون من أبناء الوطن الصعداء بعد ان ظهرا صقرىّ الشراكة د. نافع علي نافع وباقان اموم حيث كان الأول اكثر سماحة وانفراجا بينما كان الثاني أكثر احتقانا وغموضا ... المهم انتهت الازمة العاصفة على خير باستمرار الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بصعوبة وفق معايير جديدة بالنسبة للثاني الذي يحاول ان يمسك بخيط " عنكبوتي " ان يرتبط بمعارضة مشتته لا يجمعها غير إسقاط الحكومة الحالية وبعدها الطوفان ... حيث الشر كله فيما تعتقد في استمرار هذه الحكومة التي تحمل في جعبتها العديد من الانجازات أبرزها على الصعيد السياسي اتفاقية السلام اما على الصعيد الاقتصادي استخراج البترول !!

أعمق ما في الأزمة التي ولت قليلا بالتقاء تيار من الحركة الشعبية يساري الهوية أعلى صوتا واقدر تنظيما ويمتلك قدرات إعلامية باهرة مع تيار إسلامي مجروح ومصادم ويعرف قدرات أشقائه القدامى من اهل الحكومة ـ جيدا ـ هذا اللقاء وان كانت واجهته جاذبة وله شعارات ذات صدى ورنين داخلي وخارجي يتمثل في الحريات ومسائل التحول الديمقراطي الا ان هذا اللقاء لا يصمد كثيرا للاختلافات الواسعة والمنهجية بين الطرفين ... فأغلب التيار الإسلامي الذي خرج بعد المفاصلة الشهيرة عام 1999م لم يخرج لأسباب جوهرية سوي مسائل على السلطة وليست قضايا أساسية تتعلق بالمنهج مهما حاولوا أصباغ القضية غير ذلك .... وما تبقى جراح او مرارة او غبينه .... حيث لا يخلو الأمر من مسألة او مسألتين ـ لهما حيثية مقدرة في الصراع لكن اللقاء الأخير بين يساريّ الحركة وبعض الإسلاميين به بذور كثيرة للاختلاف عند أول اختبار حقيقي رغم ما يبدو ظاهريا ... فأبغض الرجال لهم " شيخ حسن " ... ولكن الميكافلية تدعوهم لموقف كهذا معلوم ضمنا .... فهم يعولون على هذا الاختلاف ليصل الى ابعد نقطة لا رجعة فيها ... ثم يصفقون لأول ضحايا ... ليستفردوا بالآخر ـ تماما ـ ورغم معرفة المختلفين بهذا السيناريو الا ان الشقة صارت بعيدة تستحق جهد استثنائي يلملم عمق الأزمة وهذا في تقديري تعزيز للمسيرة القاصدة رغم الأشواك على طريقه !!!

-2-

المتابعون للشأن السوداني يعتقدون ان مسيرة الشراكة بين الحركة والوطني لن تسير على " اكف " الراحة حتى تنتهي الفترة الانتقالية وشأنها كالحراز والمطر ... ولذا يرى بعضهم ان يحاول المؤتمر الوطني إحداث اختراقات في الساحة السياسية أبرزها مع الفصيل الإسلامي لما يجمع الطرفان من تاريخ وجهاد مشترك وأشواق عارمة للوحدة والاتفاق رغم ما يطفو على السطح وتغذيه المصالح المتضاربة من أطراف عديدة لا تخلو من سيناريوهات جيدة الصياغة والإخراج على أحداث الشقة وتعميقها !!!!

على ما يبدو في الساحة السياسية ان المؤتمر الوطني الحزب الأكثر تنظيما فهو الوريث الحقيقي للحركة الإسلامية وله من الرصيد الجهادي والمعرفي ما جعلاه يمتص العديد من الكوارث ولذا فهو الأكثر تأثيرا وعمقا وكما قال الرسول " ص" ان الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقران )... ولذا يتبدى للجميع انه الاحرص على الوصول الى المرحلة الانتخابية ليفوز بها كما يعتقد عبر صناديق الاقتراع حيث له رصيد وافر من الانجازات السياسية والاقتصادية وله قاعدة جماهيرية كبيرة تجاوزت الإسلاميين بكثير تستطيع ترتيب الوضع الداخلي في الساحة السياسة بابتداع وسائل تحقق أغراض التحول الديمقراطي بصدق لتسقط ورقة التوت التي يتستر بها الجميع !!!

اذا كان المؤتمر الوطني بالقوة السياسية والتنظيمية و التكتيكية التي يدعيها فمن الأجدر قيادة الفعل السياسي كله ودون عزل لأحد للدفع بمشروع وطني يتوخى الاتفاق على ثوابت وطنية تحدد الخطوط الحمراء والمساحات الخضراء التي تتحرك فيها جميع القوى السياسي بمثابة ميثاق شرف سياسي او دستور ينظم أخلاقيا الممارسة السياسية .

-3-

اليوم اذا خرج الشريكان من عنق زجاجة الأزمة فأن ذاك فضاء لذاك العنق الزجاجي ضيق و محدود بل خانق .... ولذا الطريقة المثلى التي أتمت كل القضايا الحرجة يجب ان تكون فاعلة بالإرادة السياسية التي تحتم على الطرفين المسير لاستكمال الفترة الانتقالية دون خسائر ... فالحركة الإسلامية مجتمعة قبل الانفصال قد اتخذت قرار بحل قضية الجنوب بمنحه حق تقرير المصير .... إذن لا حرج على احد في المسؤولية التاريخية لحدث استراتيجي وكبير مثل هذا ... بل من المحبذ و مصدر للإعزاز ان تكون الحركة الإسلامية القوة السودانية الوحيدة التي اتخذت قرارا كهذا ... لتلقى بالمسؤولية كاملة على أبناء الشعب من جنوب السودان لتقرير مصيره اما وحدة عميقة بعيدة عن أية هواجس او انفصال بإحسان لا يهدر طاقات الطرفين !!!!

لم يتبق وقت للفترة الانتقالية ... والحركة الشعبية عهدت منذ البدء على المؤتمر الوطني احتمالا تاريخيا لكل الأزمات .... مثله كمثل الأخ الكبير الذي يراعي حرمات ينظر لها الصغير بأنها سخافات عفا عنها الدهر !!!

ويبقى السؤال ماثلا هل تبدأ دورة من الشراكة الذكية ؟ أم الشراكة موسمّة منذ ان بدأت بالشقاق الذي يفضي يوما ما إلى طلاقا بائن !!!

Adel7omer@hotmail.com

* كاتب سوداني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد