صحيفة السوسنة الأردنية

عبدالله الضامن

لم يبق في أسواقنا التجارية والمؤسسات الاستهلاكية ولا في كبرى مولات البلد بن عربي فقد تهافت بالأمس جميع المواطنين على تلك المحلات طالبين القهوة وشراء ما يلزم لتقديمها في مناسبة لطالما ينتظرها الأهالي مبتهجين بأبنائهم,ولكن وكعادتها تفاجئنا حكومتنا الموقرة بمصيبة تصيب أبناء الوطن بالإحباط وتصيب ركن أساسي من أركان هذا الوطن الغالي .

يا حبذا لو ان زلزالا أصابنا ومت أول أبناء الوطن ميتة عجيبة غريبة وامتلأت اذناي بالتراب وفقئت عيناي بقضبان الحديد ودخل جسدي كل رصاصات حكومتنا_ وما اكثر الرصاص الذي تطلقه بندقية الحكومة_ على أن يحدث في بلدنا الحبيب ما حدث.

معالي وزير التربية حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم لقد فتحت أبواب العزاء في كل مجالس الوطن لتقبل التعازي بوفاة وزارتكم بعد ان عاشت لفترات ليست بقليلة في غرفة الانعاش.وها هي القهوة التي ملأت مطابخنا أصبحت جاهزة وتوزع على المعزيين _ علما بان المعزيين أرى معظمهم يضحكون لا اعلم لماذا لعلكم تعلمون السبب أكثر مني.

معالي الوزير إن الفضيحة اكبر من أن تكون خطأ عابر و هي اكبر من ان تصفها كلماتي هي مساس بمعلم من معالم الوطن وشرخ كبير لمصداقيتنا أمام الآخرين .

معالي السيد بدران بعد هذه الفوضى وهذه الحالة المأساوية هل سيكون للديمقراطية طريق في توجهكم_ اتمنى ذلك _ هل ستقدمون استقالتكم ومعك كل من يثبت التحقيق مسؤوليتهم؟

دولة الرئيس أتمنى _ واعلم جيدا ماذا يعني خطأ وزارة التربية والتعليم في نظر خريج هارفرد وكامبريدج _ ان تتخذوا موقفا وتوجها سليما باتجاه الديمقراطية وان يعاقب كل من تثبت مسؤوليته .

وبما أن البطن ولاّد ، اعلم جيدا ان الوطن المعطاء لن يعجز عن إنجاب جديد لوزارة جديدة ترفع من مستوى العلم والتعليم في وطننا الحبيب الغالي.

وقبل ان استأذن الأستاذ احمد الزعبي بأن يسمح لكرمة العلي بأن تغطيني وقبل ان تشيع جثمان الفقيد ويوارى الثرى ارجو من عمل فحص تحليلي وتشريح كامل لمعرفة مواطن الخلل الذي أصاب الهيكل الداخلي والخارجي .

والله والوطن من وراء القصد.