الناعم والخشن في رفش البطن

mainThumb

02-03-2009 12:00 AM

لا بد من الاعتراف بداية أن الإعلام الأردني وبدعم مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني قد وصل إلى مستوى عال من المهنية والموضوعية والمصداقية والحرية في التعامل مع مختلف القضايا الوطنية والإقليمية والدولية.

الإعلام كما يعلم الجميع السلطة الرابعة في ترتيب السلطات كما اعتاد البعض أن يصنفه او يرتبه, إلا أني ربما لا أبالغ إذا قلت انه نجح أكثر من بعض السلطات الأخرى في معالجة القضايا المسيسة بهموم الوطن والمواطن وتفوق على بعضها في الترتيب.

كان لافتا للنظر ومستهجنا ومستغربا كثيرا ما خرج به مركز القدس للدراسات من نتائج دراسته المسحية حول نسبة الصحافيين الأردنيين الذين اعترفوا صراحة بأنهم قد تعرضوا للاحتواء الناعم سواء من الحكومة أو من جهات ناعمة أخرى.

أنا اعرف أن سياسة الاحتواء بشقيها الناعم والخشن شائعة في عالم الصحافة والإعلام وفي كثير من دول العالم, إلا أن ما كان غير متوقع أو لافتا للنظر كما أسلفت نسبة من اعترفوا من الصحافيين بأنهم تعرضوا لسياسة الاحتواء الناعم, إذ أشارت نتائج مسحهم- مركز القدس للدراسات- أن 65 % من الصحافيين عينة الدراسة كانوا ضحية الاحتواء الناعم.

لا ادري كم هو العدد الفعلي للإخوة الصحافيين في الأردن للوقوف فعلا على مدى انتشار هذه الحالة, ولكن النسبة تبقى مرتفعة وتنذر بتراجع خطير في حرية الصحافة ومصداقيتها وموضوعيتها في تلمس قضايا الوطن والمواطن.

ناهيك عن ما قد يقال أيضا عن مصداقية وموضوعية المستجيبين من عينة الدراسة- أي الصحفيين الذين شاركوا في المسح- خاصة في هذا الموضوع الناعم, وما قد يترتب عليه من مخاوف لدى الصحفي المستجيب.

فقد تكون النسبة الحقيقة لمن تعرضوا للاحتواء الناعم أعلى من هذه النسبة المعلنة بكثير ما دام الأمر يتعلق بخوف الصحفي من ما قد يتعرض له من مضايقات تارة, أو بين ما قد يحلم بتحقيقه من مكاسب و أمنيات وطموحات شخصية تارة أخرى.

إن هذا المسح مهم ويجب الوقوف عنده كثيرا للتحقق من مصداقية نتائجه أولا ومعالجة مواطن الخلل إن ثبت فعلا أن نتائج المسح دقيقة وعلمية.

الصحافيون هم مرآة الوطن, يتناولون قضاياه وهمومه بكل جرأة وشجاعة ومصداقية وموضوعية, وهم المدافعون عن كرامة المواطن والوطن, وهم الحصن المنيع الذي يلوذ إليه كل مظلوم , وهم السلطة التي تحاسب وتمنع أي ظالم من التجبر والاستقواء على المواطن.

اذكر وعندما كنا صغارا وكنا نختلف مع من هم اكبر وأقوى منا كانوا يهددوننا بالرفش في بطوننا إذا لم نذعن لما يريدونه ويطلبونه وكنا في كثير من الأحيان وبنسبة قد تصل إلى 99% أحيانا يتم احتوائنا بهذه الطريقة الناعمة, أما من كان يرفض ويجعل من نفسه عنتر زمانه فكان يتم احتوائه بطريقة أخرى خشنة, والنتيجة طبعا هي واحدة الاحتواء والإذعان وان اختلف الطعم.

أرجو أن تبقى وسائل إعلامنا منارات يهتدي بها كل باحث عن الحقيقة, وان تبقى الوجهة التي يقصدها كل مواطن لبث همومه وشجونه وكما أرادها جلالة الملك المعظم. كما أرجو أن تبقى وسائل إعلامنا بعيدة عن كل أشكال وأساليب الاحتواء الناعم منه والخشن. abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد