الملكة رانيا .. وأحلام ثنائي الإنسانية الملك المؤسس الشاعر وعرار !

mainThumb

23-02-2010 12:00 AM

سئم المواطن العربي من متابعة وقراءة ومشاهدة أخبار الفضائيات عن القتل والجوع وسطوة الأشرار وغلاء الأسعار...سئم من اختراق الأمن القومي العربي والهرولة وراء السلام مع إسرائيل التي لا تريده أطلاقا وتلاعب العرب لعبة شراء الوقت كيف لا وهم جادلوا ربنا عز وجل حين أمرهم بذبح بقرة قال اليهود لسيدنا موسى عليه السلام قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ثم طلبوا منه إن يبين لهم ما لونها انه يقول( انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناضرين )ثم قالوا (إن البقر تشابه علينا ...سئم المواطن العربي من مشاهدة قاسي حصار غزة هاشم والذي يساهم محمود عباس فيه ... سئم ويتألم لأنه العين البصيرة واليد قصيرة ولولا الرئة الأردنية لاختنق أهل غزة الأشقاء... سئم المواطن من استشراء الفساد سئم من التنظير ... سئم من المنافقين ومنهم أصحاب قرار يجمعون بين السلطة والحال وهذا أسوأ أنواع الفساد في ظل غياب المحاسبة والعدالة والجدية في القضاء على هذا الوباء...سئم وسئم...من..و..و..و...الخ

في ظل هذه الصورة السوداوية القاتمة للواقع العربي تذكرت قولا لجلالة الملكة رانيا(إن الموت يسبب الألم والحزن لكن الأكثر ألما وإيلاما هو أن تموت أحلام الإنسان)جلالة الملكة الانسانة لها بصفاتها الإنسانية في كثير من المجالات وأهمها اهتمامها بالتعليم والثقافة ليقول كل متعلم(علمني الأردن)أحلام جلالتها التي لا تريدها أن تموت قادتني إلى أحلام شاعر الأردن(عرار)التي لم تمت حتى وفاته ومخاطبته للشاعر الملك المؤسس عبدالله طيب الله ثراه في صحيفة (الحق يعلو)وهي أول صحيفة أردنية أسسها الملك الشاعر عام 1922...خاطبه ، بعدها تعرض للظلم من قبل احد المتنفذين الذي اثبت التاريخ انه كان ينظر للأردن بقرة حلوب إن جف ضرعها حل ذبحها...! فقال....مولاي عبدالله....

أيها الساطع في قلب الليالي كيف ترضى بشقائي وابتذالي؟

هل ستغدو في حياتي واقعا أم ستبقى حلم أحلام الــــخيال؟

مولاي عبدالله قد قــــــدرته قلم الحر...ورفع الفاعـــــــــل

رفع الفاعل بالضم لا جار ومجرور بالكسر وكان عرار يشير إلى الشعارير(جمع شعرور) الذي يغرقون في الطلاسم والكلمات المتقاطعة ويلوك كلمات لا لون ولا طعم ولا خيال ولا عاطفة صادقة وتنشر على الصفحة الأولى أو الأخيرة في(الحق يعلو) والتي لم يلتزم حتى بقواعد اللغة ولا يعرف أن الفاعل يرفع بالضم متذرعا بأنه يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره! وحتى خياله مريض معقد لا يجيد إلا فن النفاق!فكتب الملك المؤسس الشاعر رحمه الله مداعبا عرار وتطمينه بان أحلامه لن تموت فقال الملك الشاعر

هي للحبيب وما أظن كلامها إلا غناء جوارحي وبكائي

في طيها قلبي وفيض مشاعري كلماتها دائي..وفيها دوائي

فاقرأ حبيبي ما تقول سطورها فعسى ترق اذا سمعت ندائي

ما مات حلمي يا عرار ولم يزل حلم الحياة بان تصون وفائي!

استدعاه جلالة الملك المؤسس الشاعر وأصبحا منذ ذلك الحين يشكلان ثنائي للحب والفرح والإنسانية وكان يجمع بينهما الحب الحقيقي وصدق العاطفة وسمو الرسالة للشعر لسعادة البشرية وخدمة الإنسانية جمعاء دون تمييز بين لون أو عرق أو طائفة أو مذهب وقال الملك الشاعر(يا رعاك الله ليس الحب حبا إذا كنا لا نستشعره وتتذوقه في القلب والروح والوجدان نحياه لنقطف ثماره بعد أن نصطلي بناره وبنهاره)

كان الشعر بين الثنائي متكافئا في مضمونه ورسالته الإنسانية واجتمعا على حب واحترام إنسانية الإنسان والرحمة والشفقة على المساكين والمستضعفين والعمل على إنقاذ التائهين الحيارى الذين هم ولهم في كل يوم شان وموال وحسب الأموال ويميلوا حيث الرياح تميل!

ومن الدعابات الشعرية بين ثنائي الحب والتفاؤل والأحلام الوردية اذكر هذه الدعابة من الملك الشاعر لمصطفى وهبي التل بديمقراطية شعرية غير مقيدة ووصف فيها عرار بأنه كان كسابا وهابا أي ما يكسبه من مال ينفقه على الطفارى والمساكين والنوّر ويترك نفسه(ايد من ورا وايد من قدام)

أبا وصفي لنا في جحشك العبر جاءت وليس لها بول ولا بعر

وكيف تبعر جحش عندكم مكثت طعامها الأبيضان الشمس والقمر

لو أنها حلمت في نومها علفا غنت له ودموع العين تنهمر!!

رد عرار على المؤسس(حسب ما جاء في صحيفة الحق يعلو)مولاي الشاعر الصنديد:

ليس الحبيب من يأتيك مؤتزرا مثل الحبيب الذي يأتيك عريانا

اقبل حبيبك عريانا ومؤتزرا فهو الحبيب ولا تهجره أحيانا

ورب شخص جميل الشكل تلحظه لدى مخالطة تلقاه عفنانا

حلو اللسان تراه في مجالسكم والغدر في القلب مشجون ومليانا

حب صادق بين ثنائي الشعر رحمهما الله وقد عبر عن ذلك الملك الشاعر طيب الله ثراه حين قال...

وما يستوي البحران عذب ومالح وما تستوي حيتانه وعقاربه

وللحق أثواب جميل طرازها وللظلم اقباح وللغدر عابده!

فرد مصطفى وهبي التل للملك الشاعر

وللحزينة يوم لا مناص لها من أن تزغرد من فرط الهنا فيه

غدا إذا ذاب هذا الثلج سوف ترى تحت الثرى قذرا ما كان يخفيه!

أحلام شاعرين كبيرين من اجل خدمة إنسانية وإسعاد البشرية لتعيش بوئام وكرامة وسلام وما ماتت احلامهما لتحقيق ذلك إلا عند وفاتهما رحمهما الله واختتم فالحديث يطول ببعض أبيات لعرار نشرت في(الحق يعلو)مخاطبا الملك المؤسس الشاعر لأنه عاد إلى المعاناة من المنافقين والمتنفذين الفاسدين المفسدين...

يحميك ربي قد أتيتك احتمي بحماك أشكو حيرتي وشروري

يحميك ربي قد سألتك خالقي أن تستجيب للدعوة المقرود!

فاملأ فؤاد الهاشمي محبة وسعادة أبدا بغير حدود

فالحب زاد للقلوب ونعمة وهدية من ربنا المعبود

فالحب يجلو القلب من أدرانه ويذيب كل قساوة وجليد

فامدد لشعبك ساعديك وعندها نشدو ونفرح كلنا بالعيد

كم كنت احلم بالصفاء وأنني سأظل احلم بالغد الموعود

فلا انت سيدنا وأنت حبيبنا بل أنت دنيانا وسر وجودي

عصفت رياح العابثين بموطني وتسابقوا للكيد والتهديد

ليتصدع البنيان فوق رؤوسنا يبغاه موتور وكيد حقود!

مولاي عبد الله...تدرك أننا في الحب مدرسة بدون شهود!!!

الملك المؤسس الشاعر رحمه الله وفي بيت واحد فخير الكلام ما قل ودل واللبيب من الإشارة يفهم قال لمصطفى وهبي التل:

أبشر عرار فلن يضيعك ظالم أنت الوفي الصادق المعهود

هكذا هم الهاشميون واشكر جلالة الملكة رانيا التي أعادتني بمقولتها إلى أحلام هذين الشاعرين الكبيرين(الأكثر ألما وإيلاما أن تموت أحلام الإنسان)!!!

أقول قولي هذا وأتمنى الخير للوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد