نحترم الرئيس أحمدي نجاد ولكن .. ؟؟؟

mainThumb

20-02-2010 12:00 AM

 

 
لقد كنت وسابقي من الذين يؤمنون أن الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام آية الله الخميني رحمه الله كانت أكبر نصرا للقضية العربية الأولى فلسطين ، فقد كان نظام الشاه البائد أكبر حليفا وداعما للكيان الصهيوني وعميلا بامتياز للولايات المتحدة الأمريكية ، يكفي الإمام الخميني شرفا أنه كان من ألغى وجود السفارة الصهيونية بإيران ووضع على أنقاضها السفارة الفلسطينية وأعلن الإمام سياسة الثورة الإسلامية المعادية للولايات المتحدة الصهيونية وإنها لا ترى بالكيان الصهيوني المجرم إلا لقيطا وضعه الغرب الامبريالي بطريقة غير شرعية لخدمة المصالح الامبريالية وأن يكون هذا الكيان اللقيط كلب الحراسة لمصالح الغرب الامبريالية ، وللأسف الشديد وقعت الحرب العراقية الإيرانية التي كان أستاذنا الكبير فهد الريماوي خير من عبّر عنها عندما أطلق عليها (حرب الوردتين ) في مقال شهير نشر له في جريدة الدستور الأردنية مطلع ثمانينات القرن الماضي وبالفعل كانت تلك الحرب وبغض النظر عن البادئ بها حربا أمريكية بالوكالة .

فقد كان من مصلحة أمريكا الصهيونية تحطيم الدولتين التي أصبح على رأس كل منهما قيادة عملاقة عظيمة ، فقد كان العراق بعد ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي طليعة الأمة لمحاربة الكيان الصهيوني بعد استقالة مصر من دورها أثر ابرام أنور السادات صفقة استسلام مع الكيان الصهيوني وإخراج مصر بكل ثقلها العسكري والسياسي من الصراع العربي الصهيوني ، وجاءت الثورة الإسلامية المباركة التي أخرجت إيران من المظلة الأمريكية والخندق الصهيوني لتكون جزءا فاعلا في محيطها بالمنطقة وبالتالي أصبحت إيران بعد الثورة الإسلامية معنا في خندق المواجهة مع الشيطان الأكبر أمريكا الصهيونية كما كان يسميها الإمام آية الله الخميني رحمه الله وبالتالي كان عراق الشهيد الرئيس صدام حسين مخطئا بلا شك في بدء الحرب مع إيران حتى لو ظهر بعض الاستفزازات من هنا وهناك والتي كان يمكن حلها عبّر الحوار والتفاهم ، كما كانت إيران الثورة مخطئة أيضا لعدم قبولها وقف إطلاق النار في بداية الحرب وعلى الصعيد الآخر كانت الصهيونية العالمية تعمل ما بكل وسعها من خلال أدواتها وعملائها بالمنطقة على استمرار تلك الحرب لأطول مدة ممكنة حتى تفنى القوتين المهمتين بالمنطقة العراق العربي وإيران الإسلامية.

وكلنا يذكر ما قاله الصهيوني الأمريكي هنري كيسنجر بـأنه يتمنى أن تطول تلك الحرب لمائة عام واستطرد ذلك الصهيوني أنها أفضل حرب لخدمة مصلحة أمريكا والكيان الصهيوني التي أسماها إسرائيل ، اليوم وقد تغّير العراق وأصبح تحت الاحتلال الأمريكي الصهيوني المباشر الذي لا يريد خيرا في جمهورية إيران الإسلامية أو بالوطن العربي مهما كانت قيادته الحالية التي جاءت مع الاحتلال منسجمة مع إيران ولا أعلم حقا كيف أصبح لصا وعميلا مع أعلى درجات القرف مثل أحمد الجلبي يحسب نفسه على جمهورية إيران الإسلامية والأكثر إزعاجا ما صّرح به مؤخرا الرئيس أحمدي نجاد بأن الغرب لن يستطيع فرض حزب البعث على العراقيين وكأن حزب البعث جاء للسلطة عبر مخططات غربية والرئيس أحمدي نجاد الذي نحترمه ونحترم صلابته ومواقفه المبدئية في مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني ولكنه لم يكن موفقا في تلك العبارة والرئيس نجاد يعلم أكثر من غيره بأن استهداف العراق العربي بدأ بعد ثورة 14 تموز المجيدة ووضع تحت المجّهر أكثر بعد ثورة 17 تموز المباركة عام 1968م ، والتي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي وكان أول أعمالها تأميم النفط عام 1972م، وللأسف الذي جعله العملاء المحسوبين على إيران اليوم في خدمة أمريكا والكيان الصهيوني ، والذي كان بطل التأميم هو الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله .

لقد أصابتنا تصريحات الرئيس نجاد بالحيرة والاستغراب نحن أصدقاء وأنصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران وبدلا من المصالحة والاستفادة من دروس وأخطاء الماضي نجد الرئيس نجاد مع كل الاحترام لشخصه يذهب في اتجاه آخر وهو يعلم أن الغرب لم يفرض حزب البعث على العراقيين ولكن الغرب يا سيادة الرئيس فرض حكومة الدمى المتحركة التي تحكم العراق اليوم تحت حراب الاحتلال والتي بعض تلك الدمى يدّعي أنه محسوب على جمهورية إيران الإسلامية .

إن العراق العربي القوي هو سندا حقيقيا لجمهورية إيران وحمايتها من التدخلات الخارجية والعراق الضعيف كما هو اليوم ساحة مفتوحة للجميع بما في ذلك أمريكا والكيان الصهيوني وليس إيران وحدها ، وقد رأينا أحد أطراف المسئولين في عراق اليوم يطالب بقتل الشيخ حارث الضاري وقبل ذلك يذهب ذلك الشخص نفسه للكيان الصهيوني ، هل كان نظام البعث يسمح لمثل هؤلاء الحثالات البشرية بالظهور وتذكروا يا سيادة الرئيس أن أقرب أصدقائكم في سوريا العروبة يحكمها حزب البعث العربي الاشتراكي وتصريحكم الأخير استغل كثيرا من بعض المتشكيين في نوايا إيران الإسلامية ولا أريد أقول عملاء أمريكا ، ترى ما هي مصلحة بعض المحطات في الأنظمة الرجعية في بلادنا خاصة دول الذهب الأسود في إعادة تصريحكم لمرات عديدة ، إننا نناشد كل المخلصين في جمهورية إيران الإسلامية الجارة وفي بلادنا العربية بضرورة تغليب لغة الحوار على غيرها فالعرب وإيران هم أولا وأخيرا جيرانا وما يجمعهم أكثر مما يفرقهم ولنأخذ من الماضي الدروس والعبر من أجل المصلحة العليا للأمتين العربية والإسلامية والله من وراء القصد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد