خالد باشا يسلم الراية خفاقة

mainThumb

25-02-2010 12:00 AM

العميد الركن المتقاعد محمود دايج الخرشه

ترجل الفارس.. والفرسان لا يترجلون إلا لغاية ،اما لأخذ قسط من الراحة أو للاعتكاف في محراب الوطن ينهلون من نبعه الصافي حتى الارتواء ليواصلوا دروبهم في خدمة الوطن للارتقاء به نحو معارج السم?Zو، فهم جنود مخلصون في الوظيفة وقادة فكر خارجها وهم أصحاب منهج وعقيدة راسخة .
إنها أكثر من أربعين عاما للفريق أول الركن خالد جميل الصرايره في القوات المسلحة فهي ماضية وحاضره وذكريات في شيخوخته فمنذ كان شابا يافعا يفيض حيوية ونشاطا اختار طريق الجندية فأنضم إلى صفوفها ضابطا حديث التخرج وتدرج فيها إلى أن أصبح رئيس أركانها وقائدها العام .
كلمة حق جاء وقتها لتقال بحق من أفنى زهرة العمر في خدمة اعرق المؤسسات في الوطن سعادة العين خالد باشا الصرايره ، ليست تزلفا ولا مداهنة ولو كانت كذلك لقيلت قبل مغادرتي لوظيفتي وكما هو الباشا خارجها الآن ، إلا أنني كنت أقولها ويرددها غيري في مجالس العسكريين ولقاءاتهم سواء العاملين منهم أو المتقاعدين ، فقيادته أنموذجا يحتذى في حسن الإدارة والصبر والأناة فقد كان حليما متسامحا مع من يخطئون بحقه وثائرا جسورا عندما يصوب الشرُ سهامه نحو الوطن وأبناءه . ساعد الكثيرين من أبناء الوطن من العاملين بالقوات المسلحة أو خارجها ( اقسم بالله أنني لست منهم ولا أحدا من أبناء عشيرتي ) وقد أقسمت حتى لا يقال أن ما دعاني للكتابة إلا ردا للجميل أو اعترافا بالفضل ، نعم قيادة الباشا كانت فضلا وخيرا عميما على كل مرتبات القوات المسلحة إعدادا وتسليحا ورفاها ولم يسبقه في الأداء إلا من شاركوا في معارك القدس والكرامة والشهداء وهم الأكرم بعد الأنبياء والصديقين.
كان قائدا وموجها وأبا حانيا لكل مرتبات الجيش العربي فلم يكن فئويا ولا إقليميا كان نزيها عادلا صافح الكل براحة لامست اكف الجميع بتواضع الكبار لأنه خريج مدرسة الهاشميين الأطهار وقد خطت القوات المسلحة أثناء قيادته لها خطوات رائدة نحو التطور والازدهار .
يبدأ حديثه دائما في لقاءاته مع الجنود والقادة في الميدان باسم جلالة الملك فيقول لنا وبلهجته البسيطة (سيدنا الله يسلمه داير باله علينا فخلينا عند حسن ظنه ) ويكمل الحديث أو المحاضرة بعيدا عن التكلف أو التصنع ليفهمه الجميع وهكذا كان الباشا محترفا فنون المعنويات لأنه درسها في المدرسة الهاشمية فقد عني بالمعنويات كأحد الركائز الأساسية لروح الجندية.
اما وقد انتقلت الراية من يد خالد باشا إلى يد أخرى حريصة على مصلحة الوطن إلى يد الباشا مشعل الزبن فالأول خالد في ذاكرة الأردنيين جميعا وعلم من أعلام الوطن والثاني اسم فاعل يحمل الشعلة متوهجة ليضيء بها دروب مرتبات ومنتسبي الجيش العربي لتزداد قواتنا المسلحة قوة إلى قوتها .
فمشعل باشا قائد ميداني وموجه في علم الإستراتيجية يعرف طبيعة الوطن من وادي فنوش غربا إلى طريبيل شرقا ومن عقربا شمالا إلى تتن جنوبا ويعلم قدرة وكفاءة الجندي الأردني واعرفه قائدا فذا سيستخدم ما لديه من الموارد سواءً المادية منها أو البشرية في صياغة خططه الإستراتيجية لحماية الوطن وأبناءه واجزم انه سيضع القوات المسلحة في مقلة العين وسيرعاها حق الرعاية وكما أراد منه صاحب الجلالة في الكتاب الملكي الذي عهد به إليه لقيادة الجيش العربي حفظ الله الوطن وقائده وقواته
DAYIJBN@YAHOO.COM



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد