صحيفة السوسنة الأردنية

لقد انعم الله سبحانه وتعالى على العالم العربي بثروات هائلة تكاد لا تصدق حيث تستحوذ على امكانات اقتصادية وبشرية وجغرافية هائلة فعلى سبيل المثال فان الدول العربية تحتل ما نسبته50.3 % من مجمل الاحتياطي العالمي من النفط والذي يقدره الخبراء ب1.3 تريليون برميل و يتوزع ما يقارب ال 93 % من احتياطي الدول العربية على خمس دول عربية منها على سبيل المثال السعودية بما نسبته حوالي 40 % لوحدها و تشير التقارير الاقتصادية الصادرة عن صندوق النقد العربي بان احتياطيات الدول العربية من الغاز مجتمعة من مجموع احتياطات العالم بلغت نسبتها 29.1 % اي ما يعادل حوالي 55 تريليون متر مكعب من مجموع الاحتياطي العالمي من الغاز .

هذه الثروات الطبيعية الهائلة يضاف لها الخيرات التي لا تقل اهمية عنها وهي المساحات الضخمة من الاراضي الصالحة للزراعة وغير المستغلة في العديد من الاقطار العربية الاخرى والتي يمكن استثمار منتوجاتها بشكل ضخم ولكل أسواق العالم وكذلك ما ينعم به العالم العربي من سوق استهلاكي ضخم لكل ما يمكن انتاجه وتصنيعه وما يتمتع به العالم العربي من عدد سكان كبير وما يتوافر به من عمالة متدنية الاجرة ان هذه العوامل كلها تشكل عوامل تكاملية تسند بعضها بعضا لتعطي العالم العربي قدرات وامكانات هائلة تستطيع إذا ماتم استغلالها واجادة استعمالها وبشكل تكاملي لأصبحت الدول العربية من أغنى اقتصاديات وإمكانيات العالم وبالدرجة الاولى ولكن ؟

ولأسباب عديدة نجد ان اقتصاديات العديد منها لا زالت تعاني من استمرار التدهور والانخفاض والقوقعة والدوران في ذات الدائرة و تزايد جيوب الفقر والبطالة وانتشار الفساد والرشى والامراض وتدني مستويات التعليم وتدنى مستويات المعيشة والاتكال على ما تنتجه الدول الاجنبيه حيث اصبحنا افواها واسواقا مفتوحه وبشراهه الى كل ماهو استهلاكي وبحيث اصبح كثير من قراراتنا مرهونه بشكل او باخر بهذا الوضع الارتهاني الاتكالي الى ماينتجه العالم الاجنبي من منتجات وخدمات وما يسمح لناهو باستيراده وبما لا يسمح به وبخاصه في مجالات التكنولوجيا …الخ هذا بالاضافه الى التعاظم المستمر في ديون الدول العربيه سنه بعد سنه وهاهي الازمه الماليه العالميه تسببت في تطاير ملايين الدولارات التي كانت مستثمره في العديد من الشركات والمؤسسات والبورصات الاجنبيه بسبب الازمه الماليه والاقتصاديه العالميه وفي انخفاض اسعار النفط الخام الى حوالي النصف عما كانت عليه قبل عام تقريبا ومن ثم انخفاض حجم الواردات المتوقع من هذه السلعه الاستراتيجيه على موازنات العديد من الدول النفطيه كما تم الاعلان عنه ان مااشير اليه يثير في النفس عده اسئله مشروعه والتي منها لماذا لايتم استغلال هذه الثروات الهائله والامكانيات والقدرات البشريه والجغرافيه بشكل تكاملي فيما بين الدول العربيه ؟

ولماذا لايتم البحث التفصيلي في اسباب هذه المديونيات الضخمه واتساع رقع الفقر والجوع في اكثر من مكان ؟ اننا نعتقد بان التوصل الى اجابات موضوعيه ومحايده وبعيده كل البعد عن تسيس المساله كفيل ببدء نقطه الانطلاق نحو التصحيح وبناء المستقبل الذي ننشده جميعا .

اننا نرى ونثق بان هذه الخيرات والامكانات الهائله لدى عالمنا العربي تمكنه من ان يحتل مكان الصداره في العالم ليس فقط من الزوايا الاقتصاديه و لكن في اعطاء العالم العربي دورا اكبر في اداره شؤون العالم بما يخدم قضايانا الوطنيه والقوميه وكل هذا شريطة توافر الاراده والعزيمه المستنده الى الديمقراطيه الحقه والتي يكمن فيها ايضا الحلول لما تعانيه اقتصادياتنا العربيه وفي كل مانطمح اليه من رغد العيش وبناء المستقبل المشرق لابنائنا من بعدنا ومن ثم احترام العالم لارادتنا .

salabsi@yahoo.com