متى كانت الرؤوس الكبيرة رمزاً للجمال؟

mainThumb

24-05-2010 09:00 AM

 تعاقب الأجيال أحياناً يكون سبباً في تكرار الموضة والموديلات القديمة المستوردة من التاريخ إلى أزمنة متقدمة، فقد تعود موضة بناطيل الشارلستون والسوالف والشعر الطويل مثلاً من الستينات إلى أيامنا هذه، ولكن موضة الرؤوس الكبيرة للفتيات، الملفوفة تحت الشالات، فلا يمكن أن تكون قد مرت بها جدتي وأمي، لأن الحجاب في تلك الأزمنة الراحلة لم يكن سوى قمطة محزومة بشدة فوق شمبر يغطي الرقبة والأكتاف، إذاً من أين جاءت الصبايا هذه الأيام بموضة الرؤوس الكبيرة والتفنن بتكبيرها تحت الشال معتقدات اعتقاداً جازماً أنهن سيبدين أجمل بالرأس الكبير، فيقمن بوضع الشكلات الكبيرة ولف إشارب قديم فوق الشكلة حتى يبدو الرأس أكبر ما يمكن.




 في البداية عندما كنت أرى فتاة يعلو رأسها شيئاً ما وضع تحت الشال ظننت لوهلة أنها قامت بوضع دلو لبن فارغ أو علبة حلاوة حتى أصبح رأسها بهذا الحجم، ولكن قلت في نفسي علها قد أفلتت ظفائرها وقامت برفعها على شكل تسريحة السد العالي، ولكني ظلمت من تسرحن بهذه التسريحة في الماضي، فقد كانت هذه ظفائرهن فعلاً ولم يقمن بوضع الشال فوقها حتى يبدو الرأس أكبر.




ما أتساءل عنه, إذا كانت هذه الفتاة مقتنعة بأن تاج جمالها شعرها، محاولةً خداع الناس بأن لها ظفائر طويلة جميلة، لمَ لا تقوم بترك شعرها يطول مثلاً، وإذا كانت مقتنعة بأن حجم الرأس الكبير الذي قامت بحمله فوق أكتافها سيظهرها أكثر جمالاً فأقول لها: لا تغالي في تكبير رأسك لأنه ربما يجعل خطواتك تفقد توازنها من عدم تناسق الرأس مع الجسم. كذلك وبون إحراج أقول لها: لم يكن الرأس الكبير يوماً إلا وصفاً لمن يتصف بالغباء وسوء الإدارة، فيقال عنه رأسه كبير أي قليل الاستيعاب.




أرجو الله أن يهدي فتياتنا، ويعدن النظر في تسريحة شعورهن، فما أجمل الظفائر بالشبر الأبيض التي كانت رمزاً لطفولتنا، ومتى كانت الرؤوس الكبيرة رمزاً للجمال..؟؟!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد