باقة من الأشواك

mainThumb

07-06-2010 07:00 AM

 ** أخذت تنمو بين يديّ وكأنّها ( ظاهرة ) كمثل كلّ تلك الظّواهر المؤلمة الّتي بدأت تتكاثر في هذا الوطن ... تتحوّل أوراقي فجأة بين يديّ إلى ( باقة ) من الأشواك ... تدمي أناملي , وتجرح كبريائي الّذي ترسّخت جذوره في أعماق الوطن منذ أن كنّا ( نهتف ) سويّا في هوائه الطّلق ... " عاش الوطن ... عاش الوطن " ... لم تعد تستهويني ( الكتابة ) في وقت لم أجد فيه من يقرأ لي سوى اولئك الّذين ( يحتضرون ) على طرقات الوطن , أو اولئك الّذين ( أجهدهم ) النّفاق والتعب والإحتقان .



أخشى أن تتحوّل الكتابة في يوم ما إلى ( جنحة ) أو جريمة أو ربّما إلى ( عبثيّة ) حينما يصبح الفساد إنجازا , وتصبح (التياسة) عند المتملّقين عنوانا للتنمية والتطوّر والإصلاح , أو حينما يكون ( الإسترزاق ) على ظهور الغلابا والمساكين مهمّة وطنيّة شريفة , أو عندما يكون الضّمير (غائبا ) لا محلّ له من الإعراب في كلّ الأحوال والحالات . قد أبدو في وقت ما ( مدمنا ) على الكتابة لا أقوى على اعتزالها ومفارقتها , ولكنّني رغم كلّ ذلك لن أقبل أن أكتب تحت وطأة (الرّجم ) والتحجيم والإستغفال ... ولن أسمح لنفسي أن أكون ( شاهد ) زور في وقت تؤجّر فيه بعض الأقلام وتستباح الحقائق , فالكلمة أمانة لا يجوز أن تكون أداة للإبتزاز والمحاباة والنّفاق وإيذاء الأبرياء وإخفاء الزلل .



هذه المرّة وجدت نفسي حائرا عمّا أكتب ... هل أكتب عن النّوم العميق الّذي أخذ يسيطر على ( العقلاء ) الّذين وجدوا في الصّمت لغة الحكمة وفي الكلام وجعا للقلوب ... أم أكتب عن ( الإستهواء ) في إطلاق الأحكام والأراء, أم أكتب عن حكومة باتت عاجزة عن احتواء الأزمات , أم أكتب عن تجّار ( ينشلون ) جيوب الفقراء ويتحكّمون بالأسواق ... هل أكتب عن سيارات التكسي ( الصّفراء ) الّتي تحوّلت إلى صالونات سياسيّة متحرّكة , أو أكتب عن بعض أساتذة الجامعات الّذين تسيطر عليهم ( المزاجيّة ) ويخرجون عن دائرة المألوف وتكون قراراتهم قطعيّة غير قابلة للطّعن ...


 أم أكتب عن التلفزيون الأردنيّ الّذي تحوّل إلى مكتبة للأرشيف وذكريات الماضي الجميل ... أم أكتب عن أحزاب تحوّلت إلى دواوين تقام فيها حفلات التعارف ويمارس فيها ( المتفيؤون ) لعبة السّيجة ... هل أكتب عن خضروات وفاكهة تباع في الأسواق وعلى الأرصفة وجنبات الطّرق ليس فيها من رائحة الأرض من شيء ... أم أكتب عن وطن ( يئن ) تحت وطأة الفاسدين والحاقدين وأصحاب ( الملفّات ) وحاملي حقائب السّفر ؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد