المرأة هيّ الجزء المضيء فينا .. فلا تطفئوه .. !!!

mainThumb

29-11-2010 12:00 PM

الكثير من المشاهدات المخجلة والمخلة بإنسانيتنا وعقيدتنا الإسلامية نشاهدها في حياتنا اليومية ، منها ما تشد أحداثها انتباهنا وتحرك مشاعرنا وتدعونا للغوص في تفاصيلها من أجل الوقوف على مسبباتها ، وأخرى ترانا نمر عليها مرور الكرام دون اكتراث أو اهتزاز لمشاعرنا بحدها الأدنى ، غير أبهين أو مقدرين أن هذه التصرفات والأحداث غير المسؤولة في الأماكن العامة وعلى مرأى من الناس أنها حقوق عامة وليست خاصة والتي إن شاعت ستؤدي إلى إحداث خلل لا يمكن تفاديه بين أفراد المجتمع بشكل عام ..!!



وفي مشاهدة " قمعية " تعيدنا إلى أيام " الجواري " التي أخذت المرأة حقها الوافي من المرّ والقمع والاستبداد " الذكوري " على " الأنثوي " ، استذكر تلك الأيام بإحدى الصور القمعية التي حصلت قبل أيام وعلى مرأى العامة من الناس المتواجدين على إحدى بوابات العيادات الخارجية لوزارة الصحة في مدينة اربد ، واحدة من المشاهدات التعنيفية والّلا إنسانية بحق امرأة كانت وزوجها يخرجان من بوابة العيادات ، حصلت بينهما مشادة كلامية ،



وحيث أنه تصادف وصولي بالقرب منهما في ذات لحظة الخلاف ، فكانت كلمات هذا الخلاف بداية تدور حول موضوع " الدور في أحد الطوابير " داخل العيادات ، مما لم يعجب الزوج " المسترجل " فصرخ بزوجته ثم انهال على رأسها بالضرب مرة تلو أخرى دون أن يعي أن هناك من يشاهده ويسخر من تصرفه بحق زوجته المسكينة التي أبت الصراخ أو البوح حتى بأدنى تأوهات المرأة " المكلومة " ، بل على العكس من ذلك ، وبكل عنفوان المرأة الصابرة على الأذى والصائمة عن إهانة زوجها ، وبهمس حافظات أسرار بيوتهن ذهبت تهمس بشفتيها لزوجها وكأن بها تقول له " الله يسامحك الناس شايفينا " ، ليلتفت الزوج ويلمحنا خلفه ننظر إليه " باستحقار " ويختصر " استرجاله " على هذه الزوجة " الصبورة " ويمشي بطريقه وتتبعه بكل كبرياء المرأة الأصيلة التي لم ترضى لزوجها نظرات الاحتقار من أعين الناس ..!!



صورتان تعبيريتان متناقضتان أدياها هذان الزوجان ، فكل منهم عبر عن مكنونه الداخلي بصورة فطرية قد يكون فيها " الطبع يسبق التطبع " .. فالأولى كانت تلك الصورة " الهمجية " في التعامل مع " الزوجة " التي عبر بها الزوج تجاه زوجته ، والتي انتفى فيها مفهوم " الرجولة " وضبط النفس عند ثورة الغضب .. والصورة الأخرى هي تلك الصورة الجميلة بشفافيتها " المفرطة " التي ظهرت في ردة فعل الزوجة " الأصيلة " على ما قام به زوجها من فعل غير لائق بحقها على مرأى من الناس .. وأجزم أن ردة الفعل تلك لم تكن من باب " الضعف الفطري " للمرأة ، وأنها " أي المرأة " لم تتعامل مع الأمر من باب " كل فعل له ردة فعل مساوية أو أكبر " ، بل عظمة التوازن في ردة الفعل بصورتها المشرقة كانت تنم عن صبرٍ عظيم تكنه هذه المرأة بين ضلوعها تجاه تصرف زوجها ، وأن التماسك بين أفراد أسرتها أعظم من أن تطفئه لحظة غضب تخرج مستبسلة من بين الضلوع ..!!



كنت أعتقد في لحظة من اللحظات أن " عصر استعباد المرأة " قد ولّى ولم يعد له وجود في عصرنا الحالي ، إلاّ أن هذه الصورة " التي أظهرت المرأة أنها " مسلوبة الإرادة " هيّ أقرب من حالة " المرأة الجارية " التي كانت تباع وتشترى بدريهمات قليلة أيام عصور القهر الغابرة ..!!



ألم تلدنا نحن " معشر الرجال " امرأة .. عانت الكثير اثر حملها لنا وإرضاعنا وإطعامنا وتربيتنا دون أن تكلّ أو تملّ أو تتثاقل على الاعتناء بنا ونشوة فرحها بنمونا بأعلى درجاتها ..؟؟ ثم أليست هذه المرأة هيّ النصف الذي لا اكتمال لدورة الحياة دونه ..؟؟ فهيّ تلك الأم التي وإن أخطأت بحقها تقول " الله يهديك " .. وتلك الأخت التي يتسع صدرها لسماع شكواك وهمومك ولن تجد الحنان بعد الأم إلاّ بها .. والمرأة أيضاً هيّ تلك الزوجة الحبيبة التي تدغدغ أفئدتنا ومشاعرنا ، ونسكن إليها وتنجب لنا فلذات كبدنا وزهرات حياتنا وأنسنا .. فبالتالي .. المرأة هيّ الجزء العطوف والمضيء فينا الذي إن فقدناه نكون قد فقدنا الرحمة والمودة فينا ..!! 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد