حضارة الحجارة الملساء

mainThumb

05-12-2010 08:27 PM

لا تكاد قدما السائح القادم شوقا وروحانية الى الاردن تطأن ارض هذا الوطن الاّ واغترفته احضان حيتان السياحة النهمة راسمة له خارطة طريق لسياحة اردنية تأسر الالباب وتخطف الابصار.

 

بدءا لا بد للسائح ان يغوص فكرا في تاريخ اجداده الرومان بأن يهيم بين حجارة المدرج الروماني ويتنافخ فخرا في عظمة فن المحاكاه على مسارح المدرج الروماني غير ابه بما يحيط بالمدرج من فيضانات القيح المتساقطة من جبال النازحين ولا ابه بقصور السادة الذين ذللو الرمضاء حتى نطمئن.

 

ولا بد لسائحنا ان يحج الى المسرح الجنوبي في جرش ليستشعر هيجان الغوغاء الرومان حين كانت الاسود والنمور تطلق لتمزيق عبيد الرومان وسجنائهم بوحشية ...ولكن الشجر الصامد كقامات الجرشيين الضارب عمقا في التاريخ لا يعني شيئا...... ولا روائح البان الاغنام الوفية لعشب الربيع تعني شيئا امام اصداء الغوغاء.



ولا بد لسائحنا ان يقف شامخا امام الحجارة السوداء في طبقة فحل استذكارا لعظمة البناء الروماني غير ناضر الى لمع السيوف الاسلامية في معركة اليرموك ولا الى دماء الشهداء في بحيرة طبرية.

 

ويدور رحى الفوضى في راس سائحنا حين يلقن ان قلعة عجلون اسلامية البناء ايوبية الاباء ....هاشمية المنبت ..... عجلونية الملقى بينما  يقف طويلا امام الفسيفساء الرومانية في قلب القلعة يبحث عن تفسير تاريخي مقنع ...لا يجد ...فيؤّل تفسيرا من بنات افكارة لن نعلمه الاّ حين نستعرض تاريخنا في منشورات المكتبة البريطانية................حين تنادى ابراج القلعة اسلاميتها بصمت صاخب لا تجد الاّ ابراج قلعة الكرك التي اسالت دموعا الى خاصرة البحر الميت ظلما حين تناسى ابنائها ان صلاح الدين الايوبي ارهب اباطرة الرومان بين اكنافها.

 

وبعد عناء الزهو بين اروقة التاريخ الروماني لا بد من مسحة عربية برمال البتراء التي لا يعرف من سيماها العربية الاّ خيل مرهقة تلهث من العطش وفارس اشعث يتراطم على لسانه كل اللهجات الا العربية.

 

اي سياحة اردنية تلك التي ندّعي ..... واي ارث اسلامي او عربي او اردني يحملة السائح في جعبته عند العودة......وكيف ترانا نكون في خاطره حين نفشل ان نجعله يتكلم عن حضارتنا المتاصلة في عقيدتنا ولو لبضع دقائق. حضارتنا تكمن في سلوكنا الرباني وتصورنا الصائب للزمن  لا في حجارة ملساء لا تنفع ولا تضر.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد