صديقي الطيب
حين كانت المطالبة بمصروفٍ يومي ٍ تعد تمردا شبه عسكري تواجه بإجراءاتٍ قمعيةٍ تصل حد التعرض للحبس الانفرادي في الحمام الخالي من كل وسائل الترفيه، ناهيك عن مشاكسات ساكنيه القدامى من مختلف أنواع الحشرات الزاحفة والطائرة والسابحة.. وحين كان (بوط أبو إصبع) أطول عمرا من معظم الرؤساء في أمريكا اللاتينية والشمالية والوسطى تتناقله الأقدام عبر الأجيال قبل أن يحال إلى التقاعد –قسرا- بعد زواج رفيقه الأول!!
صديقي الطيب سليمان التقيته لأجد الزمن قد حفر في عينيه الكثير من الحكايا والروايات، قابلني بابتسامة تمكنت قسوة السنين من تغيير بعض ملامحها لتجعلها أشبه بابتسامة طفلٍ كبيرٍ أو رجلٍ صغيرٍ، دارت عيناه لحظة التقينا وكأنها تبحث في تقاسيم وجهي وبين ثنايا التفاتاتي عن طفولةٍ حييناها يوما لكنها لم تحيانا.. طفولةً كانت أشبه ما تكون بالحياة على ظهر سفينةٍ تائهةٍ لا قبطان يسيرها ولا منارة تهتدي بنورها.. ورغم ذلك يملأ الأمل عيون بحارتها بأن يجرفها التيار يوما إلى شاطئ آمن.. مد يده يصافحني باحثا في كفي عن حنين تائه وشوق إلى أيام كنا نتمنى أن تمضي سريعا وعن ليالي لم يكن يقي عظامنا برد كوانينها سوى بطانيات الجيش، ويبحث بين أنفاسي عن صوت مؤذن مسجد العباس وعن رائحة الفلافل في مطعم الشيخ القديم وعن أيام (الزعرنة) البريئة.
صديقي الطيب سليمان كتيب أنيق لم ينتقص من قدره تراكم الغبار الذي أنجبته سنين القحط والغربة والتعب، سطوره ذكريات حبيبة وصفحاته مملوءة بالقصص الحلوة عن آبائنا ومخطوطة رائعة رسمت فيها شوارع الزرقاء وحاراتها الضيقة بماء الذهب، حين كان (الهامبرغر) حسب ظننا نوعا فاخرا من الحلويات لم نحلم بتناولها يوما، وحين كانت أقصى أحلامنا أن نركب بجانب السائق في سيارة (فولكس فاجن) حتى لو كانت واقفة، وحين كنا نتباهى كذبا" بأننا قدنا سيارة مرسيدس أمام الرفاق ويكشفنا جهلنا أن (الهاندبريك) في سيارات المرسيدس يرفع بالقدم لا باليد، وحين كان امتلاك عصام (لطابة الشرايط) يعد سببا أكثر من كاف كي نحتسب تسديدته هدفاً في صالحه رغم مرورها بعيدا عن (قهقور الأحجار)، فقط لأنه قد يأخذ كرته ويمضي إن لم نفعل!!
حين كنا نحاول جاهدين تقليد (حميدو) بتنفيذ الضربة الصاروخية دون جدوى، وحين كانت ابتسامة منى اليتيمة التي جاءت عن غير قصد دليلا دامغا على قصة حب حقيقية بينها وبين أحد الرفاق وسببا مقنعا لمحاولته الانتحار يوم تمت خطبتها وللوقوف باكيا أثناء توديعه موكب عرسها وكأنه يقف على قبر حبيب في مقبرة معصوم.
صديقي الطيب سليمان قلادة من العاج سرقتها قسوة الأيام والليالي والقلوب، ثم أعادتها بعد ثلاثين عاما –رغم الغبار فوق جباهنا والحفر العميقة في خدودنا وأفئدتنا- متألقة مملوءة بالحب والوفاء والشوق والحنين ومملوءة أيضا بكروم العنب ومروج القمح والذرة وشجيرات شقائق النعمان!!
الصادرات الصناعية الأردنية وصلت 147 دولة في 2024
انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب والنفط والمعادن عالميًا
الصبيحي: لا حقوق ضمان لمتعاطي الكحول والمخدرات
تعطل مركبات يربك الحركة في صويلح وحادث مروري بشارع الأردن
الأردن يجذب 51 ألف طالب من 113 جنسية
أزمة السياحة تغلق 59% من فنادق البترا .. تفاصيل
ارتفاع عدد ضحايا فيضانات تكساس إلى 59 قتيلاً
ترمب يهدد برسوم جديدة على داعمي سياسات بريكس
غوتيريش: السلام في فلسطين يبدأ بحل الدولتين ووقف النار
ضابط سابق: حماس فقدت السيطرة على معظم غزة
الحالة الجوية ودرجات الحرارة المتوقعة الإثنين
الاحتلال يشن غارات جوية على شمال وجنوب وشرق لبنان
الحوثيون: أجبرنا طائرات الاحتلال على التراجع باستخدام صواريخ محلية
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
بيان عاجل من السفارة الأميركية في عمّان
وقف ضخ المياه عن مناطق في المملكة .. أسماء