خطبة الجمعة

mainThumb

09-04-2011 10:13 PM

 خطبة الجمعة هي واحدة من أهم وأسمى سبل التواصل بين الأفراد، وأنجعها في إبلاغ رسالة نافعة للناس أجمعين. فهي أكثر قنوات الاتصال إقناعا واستمالة لأفئدة الناس وعقولهم، ومن هنا فهي تحتل مكانة كبرى عند المسلمين عامة، لما تحمله من معاني الذكر والوعظ، وما تحويه من أسمى دعوات التنشئة الوطنية وحب الخير وإفشائه بين المؤمنين.
 قبل أيام؛ إستمعت لخطيب في أحد مساجد المملكة؛ فإنتابني شعور بالألم والقلق؛ من الأسلوب الذي تناول فيه الخطيب خطبته، وكذلك من غياب وحدة الموضوع فيها وشمولها على الحشو والإطناب وضحالة الأفكار التي أوردها الخطيب بطريقة لاتليق بديننا الحنيف وبمواطننا المثقف!!!.
 وبما أننا في الأردن نتحدث كثيرا عن الإصلاح السياسي والإداري؛ أتسائل: لماذا لانتحدث عن الإصلاح الفكري؟!، ولعل الخطاب الديني أحد مداخل هذا الإصلاح!!، وخصوصا أننا في المملكة نشهد حملة منظمة من الأفكار الدينية غير السوية تغزو شبابنا وتستهدف إستقرارنا الإجتماعي وبالتالي أمننا السياسي!!!.
 قد يتساءل البعض: ماعلاقة خطبة الجمعة بالمؤامرة الفكرية على الأردن؟!، وهل هناك مؤامرة فكرية حقيقية على مملكتنا الهاشمية؟!.
 خطبة الجمعة مؤشر على ضعف الخطاب الديني في الدولة، وعدم قدرة هذا الخطاب على مواجهة الأفكار السلبية لبعض التيارات الدينية المنحرفة عن كتاب الله وسنة نبيه؛ والتي بدأت منذ حين تبث سمومها في وطننا الحبيب، والفكر المنحرف لايقاوم إلا بالفكر الوسطي السليم الذي يقوده علماء على قدر من المسؤولية الدينية والوطنية.
 قبل أعوام؛ ومن منطلق المسؤولية الدينية والوطنية؛ أطلق صاحب الجلالة رسالة عمان؛ والتي تهدف إلى بيان الصورة الحقيقية لديننا الحنيف؛ والمتمثلة بالتسامح ونبذ الإرهاب وقبول الآخر، ولكن حتى تحقق هذه الرسالة غايتها بشكل فاعل فإنها تحتاج إلى نخبة من علماء الوطن .
 الضعف الملموس في خطبة الجمعة في مساجدنا الأردنية،مؤشرا خطيرا علينا التوقف عنده مليا، ويدعونا لمطالبة صاحب الجلالة بإصدار توجيهاته السامية بتشكيل هيئة علماء الدين في الأردن، كهيئة علمية دينية مستقلة عن الحكومة؛ تضم كبار العلماء، وتسند اليها مهمة وضع السياسات الشرعية بالشكل الذي يضمن تجديد شكل وطريقة عرض الخطاب الديني والتصدي للأفكار المسمومة من خلال رفع قدرة الوعاظ وأئمة المساجد وتحسين أوضاعهم الوظيفية ودراسة تعميم أفكار خطب الجمعة عليهم؛  بحيث ترسل لهم الأفكار شهرياً ويكون لهم الحرية في التحدث عن الفكرة المختارة بطريقتهم وأسلوبهم الخاص، لتصبح الخطبة عامل مهم من عوامل تعزيز الوحدة الوطنية؛ وفي غير ذلك فالأردن في خطر!!!.
a.qudah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد