الكبر وآثاره المدمرة

mainThumb

31-07-2011 11:35 PM

من الأخلاق الرديئة، والذنوب العظيمة، والأدواء الدفينة داء الكبر، ذلك الداء الذي يجعل المرء يعيش الوهم بكل معانية، يحسب بسببه المرء نفسه في أعين الناس عظيما، وهو عندهم حقير ذليل لكبره، داء له آثاره الوخيمة المدمرة، التي من أبرزها  عدم قبول الحق، قال الله تعالى عن فرعون وقومه "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" (النمل:14)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسناً. قال: "إن الله جميل يحب الجمال ,ومن آثار الكبر احتقار الناس وانتقاصهم،




وقد قال الله تعالى عن استعلاء فرعون وقومه على موسى عليه السلام وبني إسرائيل: "ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ" (المؤمنون:45-47). والجزاء من جنس العمل، فإن المتكبر المحتقر للناس يحشره الله تعالى يوم القيامة تحت أقدامهم، فهو أقل قدراً منهم، بل هو تحت أرجلهم، تحقيراً له جزاءً على استعلائه وتكبره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان،



 ان الكبر هواحساس بالعظمة في النفس ينعكس في صورة تصرفات المتكبر فإما أن يكون اختيال في المشية أو إعجاب بالرأي حيث يرد كل رأي مخالف ولو كان حقاً أو استبداد في المنصب وازدراء للأخرين ،ومن الصور التي تدلك على المتكبر أنه يُكثر الطعن في الناس إما في هيئاتهم أو في فقرهم أو في علمهم أو عقيدتهم لأنه يريد أن يقول للناس إني أنا الوحيد الكامل وإن كل من حولي من الناس ناقصين.أما التواضع فهو لين الجانب، وحسن الخلق، وعدم الترفع على الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم:(إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً.



البر حسن الخلق فليتذكر عظمة الله ويتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال، وأعطاه الوظيفة، وأعطاه الجاه وأعطاه الوجه الحسن، أو غير ذلك، يتذكر أن من شكر ذلك التواضع وعدم التكبر، لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك، بل يتذكر أن هذه من نعم الله، وأن من شكرها أن يتواضع، وألا يتكبر على إخوانه ويترفع عليهم، فالتكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:(الكبر بطر الحق وغمط الناس )يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ)
 ; إن المتواضع يرفع الله سبحانه وتعالى منـزلته ومكانه وقدره فطوبى للمتواضعين.قال الشاعر:


تواضع تكن كالنجم لاح لناظر    على صفحات الماء وهو رفيع


ولا تك كالدخان يعلو بنفسـه   إلى طبقات الجو وهو وضيـع



 اللهم ياذا الجلال والاكرام حسن اخلاقنا بالتواضع وابعد عناالكبر واعنا على  تقديم الخير لكل الناس لنيل رضاء الله سبحانه وتعالى فى الدارين انه سميع مجيب الدعاء.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد