الإنتماء

mainThumb

15-11-2011 05:26 PM

مسبقا أعترف أنني بذلت مجهودا لا بأْس به حتى تمكنت من لملمة أفكاري وتطويع قلمي للكتابة في هذا الموضوع، فقد ظل العنوان يعصف الذهن كومضات البرق،وبقي القلم لأيام معتصما بين أصابعي يأبى مصافحة أيًة ورقة بيضاء.فظننت للوهلة الأولى أنً أحدا قد أثًر به أو حاول إستئْجاره أو استثماره ، لكنًي كنت مطمئنا أنَ اعتصام القلم لن يطول ، فقط لأنني اشعر أنً اعتصامه يدخل من باب المناكفة التَي يحاول أن يجعل منها وسيلة من وسائل الضَغط.للحصول على امتيازات.

وأنَه لا يتعرض لأي ضغط أو إغراء خارجي يساعده على الصُمود في اعتصامه. فقرَرت أن العب معة لعبة التَطنيش وما هي إلاً أيَام رضخ القلم بعدها للكتابة ’ فتزاحمت الأفكار، وبدأت تتدافع كأنها تريد الخروج من سجن الذَاكرة الذي حجزت فيه لسنوات طويلة .فقد بقيت حبيسة الجمجمة لا تعطى فرصة ولو لاستنشاق الأوكسجين أو أخذ نفس عميق خارج هيكلها ،كما هي أفكار أولئك الذين يقيمون في ديمقراطيات تسمح لهم بحرَيَة التعبير .

لا لشيء الا الخوف من انفلاتها من عقالها ، فتسبُب لي الأذى، أو تطيح بها المحسوبيات أو تهتزُ لها عصا غليظة قد تسبب لها رجفة أبديَة يصعب منها الشفاء . ثم قررت أنْ أتملَك شيئا من الشجاعة وأعطي لنفسي الحق في إخراج هذه الافكار من قوقعتها التَي تقلبت فيها ردحا من الزمان.مستغلا ما يدور حولي من أحداث من جهة ،ولأجرِب حظي من جهة أخرى . فقد تتيح لي نوايا الإصلاح أنْ اعبرعن نفسي ،أو يكون قلمي قد زجَ بي في أتون الانتهازية البغيضة من حيث لا ادري ، متسلقا جدار العمر الذي ناف عن الخمسين حولا عشتها متأففاً، لم أستطع في يوم من الأيَام أن أبوح بما اختلج في صدري من أفكار أو بما اعتمل في عقلي من آراء ، بدواع الخوف حينا وبدواعي اليأس أحيانا.

 فقررت أنْ أتجاوز ما يسمى عقدة الخوف وأفتح لأفكاري مصراعا واحدا من من مصراعَيْ الباب،محتفظا بخط الرَجْعة، فليس لدي الإستعداد الكافي بعد لممارسة أيِ نوع  من أنواع المناكفات،لأنني أظن انَ الخلاص من الفساد والإفساد والفاسدين والمفسدين ومن لف لفهم ممن يعتنقون مذهب المحسوبيه البغيض،ويشيَعون في المجتمعات كل ما يتعارض مع الاخلاق وما يتفق مع الأهواء .

 اؤلئك الذين نصَبوا أنفسهم وصاةً على البلاد والعباد ، هذا الخلاص يحتاج إلى سنوات قد تفوق في عددها سنوات التكوين،وتحتاج لجهد يكون قادرا على مقارعة الادعاء بالحجة ومقاومة العقلية المتعصبة المتخلفة بالبرهان. فاتَخذت قراري أن أطلَ برأسي محاولا الخروج من عقدتَيْ اليأس والخوف التَي سجنت فكري ومشاعري في زنازينهما.لا لسبب الاَ لأن هاتان العقدتان وغيرهما مازالتا تعشعشان في الذاكرة، حتى تراكمتا وشكلتا مخزونا يحتاج التَخلُص منه سنوات تكون خاضعةً للتَجربة وعلى جرعات .كيف لا والموضوع على تماس مباشر مع البشر والشجر والحجر.

فهذا العنوان الذي زجَت بة الافكار يرتبط ارتباطا مباشرا بمجموعة من المعاني والمفردات والقيم والأدبيات والمفاهيم المنتشرة على بقعة من الارض تسمَى ( الوطن ) .والوطن صغر حجمه أوكبر اكبر من الاقلام وأكبر من الافكار وأكبر من المناكفات ،وأكبر من المحسوبيات، وأكبر من الاهواء ، وأكبر من العصبيات ،واكبر من الاحزاب، وأكبر من كل الاطراف . وشددت أزري، فوجدتُني كلاعب الشًطرنج أحتاج إلى نفس طويل وتفكيرعميق قبل لمس الكلمة أو تثبيتها في الموقع الصًحيح، لبلورة الفكرة وتكوين الفقرة .حتى سكنت المفردات أماكنها على الورق ، فاستقرت في مواضعها وترتَبت لتقول (إن الانتماء للوطن عقيدةُ يعبَر عنها بسلوك آيجابي تجاة الوطن وما يحملة من رموز وقوانين ناظمة لكل من علية وما عليه ،شريطة ان تقترن هذة العقيدة بالإستعداد للتضحية.) وبما أننَي أدرك انَ التَعريف يعاني من الاختزال ، والكلمات ترفض الإنفصال ، فإنني أقول أنَ هذا التعريف لا يلتزم مطلقا بقانون فك الارتباط مع المفاهيم والمعاني والمفردات والقيم والادبيات الاخرى التي تلتصق به وترفض الانفصام عنة . فالوطن عادات وتقاليد وقيم وأخلاق وأدب وقصيدة .

والوطن شئْنا أم أبينا عامل تجميع لا عامل انفكاك وانفصال ،وسيبقى الوطن يقاوم كل دعاة الفرقة والعصبيَة والإقليميَة والجهويَة والطَائفيًة والإنتهازيَة ،وسيبقى كذلك يقاوم اؤلئك الذين ابتدعوا الواسطة الآيجابية النافعة ليبرِروا التعامل معها كواحدة من القيم الحميدة مع أن التَاريخ يثبت انها والمحسوبية ما دخلتا دار قوم إلا أفسدتاها .

والوطن بحدوده يحب ويكره ويتألم ويفرح .يحب من يحبُه ويدافع عنه، ويكره من يكرهه أو يشمت فيه، بل إن من ينتمي إلى الوطن إنتماء حقيقيَا لا بدَ أن يقرأ في عينية الاصرار على ان يرتبط ارتباطا مباشرا بكل الذي ذكر، وبما هو ابعد مما ذكر, فعلاقة المنتمي بالوطن تتجاوز الجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد والأدب والقيم وتصل بالنهاية الى تفاصيل الحياة، لتؤثر وتتأثَر سلبا أو آيجابا بكل مكوناته ، بنسب مختلفة حسب ظروف الزمان و ظروف المكان .

وأحسب العقيدة شرط أساس من شروط الآيمان بالإنتماء للوطن كمبدأ، وهذا الشَرْط كما هو المبدأ لا يشتدُ أزرة ولا تبدأ ملامحة بالتَشكل إلا بعد دخول المرء مرحلة النُضوج الفكري .فمفهوم العقيدة كما هو مفهوم الآيمان بالمبدأ منسوبها قابل للزَيادة والنقصان الذي غالبا ما يستقر وتتضح معالمة عندما يتجاوز الفرد مرحلة المراهقة الفكرية التي يتأرجح خلالها ما بين أقصى اليمين وأقصى اليسار ،حسب القوى الفاعلة والأمزجة السائدة وتأثيرات المحيط .

 ومن نتاجات العقيدة السُلوك الآيجابي .واعتدال السُلوك أو جنوحه مرتبط بقوة الآيمان بالعقيدة .حيث تعتبر العقيدة صمام أمان للسُلوك، وتلقائيا تدفع الصورة المهتزَة للعقيدة بسلوك مترنِِح . مما ينعكس بشكل مباشر على مستوى الانتماء،فالعقيدة تؤثر بالسلوك والسلوك يؤثَر بالانتماء ، والإنتماء يؤثر بالوطن . فالعلاقة هنا بلغة الرياضيات علاقة تعدي حيث( س) يؤثر في (ص) و(ص) يؤثر في( ع) اذن تلقائيا (س) يؤثر في( ع) . امَا الاستعداد للتَضحية في سبيل الوطن، فهو أعلى مراتب الانتماء،وعمود سنام التضحية التضحية بالنَفس .ولا يصل الى هذة المرتبة الا اؤلئك الذين أدركوا المعنى الحقيقي للإنتماء وربطوا هذا المعنى بالعقيدة .لان الفرد الذي يعتنق الإنتماء ،يكون قد تكوَن لدية الاستعداد لان تزهق روحة في سبيل الوطن ليصل الى مرتبة الشهداء، ليس لهدف دنيوي مادي كالجاه أو المنصب أو المال أو غيره من حطام الدُنيا . بل لأنَه اعتنق مبدأ الوفاء.

ولا يمكن ان يصل المرؤ هذة المرحلة إلاَ اذا تكونت لدية قوى صد تكون في قوَتها كالصخرة قادرة على مقاومة عوامل التَعرية التي تهب رياحها بين الفينة والفينة .ويكون الشَخص المنتمي الذي يصل هذة المرحلة قادرا على أن يطيح بكل الإغراءات التي تتكدس بالتالي ككومة من الغبار تحيط بها جدران صلبة تشكل قوة الرَدع الرئيسة للشخص المنتمي .

تنتشرهذة الكومة في الهواء مع أول هبة للرياح، لتعود مذمومة مدحورة تندب حظها كل صباح وتلعن الذي شكلها ، مدركة ان لا مكان لها عند الذي تسلح بعقيدة الآيمان، ولتدرك أيضا انَ الوعي الذي يتسلح به الشَخص المنتمي هو ركن أساس من أركان قوَة الممانعة ولولا قدرة الشخص المنتمي على الممانعة والمقاومة لاخترقت هذة الإغراءات جدران الوطن وساهمت بشكل كبير في انتشار ما يعرف بالتاءات الثلاث (التَخلف ،التَبعية والتَجزئة) كأمراض مزمنة، إن تفتك بالوطن تحوِلة إلى رماد .

ولا شك انَ الشَخص المنتمي للوطن يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ هذا الوطن ،ونراه يجهد في إبراز النِقاط المضيئة في تاريخ وطنه ،ويحاول كذلك اخفاء النقاط السَوْداء التي تكون قد اعترت مسيرة التشكل.وهنا قد يجنح الشَخص نحو اللاموضوعية في الحكم على ما يمر بة الوطن من ظواهر او أحداث أحيانا .

وقد يجد نفسة في مستنقع الغرور الذي يخفي بين جنباتة البقع السَوداء التي تكون قد شوَهت جسم الوطن .امَا الانتماء المقترن بالوعي فتجدة قد ارتدى عباءة الموضوعية في الحكم على الاحداث ويحكِم المعايير الثَابتة المتوازنة البعيدة عن الأهواء. والشَخص المنتمي يدرك ان من معاني الإنتماء الإستمرار في العطاء، فتجده غالبا ما ينسجم مع المجموعات الصَامتة الَتي تعمل بلا كلل أو ملل ولا ينتظر الأجر إلا َمن الله ولا يسأله إلا الثَبات . والمنتمي يفهم كذلك أنَ المعارضة الحقيقيَة من الأعمدة الرئيسة التي لا يمكن للبيت ان يشرَع إلا بها .وأنَ المعارضة الواعية هي من السكك الضرورية لقطار الوطن .وأن التعبير المستمر عن الموالاة ليس بالضرورة ان يكون حالة صحية لأنَه قد يرتبط بالمصلحة الشَخصية على حساب ما هو أهم من كل المصالح الا وهي مصلحة الوطن .

فالمعارضة الواعية المبرمجة التي تحمل برنامجا اصلاحيا محددا أنفع للوطن من موالاة سطحية تجيد االتجميل واستخدام المساحيق ، فتعطي صورا تفتقد إلى الصدق في كثير من الأحيان. أما ارتباط الجغرافيا بقضايا الإنتماء فلا أبلغ للتعبير عنها سوى صورة الفلاح الذي ولد الإنتماء لدية يوم ولد ، وتذوق طعمة مع أوَل جرعة من الحليب تلقاها من ثديي أمِه ،فكونت لديه مناعة طبيعية كافية ضد أمراض الانفصام .وتكون لديه ايضا مفهوم حسي عفوي فطري فأصبح اقل عرضة للتأثر بالإغراءات والتَاثيرات الخارجية او الدَاخلية. فهو بتفكيرة وصلابتة العقلية والجسدية كالصَخرة الصلبة التي تتكسر على سطحها كل محاولات النحت والنتح والتشقق .فالفلاح والفلاح وحدة هوالذي يزداد منسوب السَعادة لدية مع ازْدياد منسوب الشَقاء الناتج عن التَعب الجسدي . والعلاقة بين الفلاح الذي يدرك قيمة جغرافيا الوطن والوطن علاقة التصاق .وتتجلى الصورة عندما يخلع الفلاح نعلية معلنا بدء العمل في المزرعة او الكرم ويسير بين الأثلام وعلى التراب معلنا رفضة المطلق أن يفصل بين قدمية وبين جغرافبا الوطن أي قطعة من الجلد او من البلاستيك تسمى حذاء.

وتتجلى صورة الفرح عندما يدرك هذا الفلاح أنَه بإنتمائة وحبِة للعمل قد أسهم اسهاما كبيرا في توفير لقمة العيش ليس لأسرتة فحسب بل لغيرة من أبناء الوطن .فهو ببساطتة أقل من يعبر بالكلمات عن معنى الانتماء ،الا أنَة هو الأقدر على اعطاء صورة واضحة معبِرة وذات معنى واكثر بلاغة من كل ما يصدرعن المنظرين والكتَاب .

ولا يفوتني ان أنوه ان الانتماء يرتبط إرتباطا وثيقا بمسقط الرَأس،فالحنين الى مسقط الرَأس يزداد كلما زاد أمد الفراق .وهنا يكمن سر الحب الابدي الذي يجعل الانسان المنتمي يأبى مقايضة كل مغريات الدُنيا بمساحة من الارض تكفي لحفر قبرة عند الممات،خاصة اذا كانت هذه الارض جزءا من مسقط الرأس. وتعتبر العادات والتَقاليد والقيم نتاج اتَفاق جمعي تلقائي صاغه الكل، فليس لشخص ما الفضل في صياغته او مراجعته او تدقيق مدلولاته .

 ودون اتِفاق مسبق اتَفق الكل على قبولها حتى أضحت من المعاير المستخدمة لقياس مدى التزام الفرد تجاة الجماعة .وأمسى الإلتزام بها كذلك معيارا من معايير الحكم على قوَة الإنتماء للجماعة، وبالتالي لمدى انتمائة للوطن .أمَا تجاوز هذة المنظومة من العادات والتقاليد والقيم او أي منها او حتى أية جزئية من جزئياتها قد تزج بالفرد في دائرة الاتهام بالتمرد ،علماً انها صيغت في فترة تاريخية غير منظورة وليس لها خط فاصل يسمى خط البداية ، وليس لها كذلك خط فاصل كذلك يسمى خط النهاية .

وسبب احتساب هذة المنظومة كواحدة من معايير الإنتماء هو كونها جزء من الموروث الشعبي الذي تشكل على مدى الأيَام يحرص الشخص المنتمي على الحفاظ علية والدفاع عنة ،بل ويعتبر ان محاولات النَيل منه هي محاولات للنيل من الوطن فلذلك نجدة يفتخر بها امام الغير ،ويحاول أن يجد لها مكانأ في الذِهن .

 ويعتبر الشعور بالأمن والأمان من المتطلبات الرئيسه المحفزة على حب الوطن والانتماء إليه ، ولا شك ان الشعور بالأمن والأمان يولِد الإستقرار الذهني والنفسي ويقوي الرَغبة في التَعبير عن الانتماء ،كواحدة من وسائل الشُكر لهذا الوطن الذي أطعمه من جوع وآمنه من خوف ، ما يعني ان الشَعور بالخوف وعدم الإسقرار النفسي يطيح تدريجيا بفكرة الإنتماء ونتيجة لذلك قد يجنح الفرد إلى البحث عن الأمن والأمان بأشكاله لدى مجموعات خارجيَة او داخليَة يظن أنَ الأمن يتحقق بالانتساب إليها، وقد يتوسل من الوسائل ما لم يكن بالحسبان للتعبيرعن الغضب كردَة فعل سلبية قد تكوِن لدية حالة من الثَورة العنيفة المضادة او ما يسمى ب(فورة الدم) لكل ما يرتبط بالوطن الذي تمنَى على الدوام أن يراه أنموذجا لبقية الأوطان .

 أمَا وسائل الإعلام سواءٌ المكتوب منها أو المقروء أو المرئي فهي لاعب رئيس يكون في موقع الهجوم حينا وفي موقع الدفاع حينا آخر .فالجرعات التي يتلقاها الفرد عن طريقها تعتبر من المضادات الحيوية التي تطيح باي فيروس يفكر في الهجوم على ذهن الشخص المنتمي .وقد تضطرُ أحيانا ألى أخذ موقع الهجوم إذا تعرض الوطن لواحد من الاخطار التي قد تهز كيانه او تهزُ كيان ساكنيه. ولا أعتقد ان هذة الوسائل تعطي أكلها إلا اذا تم استغلالها استغلالا صحيحا .وبالجرعات اللازمة فقط لأن علم الطب يقول انَ المبالغة باعطاء الجرعات قد يعطي نتائج عكسية .فالزَج بالرموز الوطنية كالأغاني الشعبية وغيرها ومحاولات خلق مفاهيم مصطنعة لدى الفرد، ومحاولات حشو هذة المفاهيم في الذهن بمناسبة وبدون مناسبة، قد يكون لها تأثير سلبي على طريقة التفكيرممَا يولِد بالتَالي سلوكا سلبيا تنعكس آثاره على مفهوم الإنتماء .وهنا أود ان أؤكِد مسالة أحسبها مهمَةً وهي الأغلبية الصَامتة، هذه الاغلبية التي تكرة الجعجعة وتحب الطحن ،وهذه الأغلبية تطحن كل الوقت بصمت ولا يلتفت إليها أحد لانها تدرك ان التعبير عن معاني الانتماء يكون بالعمل .بل وتجد نفسها في كثير من الاحيان في موقع الدِفاع عن النفس، في حين لا يجيد المجعجعون الا التأفُف والتذمُر ،ويشعر أحدهم أن أمَه حين أنجبته أنجبت مسؤولا لا يجيد الا لغة الأوامر ولا يتقن الا لغة الأنا .

 أمَا الثَابت في الموضوع فهو الوطن .فحين تستقر الحدود وترتسم الخارطة في الذَاكرة يستقرُ الانتماء كمعنى سام ، وليقف المعنى شامخا ما بقي الوطن شامخا . فالشخص المنتمي يئن اذا أنَ الوطن ويبتسم حين يبتسم، ما دام هناك تناغم بين الطرفين ، الا ان الشخص المنتمي قد ينقلب على عقبيه إذا أحس بالقهر او الظُلم، واذا نقل بعض السفهاء أمراضا إجتماعية مثل المحسوبية أو العصبية أو الجهوية أو الفئوية أو الطائفية أو العنصرية ، لتفتك بالوطن ، علما أانَ هذه او تلك هي أمراض إجتماعية من صنع أيدي بعض المرضى الذين نجحت مدارسهم في إعطائهم جرعات من المعلومات، لكنها لم تنجح في اعطائهم جرعات من التَربية المتوازنة ،مما شكل لديهم أزمة في الاخلاق ،وأخرى في الضَمير، إنعكست آثارها على جسم الوطن . والجملة الأخيرة تقول (إنَ معاناة الوطن من هؤلاء تساوي في حجمها معاناة هؤلاء من وجع الضَمير. )


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد