الملك ومبدأ الإدارة بالتجوال

mainThumb

04-03-2012 11:14 PM

الإدارة بالتجوال والولاء التي يمارسها القادة في المنظمات الإدارية وهي استراتيجية ترتكز على التواصل الشخصي والمباشر بين القائد وكافة العاملين في المنظمة من خلال نزول القادة إلى الميدان بهدف إيجاد الانسجام والتعاون بين الإدارة والعاملين. (MBWA) Management By Walking Around   هي واحدة من أهم وسائل بناء الثقة .

ولئن صنف الأدب الإداري الحديث عملية الإدارة بالتجوال كموضوع إداري معاصر يقود المنظمة إلى النجاح والتميز، فقد كانت الحضارة العربية الإسلامية سباقة في تطبيقه فكراً وعملاً. وقد أكد الرسول -صلى الله عليه وسلم على ضرورة تطبيقه في الحديث الشريف: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، فلم يكتفي ؛عليه السلام؛ بالجلوس في المسجد والاستماع إلى الشكاوى بل كان يخرج بنفسه ويتفقد أحوال رعيته ويتجول في الأسواق فجاء صلى الله عليه وسلم إلى صبرة طعام فأدخل يده فيها فوجد بللا فقال: ماهذا يا صاحب الطعام فقال أصابته السماء يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: هلا جعلته فوق، من غشنا فليس منا!!!.

وقد مارس الخلفاء الراشدون هذا النهج القيادي حيث كان صفة مميزة لإدارة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين كان ينطلق كل ليلة يتحسس أحوال الناس ويرى كيف يعيشون مجسدا مفهوم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ولم يكن قد وصل الناس في الإدارة حينذاك إلى مفهوم "MBWA" أو الإدارة بالتجوال ولا بمفهوم "Eye Management" أو الإدارة بالمشاهدة كما تبينه متطلبات "الكايزن" ولكنه الفهم الصحيح للرسالة التي تهدف إلى تحقيق الخير في حياة الناس وتفعيل البر في النفوس والضمائر. 

واليوم، ونحن نشاهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين؛ يتجول بين المواطنين؛ يستمع لشكواهم ويتفقد أحوالهم؛ وبطريقة عفوية صادقة ترافقها "زغاريد "النشميات، ودعوات الأردنيات الصادقات؛ بطول العمر للقائد الإنسان؛ ماهي إلا رسالة واضحة للقاصي والداني، بأن الهاشميين حملة رسالة خالدة لن يحيدوا عنها  وإن نهج حكمهم يشكل الامتداد الطبيعي للنهج العربي الإسلامي ألأصيل؛ فلن يتفاجىء الأردنيون بتخفي مليكهم في مؤسسات الدولة في القرى والبوادي يتلمس احتياجاتهم ويتحقق من أداء مسؤوليهم ؛ وكذلك ترجله من موكبه للاطمئنان على مواطنين تعرضت مركبتهما لحادث سير في شوارع العاصمة ؛ وأوامره العاجلة بإسعاف المصابين ونقلهم بسيارة الإسعاف الخاصة بالموكب الملكي الى مدينة الحسين الطبية لاستكمال  علاجهما.

        من حقنا كأردنيين؛ أن نفتخر بقيادتنا التاريخية، وبنهجها الحضاري في التواصل مع المواطنين من خلال الزيارات الميدانية واللقاءات المباشرة معهم ؛ على نحو قل نظيره في هذا العالم المضطرب؛ وندعو الله أن يحمي هذه القيادة من أعداء الداخل والخارج ويهي لمليكنا البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه 
وتحفظه لنا من شر الاشرار وكيد الأعداء.

a.qudah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد