السوسنة - استضاف قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك كل من أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة السيد أمجد هزاع المجالي وأمين عام حزب الحياة الأردني السيد ظاهر عمرو في ندوة حول التجربة الحزبية في الأردن.
في بداية الندوة أشار د. محمد بني سلامة رئيس قسم العلوم السياسية ومدرس المساق إلى أن الأحزاب السياسية هي عماد الديمقراطية وركن أساسي من أركانها، فلا ديمقراطية دون أحزاب سياسية حقيقية وفاعلة، وأن العداء للأحزاب السياسية هو عداء مباشر للديمقراطية وأن الأحزاب السياسية هي عصب الحياة السياسية في المجتمعات الديمقراطية.
وأضاف د. بني سلامة أن الشعب الأردني الطامح إلى الحرية وتعميق التجربة الديمقراطية قد أنشيء أحزاب سياسية في كل محطات الدولة الأردنية ولا سيما في العشرينات والثلاثينات والخمسينات حيث ازدهرت الحياة الحزبية ثم انكفئت المسيرة الديمقراطية وتوقفت الحياة الحزبية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي حتى عام 1989 حيث استأنف الأردن مسيرته الديمقراطية وشهد نشوء وزوال العديد من الأحزاب السياسية، وتأتي استضافة كل من حزب الجبهة الأردنية الموحدة وحزب الحياة الأردني كأحزاب وسيطة برامجية وتمثل نقطة تحول في مسيرة الأحزاب في البلاد.
أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة أمجد المجالي استعرض مسيرة الأحزاب السياسية في الأردن منذ أيام الانتداب البريطاني مروراً بمرحلة الخمسينات التي اعتبرها العصر الذهبي للتجربة الحزبية في الأردن وصولاً إلى المرحلة الحالية، وأشار إلى أبرز أسباب ضعف وشرذمة الأحزاب السياسية ومنها ارتباط الأحزاب بأشخاص ورموز انتهت هذه الأحزاب بانتهاء هؤلاء الأشخاص، ومنها نمط الثقافة السائدة لدى المجتمع نتيجة عقود من غياب الحياة الحزبية وبالتالي اعتبار الأحزاب مضيعة للوقت ومجلبة للضرر بالنسبة للشباب، ثم استعرض مسيرة ونشأة حزب الجبهة الأردنية وأشار إلى عقد ما يزيد عن 750 لقاء تشاوري مع أعضاء الحزب وتعديل الميثاق في ضوء هذه اللقاءات إلى أكثر من 7 مرات، وبين أن ميثاق حزب الجبهة يشترط عدم تولي الأمين العام المنتخب لموقعه أكثر من دورتين انتخابيتين (4 سنوات) ثم تناول أبرز مواثيق الحزب وهي الدستور الأردني وتحقيق أماني الشعب الأردني والحفاظ على الوطن الأردني، ولا سيما في ضوء برنامج ما يسمى الليبراليون الجدد الذي هدف إلى إضعاف الدولة وفكفكتها. وكان من ثمار هذه الفلسفة ما نعيشه هذه الأيام من حراك سياسي.
وأكد أمين عام الحزب على ضرورة تماسك وحماية الجبهة الداخلية ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية وكل من مؤامرة الوطن البديل وأزمة الحكم التي تعانيها البلاد معتبراً أن حزب الجبهة الأردنية الموحدة أول من طرح موضوع الولاية العامة، والولاية العامة لا تعني تقليص صلاحيات الملك وإنما عدم السماح لأي جهة بأن تتجاوز الحكومة مؤكداً موقف الحزب برفض المؤسسات المستقلة واعتبار بعضها حاضنة للفساد، وأخيراً تطرق أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة إلى الرسالة التي بعث بها الحزب إلى جلالة الملك والتي حاول البعض الإساءة إلى مضمونها مؤكداً أن مسيرة الحزب ومواقفه الوطنية الثابتة لا ترقى إلى الشك.
أمين عام حزب الحياة الأردني السيد ظاهر عمرو قال أن مجيئه إلى جامعة اليرموك دليل على حيوية التجربة الحزبية معتبراً أن إغلاق أبوب الجامعات أمام النشاط الحزبي دليل على ضعف التجربة الديمقراطية. واستعرض مسيرة الأحزاب السياسية في البلاد ولا سيما الأيديولوجية منها والعقبات التي تواجه العمل الحزبي في البلاد هذه الأيام بشكل عام.
وربط السيد ظاهر عمرو ما بين ضعف وتعثر المسيرة الديمقراطية في البلاد العربية ووجود دولة إسرائيل ثم انتقل للحديث عن نشأة حزب الحياة الأردني وقال أن الحزب انتقل من مؤسسة خيرية أو مؤسسة مجتمع مدني تمارس أنشطة خيرية ثم انتقل إلى التفكير إلى إنشاء حزب سياسي في ضوء قرار الحكومة رفع عدد الأعضاء المؤسسين إلى "500" شخص من "5" محافظات على الأقل وكان ثاني حزب يرخص بموجب القانون الجديد بعد حزب الجبهة الأردنية الموحدة. وتناول عدد من العقبات التي واجهت الحزب ولا سيما في ضوء غياب الإرادة السياسية لدى الحكومات بدعم الحياة الحزبية وكذلك موقف المجتمع الأردني السلبي من الحياة الحزبية معتبراً أنه لا تنمية ولا تقدم بدون حياة حزبية وفكر سياسي حزبي. وأكد على صعوبة مواجهة الكثير من التحديات في البلاد مثل الفساد في ظل ضعف أو غياب أحزاب سياسية فاعلة، ثم تطرق السيد ظاهر عمرو إلى الربيع العربي وما تشهده البلاد من حراك سياسي مؤكد خصوصية الربيع الأردني بأنه هناك إجماع شعبي على شرعية ورمزية الملك وأن الشعب الأردني يريد الإصلاح.
وفي نهاية المحاضرة دار نقاش موسع بين المحاضرين وطلبة قسم العلوم السياسية وأجاب المحاضرين على أسئلة ومداخلات الطلبة.
انطلاق ورشة الطاقة المستدامة للبلديات الأحد