غزة .. المجزرة التي كشفت عورة العالم

mainThumb
شهداء

03-07-2025 01:49 AM

في واحدة من أبشع صور الإبادة التي عرفها التاريخ الحديث، يتعرض قطاع غزة لحرب إبادة شاملة يشنّها الكيان الصهيوني بوحشية لا تعرف رحمة، وعنف يتجاوز كل حدود العقل والمنطق والإنسانية. أطفال يُسحقون تحت الأنقاض، نساء تُنتشل أشلاؤهن من بين الركام، وشيوخ يُقتلون في فراشهم. دماء الأبرياء في كل زاوية، والموت أصبح مشهداً يومياً لا يثير حتى أدنى مشاعر التعاطف من "العالم الحر"، ذاك الذي لطالما تباهى بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

لكن يبدو أن هذه القيم تنهار فجأة عندما يكون القاتل هو الكيان الصهيوني، والمقتول هو الفلسطيني، وتحديداً في غزة. هذا الصمت الغربي الرسمي لم يعد مجرد انحياز، بل صار تواطؤاً، وغطاءً سياسياً وأخلاقياً لإبادة شعب بأكمله. والأسوأ من ذلك هو الموقف العربي الرسمي، الذي اتخذ من التخاذل منهجاً، ومن الصمت خيانة موثقة. زعماء العرب وقفوا عاجزين، صامتين، وكأن الدم الفلسطيني لا يعنيهم، وكأن غزة ليست من جسد هذه الأمة.

لم تعد الكلمات تليق لوصف ما يرتكبه هذا الكيان من فظائع. إنهم ليسوا مجرد محتلين، بل مجموعة من المجرمين المتعطشين للدماء، لا يرون في من حولهم سوى "دون البشر". الكراهية تسكن عقيدتهم، والتطهير العرقي جزء من تكوينهم. لا يستثنون طفلاً ولا شيخاً، ويجعلون من النساء أهدافاً مشروعة. يقتلون بدم بارد، ويبثون رعبهم في كل بيت، بينما الإعلام العالمي يزيّف، والسياسة الدولية تغض الطرف.

هذا الكيان المصطنع، الذي نبت كجسم سرطاني في قلب الأمة، لم يتوقف عن إشعال الحروب: من لبنان وسوريا إلى اليمن، وصولاً إلى إيران، لكنه حين يواجه مقاومة حقيقية، يظهر على حقيقته ككيان هش، يعتمد في بقائه فقط على الدعم الغربي والتخاذل العربي لم يصمد أمام ضربات المقاومة، ولكنه يُمعن في جرائمه ضد الضعفاء، في ممارسة لا أخلاقية تختصر أبشع ما في التاريخ من استعمار وفاشية ووحشية.

ما يحدث في غزة ليس معركة عسكرية، بل جريمة كبرى موثّقة، ومجزرة إنسانية سيُحاسَب عليها كل متواطئ وصامت. سيأتي يوم يُسأل فيه كل من صمت عن دماء الأطفال، كل من تخلّى عن غزة، كل من تواطأ مع الكيان، ولو بكلمة. التاريخ لا ينسى، والدم لا يُغسل بالبيانات الدبلوماسية.

الكيان الصهيوني، الذي خرج من رحم المؤامرات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، هو غريب عن هذه الأرض، ولا مكان له فيها، ومصيره المحتوم هو الزوال، لأن ما بُني على الظلم والقتل لن يدوم. ومن سيتحمل وزر هذا الصمت، هم أولئك الذين اختاروا أن يقفوا على الرصيف بينما تُذبح غزة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد