كلمات في أغلى حبيب

mainThumb

09-08-2012 03:49 PM

 كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة

 

الكاتب: محمد عبدالله جرادات
 
بتاريخ الأربعاء 8/8/2012 مر على فراقك عام يا وليد، صورتك لم تفارقنا وكلماتك ما زالت تدوي في آذاننا وتعيش فينا كل وقت في سهراتنا وذهابنا وإيابنا ونومنا وصحونا أيها الأخ والأب والصديق.
 الدمعة لم تفارقنا، فقبرك مقابل منازلنا، كل يوم نراك ونزورك فهل أنت تستقبلنا؟
 
أخي وليد أين ذهبت؟  يا من تركت فينا اللوعة والشوق والحسرة، بموتك صرنا مكسوري الخاطر ومحزونين فهذا قضاء الله وقدره، الله ندعو أن يرحمك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.
لقد عشت أخي في الدنيا لا تعرف ربا غيره، ولا عظيما غيره، ولا رحمانا غيره، وعشت عمرك تحت ظلال نوره، وعبادته وخوفه، لقد بثثت في قلوبنا روح الإيمان به، وعلمتنا انه لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه.
يا رب العرش العظيم إنا لا نسألك شيء إلا المغفرة له، ونتوسل إليك باسمك الأعظم الذي أخفيته عن الخلق يا نور السموات والأرض، يا من خافت منه الجبال والشجر، أن تغفر له مغفرة واسعة، وان تدخله فسيح جناتك وأن تنقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. 
 
شكرا لك يا الله على كل شي، شكرا لك على نعمتك علينا بالصبر. 
 
نناديك اخي لعلك تسمعنا وتطفئ فينا لهيب فرقتنا
 
نناديك اليوم يا وليد من فوق الثرى وأنت اليوم تحته 
 
نناديك يا من ودعت الأهل والأحبة وسافرت بلا رجعة
 
نناديك يا من باع الدنيا واشترى الآخرة وودع كل ربعه
 
نناديك يا نور البيت ويا أعز إنسان، يا ذكراك ما أروعه
 
نناديك بصرخة الم وقلب يتقطع لتبقى عندنا أصدق دعوة
 
نناديك بأنامل يد لا تعرف كيف تكتب لأحلى وأغلى ذكرى
 
في ظلمات الليل نصرخ لفراقك ونقول:
 
لماذا رحلت عنا أبو نادر؟ نحبك جميعا ونشتاق إليك، نشتاق لجلساتك ونظراتك والسهر معك، نشتاق لكلامك ولفكرك وتحليلاتك لما كان يحدث وسيحدث في هذا العالم، وكيف كنت تستبق الأمور لما  كان يجري من خلال تفكيرك وتحليلك الثاقب. 
 
نعم انك الإنسان الذي تربى على يد أبوين كريمين علماك الصدق والعمل، وعلماك حب الناس والأمل، وعلماك الإحسان والطموح، يا من رضعت الشجاعة ومصارعة الخطوب كيف لا؟ وأنت من خدمت وطنك في كل مكان ومجال، لقد كنت أسدا في الجيش العربي الأردني لا تخشى في الله لومة لائم. 
 
الله ....ما أغلاك ....وما أمر الحياة بلاك
 
رحيلك عنا جعلنا كالجسد بلا روح، وكالعين بلا بصر، وكالقلب بلا نبض، مهما كتبنا ومهما قلنا فلم ولن نستطيع أن نوصفك ونصف مدى ألمنا لرحيلك وحبنا واشتياقنا لك يا ملاك قلوبنا، فرحيلك عنا سبب لنا جراح لا تستطيع الأيام مداواتها، فحياتنا أصبحت ظلماء حزينة بدونك، والسماء بكت وتألمت والأرض حزنت وتحسرت على فراقك يا وليد.
 
يا من نرى نور عينيه في عينينا ونسمع صدى صوته في أذنينا، يا من نشعر بلمسة يديه في يدينا ونسمع نبضات قلبه في قلوبنا
 
فأنت حي لم تمت، أنت ما زلت في وجداننا، وما زلت تسكن في قلوبنا.
 
بالأمس كنت جالس بيننا تضئ لنا حياتنا بنور حنانك، وقلبك الذي تنبعث منه كل معاني الحب والوفاء، فأضأت لنا دروبنا، ونورت لنا حياتنا، وفجأة ذهبت عنا بدون سابق إنذار، لماذا لم تقل لنا انك ذاهب؟ الحياة بدونك كالجليد، والسهرة بدونك كصخب الحديد، والسيلة بدونك كشك بلا رصيد. 
 
يا من ودعتك الطيور وأغصان الشجر والجار والصديق وكل بني البشر
 
ففاضت عليك العيون حزنا كالمطر، وودعتك النجوم يا أحلى قمر
 
يا من بعطفك ملكت القلوب والفكر فبكوك حرقة وصار العيد كالجمر
 
فعلى قدر الله من مثلك صبر، وفي الطاعة كنت كما الله أمر
 
من أخطأك عاد منك وأعتذر، فأنياب الأسد مهابة منذ الصغر
 
أخذنا منك دوما الحكم والعبر، فتركتنا كصاحب القلب المنكسر
 
***********
 
أهلك وعشيرتك وأصدقاؤك
 
محمد جرادات(أبو كرم)


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد