غزة تحترق والعرب يجتمعون او لا يجتمعون

mainThumb

20-11-2012 10:37 AM

 ما اشبه الليلة بالبارحة، عدوان اسرائيلي على غزة دام شهرا عام 2008 /2009 استخدمت فيه كل انواع الاسلحة برا وبحرا وجوا بما في ذلك الاسلحة المحرمة دوليا وانقسم العرب في كيفية التعامل مع ذلك العدوان الغاشم فريق من العرب تواطأ مع العدوان الاسرائيلي يقوده حسني مبارك رئيس مصر المخلوع، وفريق اخر يدعو الى مؤتمر قمة عربية طارئة تعقد في الدوحة لنصرة اهل غزة وعمل بعض القادة العرب على افشال تلك القمة الا انها انعقدت بمن حضر .

 

اليوم يتكرر السيناريو اسرائيل تشن حرب تدمير على قطاع غزة والعرب منقسمون، دعي المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية للانعقاد في دورة طارئة من اجل نصرة اهل غزة وامتنع عن الحضور عدد من الوزراء العرب وعن المشاركة مكتفين بانتداب موظفين صغار لحضور ذلك الاجتماع كي لا تظهر كراسيهم خالية من البشر، وكان التوجيه لذلك الرهط من الموظفين التزام الصمت في الاجتماعات وظهروا في الصور المتلفزة وكأنهم خشب مسندة .
 
تفسيري لغياب البعض منهم انه على خلاف مع مصر ثورة يناير ووجود فلول منتشرين في تلك الدولة من انصار السلطة الفلسطينية والمطالبين بقهر حماس، وغاب عن هؤلاء الحكام انهم ذاهبون الى مقر جامعة الدول العربية وليس الى مصر الثورة ولم يقرأوا الممارسات الدولية عند انعقاد دورات الجمعية العامة او مجلس الامن في امريكا يحضر زعماء تلك الدول ولو بينهم وامريكا عداء مستشرس، ولم يدركوا ان فلول السلطة الذين بين ظهرانيهم ليس لهم نصير في الساحة الفلسطينية الا من يقبض في نهاية الشهر حفنة من "شياكل" عملة اسرائيلية. طرف اخر من المتغيبين عن اجتماع الجامعة العربية من اجل غزة عنده موقف من ما حل بحسني مبارك المخلوع صديقهم الحميم الذي ضيع الامة العربية واولهم مصر العزيزة لثلاثين عاما متتالية وما برح اولئك المقاطعون يصدقون اكاذيب حسني مبارك عن حركة حماس. واخرون لا يريدون الحضور خشية اتخاذ مواقف جادة تجاه اسرائيل وهم لا يستطيعون اتخاذ اي موقف جاد. وعجب العجاب من خطاب امين جامعة الدول العربية في جلسة الافتتاح مؤداه تشكيل لجنة لدراسة ما يجري او اعادة النظر في كل عملية السلام، وسيادته يعلم حق العلم "انك اذا اردت ان تقتل مشروعا فشكل له لجنة" وراح وزير خارجية السلطة يطالب بعقد قمة عربية طارئة وكأنه لا يعلم باستحالة انعقاد تلك القمة، وكم كنت اتمنى لو ان وزير خارجية السلطة اعلن رسميا انتهاء القطيعة بين "فتح عباس" وحركة حماس واعلان تجميد اتفاقية اوسلو التي جمدت اصلا من قبل اسرائيل وطالب بفك الحصار رسميا عن غزة، وكنت اتوقع من الاردن الشقيق المشاركة في الاجتماع الوزاري بتمثيل يليق بمكانته التاريخية ويعلن من القاهرة اذا لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على غزة في خلال 24 ساعة فانه سيلغي اتفاق وادي عربة والبداية باستدعاء السفير الاردني من "تل الربيع" وطرد السفير الاسرائيلي من عمان، عملا بسنة الشريف الملك حسين رحمه الله القائل عند محاولة اغتيال المجاهد خال مشعل في عمان في اجتماع طارىء لاعيان ووجهاء الاردن "محذرا اسرائيل بأنه اذا مات خالد مشعل فعملية السلام مع اسرائيل ستموت معه" وكان ذلك ابلغ انذار الامر الذي جعل اسرائيل تسابق جريان الدم في شرايين خالد مشعل وفعلا تم للملك حسين ما اراد فانقذوا حياة مشعل من الموت. في تقديري لو اتخذ الملك الشريف عبد الله بن الحسين موقفا حازما كموقف والده لاستقطب الشارع الاردني بكامله رغم ما يعتصر هذا الشعب من آلام .
 
سؤالي هل انتهى عصر العمالقة في امتنا العربية برحيل عمالقة الجيل السابق الى الدار الاخرة امثال الملك فيصل، وجمال عبد الناصر، وشكري القوتلي، وبو مدين، وبن بيلا وصدام حسين رحمهم الله جميعا والحق ان امتنا العربية ولادة فهذا الامير حمد بن خليفة ال ثاني امير دولة قطر عملاق بمفردة وقف ويقف مع طموحات المواطن العربي في اي قطر عربي من اجل تحقيق العزة والكرامة لهذا الشعب او ذاك وقف مع الشعب السوداني واليمني والسوري واللبناني والمصري والتونسي ومع شعب جزر القمر ومع الشعب الفلسطيني. في العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2008 دعا الى قمة عربية طارئة لنصرة الشعب الفلسطيني ولم يستجب لدعوته الا القليل من حكامنا الميامين، وفي عدوان اسرائيل هذه الايام على غزة انتقل الى القاهرة بالقرب من غزة ليشد من ازر مصر في مواقفها الوطنية تجاه قضايا امتنا العربية واعلن بانه يتحمل نفقات علاج الجرحى من اهل غزة في مستشفيات مصر العزيزة .
 
اخر القول: غزة تحترق يا عرب انصروها ينصركم الله .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد