القاهرة والدوحة وتونس ماذا يحدث؟

mainThumb

23-04-2013 01:02 PM

 (1) عجيب امر البعض من اخواننا في مصر وتونس الذين يظهرون على وسائل الاعلام المرئية او المسموعة او المقروءة واسهابهم في الحديث سلبا عن قطر قيادة وشعبا وموارد، وام العجائب ذلك المنظر الذي اقدم عليه حفنة من اطفال الشوارع في مصر بتحريض من اشباه السياسيين الجدد وبقايا الفلول والعاطلين عن العمل في تونس بحرق العلم القطري احتجاجا على مساعدات دولة قطر المالية لدولهم لانقاذها من الانهيار الاقتصادي .

 

في عهد بن علي في تونس قطر قدمت مساعدات مالية نقدية لحكومة تونس زين العابدين وشيدت كلية الطب بملايين الدولارات، والجمعيات الخيرية القطرية قامت بمشاريع انتاجية في تونس في العهد البائد، واليوم تقوم بذات الدور، مساعدات مالية ضخمة لتمكن الحكومة التونسية من دفع مرتبات موظفي الدولة ولتحافظ على عملتها الوطنية من الانهيار نظرا لتراجع الانتاج والتصدير والسياحة وتراجع الاحتياطي النقدي من العملات الاجنبية، وهذه الجمعيات الخيرية القطرية تقوم بدور لا ينكره احد في تونس الا الضالين الناكرين للجميل . قطر تعطي دون منة على احد حرصا على تماسك المجتمع التونسي.الغريب ان الفرانكفونيين يسرحون ويمرحون في تونس وغيرها من بلاد المغرب العربي وفرنسا تمدهم بالمال والتوجيه ولم يكن اخرها التدخل الفرنسي على المكشوف في الشؤون الداخلية التونسية ولم نسمع احتجاجا من احد في تونس ولم نر حرقا لاعلام فرنسا في تونس .
 
( 2 ) 
 
اما اخواننا واهلنا في مصر العزيزة فعتبنا عليهم كبير لما يفعلونه وما يقولون به تجنيا على قطر شعبا وحكومة، اذكر اهلنا واساتذتنا في مصر ان قطر الدولة الوحيدة التي سارعت بتقديم الدعم المالي لاسر الباخرة التي غرقت في البحر الاحمر عام 2006 وتكفلت بشراء باخرة محلها عوضا لتلك الخسارة وليس مطلوبا منا تقديم التعازي وتعويضات ولا ندري هل سلمت تلك المساعدات المالية لاسر الضحايا ام اكلها الفساد في عهد مبارك ؟ حادثة القطار الشهير واعلان دولة قطر باصلاح السكك الحديدية التي مر عليها القطار الذي اودى بعشرات الضحايا نظرا لتقادم القضبان وما في حكمها، في عهد مبارك ايضا قدمت قطر دعما للفلاح المصري بتحمل تكاليف شراء حراثات زراعية متقدمة . في اخر زيارة قام بها حسني مبارك لقطر طلب مساعدات مالية من حكومة قطر واستجابت دولة قطر لطلب رئيس مصر حسني مبارك قبل الاطاحة به من قبل الشعب .
 
عندما سقط مبارك من كرسي القيادة لمصر وتولى المجلس العسكري القيادة وجد خزانة الدولة محملة بالديون وعجزا ماليا رهيبا بلغ ترليونا و172 مليار دولار وطلب المجلس العسكري من قطر المساعدة المالية وقدمت في بادئ الامر ملياري دولار، وبدأت عجلة الاستثمارالقطري في مصر بطرق قانونية ومشروعة. سؤالي هل كان المجلس العسكري من تنظيم الاخوان المسلمين؟ ولماذا لم يحتج احد على عقود الاستثمارات القطرية التي وقعت في مصر وهي تحت حكم المجلس العسكري وحسني مبارك؟
بلغت المساعدات القطرية لجمهورية مصر العربية ما يزيد عن 8 مليارات دولار، وعندما شارفت مصر على الانهيار الاقتصادي دفعت قطر 3 مليارات دولار الامر الذي ادى الى زيادة الاحتياطي النقدي الاجنبي واحدث ذلك المبلغ التوازن بين سعر صرف الجنيه المصري والعملات الاجنبية، وبموجبه تم القضاء على السوق السوداء. 
 
لقد اتجهت مصر محمد مرسي الى الاشقاء بطلب العون والمساعدة فكانت قطر اول المستجيبين لتقديم الدعم النقدي وكذلك المملكة العربية السعودية وليبيا رغم ظروفها وكذلك تركيا، مصر طلبت قرضا من البنك الدولي بما يقدر بحوالي 4 مليا رات دولار وله شروطه منها اعلان التقشف وتخفيض المرتبات للموظفين وغيرهم الامر الذي سيؤثر على المجتمع المصري كاملا وقطر قدمت ضعف ذلك المبلغ دون شروط تمس المواطن المصري او سيادته على ارضه. في عهد حسني مبارك كانت نسبة البطالة 12 ‘ عام 2011 واصبحت اليوم 18 ‘ وتحتاج مصر الى استثمارات اجنبية ومحلية تقدر بـ 70 مليار دولار بينما قطر اعلنت انها ستدفع بما يقدر بـ 18 مليار دولار للقيام بمشاريع تنموية في داخل مصر مما يساهم في الحد من تفاقم مسألة البطالة المتزايدة بشكل يومي نظرا لانشغال المواطن المصري بالاضرابات والمظاهرات وحرق الممتلكات .
 
( 3 ) 
 
قطر لديها مشاريع اقتصادية استثمارية في السودان وجيبوتي وجزر القمر وكذلك بلغت استثماراتها في بريطانيا 30 مليار جنيه استرليني ولم نسمع من ساسة هذه الدول الذين هم خارج السلطة احتجاجا على الاستثمارات القطرية ولم نر تحريضا للشارع في اي من تلك الدول ضد قطر. والسؤال هل مصر ضعيفة الى الحد الذي يمكن لدولة في حجم قطر ان تعبث بامنها وتسير قادتها وتفرض عليهم ارادتها، انكم يا نخب مصر العزيزة تشوهون سمعة بلادكم وتحطون من قيمة ساستكم وتفرحون اعداءكم .
لقد احترنا في شأن بعض المثقفين العرب ان استثمرنا في بلادهم وساعدنا حكوماتهم ماليا ظنوا بنا ظن السوء، وان احجمنا اتهمونا بالتقصير والتبعية للغير واخر القول حسبنا الله ونعم الوكيل .
 
* القدس العربي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد