قذف طائفي .. لكن بلا ذروة

mainThumb

20-06-2013 02:43 AM

 سرعة القذف لدى الرجل تعبير طبيّ وشعبي شائع التداول على ألسنة العامة بقدر ما هو متناول في مختبرات الأطباء , وهو وإن ألمّ بجسد الرجل فهو حدثٌ أليم للجسدين الحميمين معا , حيث يتدفق ماء الحياة هارباً وتاركاً غصنه خاويا ذابلا , مغادرا للرغبة والشهية , وغادراً لشريكةٍ لم تَفْتح جرارها بعد لخمره لتتفتّح شهوتها , سرعة القذف لدى الرجل مرض وداء وخيبة , تماما مثلما سرعة القذف الطائفي" لدى مجتمعاتنا العربية ....فكلاهما هدر لماء الحياة أبيضه وأحمره , كلاهما قتل للمتعة الساكنة في الجسد وفي المجتمع والتي تنتظر حلول الرغبة فيهما لتهب وتشب سعادة وفنا وجمالا , كلاهما حدث أليم للشريكين قاذفا ومقذوفا رجلا وامرأة , قاتلا ومقتولا , سنيا وشيعيا ...كلاهما خيبة وانكسار , ودمار واندثار لمعنى الإنسان .

 
.........................................
 
العلم والطب لم يقفا صامتين أمام سرعة القذف الجنسي , فتعددتْ المدارس والوصفات والعقاقير لإطالة أمد الرغبة واللعبة, ومنها أتت ابداعية حيث ذهبت أكثر وأكثر في حلمها بالاحتفاظ بالرغبة الجنسية في الجسد حد تخليدها, وذلك عبر تدريب الممارس على كبح عوامل القذف وتحصيل الذروة كاملة دون قذف لمادة اللذة, أي دون اراقة لماء الحياة فيبقى هذا السائل المقدس يسري في الجسد يبث فيه رغبة لا تنضب .. وحتى يحدث هذا يحتاج الرجل وكذلك المرأة إلى معرفة دقيقة بخريطة جسديهما, فالمعرفة هنا ضرورة حياة .
 
أما القذف الطائفي .. فيبدو أن المدارس السياسية نجحت في منع حدوث قذف سريع على غرار ضربة القذافي . وبرعتْ في اطالة أمد اللعبة السنية الشيعية .... وها هو القذف الطائفي في أوج شهوته , يقصف الميت قبل الحي ....والأديان قبل المآذن .. والأرواح قبل الأجساد .. .....وصار ما أحوجنا الآن لنستبقي على رمق من حياء إلى ثورة ابداعية بتعبير ايلوار. وإلى ذروة ابداعية ... ثورة تلم جناحيها يمينا ويسارا وتطير بهما وتحط في دولة لا شرقية ولا غربية , لا سنية ولا شيعية .......... ما احوجنا "للحظة ثورية دون ثورة" بتعبير الفرنسي " لوفيفر "..... لحظة ذروة واورجازم انساني دون قذف ...... لحظة ثورة يجن فيها التعبير والتفكير دون قتل ............ لحظة يقول فيها الفن والشعر والعلم والأدب والدين للصاروخ الشيعي النائم في خلايا الحزب وشقيقه السني البائت في دور الرئاسة ... كفُا عن القذف الطائفي .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد