النزوح السوريّ: لا شعوب ولا قضايا
عندما حلّت نكبة فلسطين في 1948، وراح مئات آلاف الفلسطينيّين ينزحون نحو بلدان الجوار، أبدى معظم الشعوب والبلدان المستقبِلة طريقتين في الاستقبال: من ناحية، تعهّدٌ بعد تعهّدٍ بتحرير فلسطين وإعادتها إلى «الإخوة» الفلسطينيّين وإعادتهم إليها، ومن ناحية أخرى، إخضاع أولئك «الإخوة» النازحين لشروط حياة سيّئة ومُذلّة يتخلّلها، بين وقت وآخر، قمع مفتوح.
السلوك كان يفضخ اللغة، ويشي بأنّ الأمر لا علاقة له بأيّة «أخوّة» أو أيّة قضيّة مدّعاة. ففلسطين، على صعيد اللغة، قوّت جماعات أهليّة في البلدان المستقبِلة على جماعات أخرى، وأخافت جماعات ضعيفة من جماعات غيرها في أوطان نسيجها ضعيف أو هشّ. لهذا كان مطلوباً أن تفسح لها اللغة السياسيّة مكاناً فسيحاً وراسخاً، تبنّياً أو رفضاً، قبل أن تضع الأنظمة العسكريّة الوليدة اليد عليها فتمضي في استخدامها وتوظيفها.
أمّا في ما خصّ السلوك، فاشتغلت عوامل أخرى أشدّ التصاقاً بحقائق الحياة. هنا اندرجت، فضلاً عن المخاوف العصبيّة الضيّقة، ثقافة أبرشيّة كارهة للغريب يتشارك الجميع فيها، ومواقف تتّصل بالعمل والسكن وشروط الحياة التي تميل دائماً قطاعات من السكّان المحليّين إلى تحميل قصورها ونواقصها للغريب.
في اللغة، كان الفلسطينيّون إخوةً قضيّتهم قضيّتنا القوميّة والمقدّسة. في السلوك، كانوا غرباء، فيما القضيّة الفعليّة الاستفادة من قضيّتهم حين تبدو مفيدة، وإشاحة النظر عنها حين تبدو ضارّة.
شيءٌ كهذا يحدث اليوم في لبنان، لا في البيئة المناهضة للثورة السوريّة، بل في البيئات المؤيّدة لها، وبحماسة أحياناً. فلم يعد استثناءً أو شذوذاً أن يترافق دعم الثورة مع تحفّظ عن السوريّين النازحين يرقى أحياناً إلى عداء وإلى ممارسات زجريّة واضطهاديّة. فنحن، في هذا المعنى، مع «الأشقّاء» السوريّين هناك، نريد لهم أن ينتصروا على الاستبداد ويتمتّعوا بغد أفضل في بلدهم. بيد أنّنا ضدّ السوريّين «الأشقياء» هنا، لا نريد لهم أن يتمتّعوا بأيّ يوم فاضل في بلدنا، ولا نُعفيهم من استبداد متفرّق قد نمنّ به عليهم.
وهذا، في ظلّ الدفق السكّاني الذي تأدّت عنه الكارثة السوريّة، في موازاة أزمة تطحن اقتصادات المنطقة برمّتها، يفيض عن ضفاف التراشق بتهمة العنصريّة، أو أنّ تلك التهمة، وهي كثيراً ما تصيب، تعجز عن تعيين المشكلة في تعقيداتها الكثيرة، مثلما تعجز عن الانتقال من الخطابيّة الإنشائيّة إلى تقديم اقتراحات مفيدة.
إلاّ أنّ النتيجة الأهمّ التي تسفر عنها تجربة النزوح السوريّ، في هذا المجال، لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق أن أسفرت عنها تجربة النزوح الفلسطينيّ.
فنحن، في هذا الشطر من العالم، لا نملك «قضايا» إلاّ بقدر ما نتشكّل «شعوباً». وهذا ما يستدعي، لدى فهم التعاطف الطائفيّ السنّيّ مع الثورة السوريّة، شيئاً من الخبث يعادل الخبث المطلوب لفهم التعاطف الطائفيّ الشيعيّ مع النظام السوريّ.
فمقبرة القضايا نحن ومقبرة المعاني، يأتينا امتحان العلاقة بالسوريّين في لبنان ليؤكّد لنا ذلك. ومسكين ذاك السوريّ الضحيّة الذي يكتشف هذه الحقيقة في بلده، ثمّ يلجأ إلى بلدنا ليعاود اكتشافها بأسماء وعناوين أخرى.
*الحياة
تقدم النيابية تختار مكتبها الدائم
إحالة ضباط في الأمن على التقاعد .. أسماء
انطلاق فعاليات أسبوع الذكاء الاصطناعي بالجامعة الأردنية
وزراء الخارجية العرب يتوافقون على بيان القمة الطارئة
الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة مسيّرة
مهم من الحكومة بشأن وسائل الدعاية الانتخابية
سلطة البترا تعتزم إطلاق مشروع الحزام الأخضر
صلاح يقود ليفربول لفوز قاتل على بيرنلي في الدوري الإنجليزي
الأمن العام: ضبط أشخاص تورطوا في مشاجرة جماعية بالقويسمة
مشروع لتحسين تصريف مياه الأمطار في نفق حوشا
انطلاق البطولة الآسيوية لكرة اليد الاثنين
الأمن العام يطرح مجموعة من الأرقام المميزة للبيع
الأشغال: التزام بتهيئة المباني لذوي الإعاقة
الحكومة تقر مشاريع أنظمة حماية البيانات وتنظيم الإدارات الحكومية
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية
وظائف شاغرة وامتحانات تنافسية .. أسماء
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً اليوم
أسرار حجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة
عمل إربد تعلن عن وظائف وإجراء مقابلات بشركة اتصال
خبر سار للمكلفين المترتبة عليهم التزامات مالية للضريبة
الخضير أمينا عاما للسياحة واللواما للمجلس الطبي وسمارة لرئاسة الوزراء
سعر الذهب عيار 21 في الأردن اليوم
الصفدي يلتقي وزير خارجية كرواتيا في عمّان اليوم
قيادات حماس التي استهدفتها إسرائيل في الدوحة .. أسماء
هل مشاهدة خسوف القمر مضر للعين
الصحة النيابية تطلع على الخدمات بمستشفيي الإيمان