طوفان الأقصى: عودة إلى نقطة الصفر
أقصد بنقطة الصفر المرحلة السابقة على السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كان نتنياهو مغتبطا بترويج الحديث عن التطبيع، وأن ملف القضية الفلسطينية قيد التجاوز والنسيان. لكن اقتحام الجدار أعاد للقضية ألقها وحضورها الوازن أكثر من أي زمن مضى، على الصعيد الدولي بعد أن كان التآمر العالمي على طيها، ما كان حلما صار كابوسا على الصهيونية وعملائها.
وبعد حرب طويلة لم تشهدها إسرائيل في كل تاريخها الاستيطاني، التي استمرت لأكثر من 630 يوما مع المقاومة الفلسطينية، واثني عشر يوما، فقط، مع إيران انكشف الغطاء على ما في بئر الصهيونية من ألاعيب وأضاليل من جهة، ومن جهة ثانية، من وقائع وحقائق أبانت كلها أن جميع ما كانت تدعيه من قوة ضاربة، وجيش لا يقهر، ومن واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لا أساس له: فكل أهداف نتنياهو انهارت وسقف توقعاته، لم يتحقق أي منهما. فلا المختطفون عادوا، ولا حماس انتهت. ورغم كل الاغتيالات المعبرة عن حرب الجبناء، وكل التدمير والتهجير والتقتيل حتى في فترات توزيع «المساعدات»، الدال على «أخلاقيات» الجيش الإسرائيلي ووحشيته وعدم الثقة فيه، وفي مخابراته، ها هو نتنياهو يتحدث الآن عن استرجاع الرهائن، وكان قد وضعهم في ثلاجة، ريثما ينهي الإبادة، بعد ان عجز عن تهجير الفلسطينيين. من جهة أولى، وعن المفاوضات، وإنهاء الحرب على غزة، وإعادة القطار إلى نقطة الانطلاق من خلال الترويج للتطبيع مع بعض دول المنطقة، من جهة ثانية.
إنها عودة إلى ما قبل طوفان الأقصى، فما الذي جعل نتنياهو وترامب يعيدان الأسطوانة إلى سابق عهدها. لا يخفى على المتتبع لمجريات الطوفان أن لغة التهديد والوعيد والتصعيد، سواء لدى نتنياهو الدموي، أو ترامب مجنون العظمة لا توقفها عند حدها إلا لغة الجد في الحرب، وقول: لا، في الهزل. أوقفت ضرباتِ أمريكا على الحديدة وصنعاء، صواريخُ هددت الأسطول الأمريكي، فخضع ترامب، ومضى يفاوض الحوثيين من أجل إيقاف هجماتهم. وأغاظ هذا نتنياهو الذي اعتبر أمريكا متخلية عنه. ومع اشتداد المقاومة الفلسطينية وتكبيدها خسائر للجيش الصهيوني، وبروز أن أهداف الحرب غير مضمونة ضد المقاومة التي ابتكرت أساليب جديدة في المواجهة، سارع ترامب إلى الحديث عن مفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، وأعطاها مهلة عشرين يوما لاتخاذ موقفها. ومرة أخرى اعتبر نتنياهو هذا لجما له، وحائلا دون رغبته الدائمة في توسيع دائرة الحرب التي لا يريدها أن تتوقف، لأن مصلحته في الحرب لا في السلام. فجاءت الضربة الاستباقية الصهيونية على طريقتها الخبيثة: عمل المخابرات، والاغتيالات، وتدمير البنيات التحتية العلمية والتكنولوجية. وكان الاعتزاز بالنصر المبين.
لكن حرب الاثني عشر يوما كانت ماحقة وساحقة، وغير متوقعة فقلبت الموازين، وصار المستوطنون أسيري الملاجئ، وبدأ الدمار الذي ألحقته قواتهم بغزة والضفة الغربية، والذي كانوا يسمعون عنه، ويرونه في وسائل إعلامهم المتستر على ما يجري في الميدان أمام أعينهم بلا رتوش ولا تزييف. كان استهداف كل إسرائيل عنيفا وقويا على مستوطنين كانوا يرون أنفسهم بمنأى عن المعاناة لأن جيشهم لا يقهر، والعالم كله متآمر معهم. وكانت لذلك تداعيات نفسية واجتماعية واقتصادية قوية، وكانت الهجرات العكسية دالة على طبيعة «شعب» و»وظيفة» مستوطنين. أمام هذا الواقع الذي لم تشهده إسرائيل في كل حروبها الرابحة، ظهر نتنياهو المتبجح بالقوة والطغيان، يستجدي أمريكا بالفم الملآن للتدخل، وإنقاذ إسرائيل مما وصلت إليه لحسم الحرب لفائدتها. وفي الوقت نفسه بدأ يعلن شأن كل المتسكعين والمتشردين وبلسان الضعفاء والدراويش، تدخل دول الخليج لتعويض الخسارات التي لحقت به. إن من يطلب الحماية من أمريكا، والمساعدات المالية من الخليج لا يمكنه أن يحمي غيره، أو يدعي أنه يوفر الأمن للمنطقة، وينشر السلام الذي يخدم مصلحته.
هذا الواقع المزري الذي آلت إليه الصهيونية بعد توسيعها الحرب، التي ظلت تحلم بها، وتسعى لجعلها شاملة، أمام عجزها عن تحقيق أهدافها في غزة، رغم استهداف العشرات يوميا من طالبي المساعدات، هو ما وقع مع أمريكا نفسها. لقد عاين ترامب أن إسرائيل ستمحى من الخريطة لو استمرت الحرب على النحو الذي بدأت تتطور في اتجاهه، والذي بيَّن العجز المطلق أمام إسرائيل لإيقافها، والتي بدأت تستنزفها وهي غير قادرة على حرب الاستنزاف، وتجربتها مع غزة، مع غياب الفارق، خير مثال. بادر رغم ما كان يدعيه كذبا بأنه يدعو إلى التفاوض حول الملف النووي، إلى ضرب المواقع النووية، وإعلانه النصر المبين بالقضاء على ما كان يهدد الأمن في المنطقة. ولما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، وضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، أحس ترامب، وهو لا يقر على قرار، بادعاءاته وأساليبه الملتوية، بإيقاف الحرب مع إيران، والتلويح بإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وإنهاء الحرب ضد غزة، وذهب إلى افريقيا منتشيا بلغة إنهاء الحروب.
كانت مطالبة ترامب بإيقاف الحرب واسترجاع المختطفين، والتلويح بالتطبيع هو كل ما كان ينتظره نتنياهو للخروج من الورطة التي زلزلت الكيان الصهيوني، وأبانت عجزه عن مواصلة غروره وعجرفته، وهو يتمتع بالتدمير والتقتيل، ويعلن في الوقت نفسه تحقيق الأهداف المسطرة، والنصر العظيم.
العودة إلى ما قبل الطوفان اختبار للرأي العالمي، وللضمير الإنساني بعد المعاناة الفلسطينية التي لا نظير لها في التاريخ الحديث، فهل سيكون العرب والمسلمون، والشعوب المحبة للسلام في مستوى ما وقع؟ أم ستظل أسطورة إسرائيل الكبرى هي الشرق الجديد الذي يفرض «الحماية الاستيطانية» على المنطقة ترهينا للاستعمار والحماية القديمين؟
كاتب مغربي
انعقاد منتدى تقني أردني سوري في تموز
فرص عمل مهمة للأردنيين .. أسماء وتفاصيل
وفيات الأردن الأربعاء 2-7-2025
إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز والمخابرات الأمريكية تصرح
درجات الحرارة تتجاوز الـ 40 في هذه المناطق اليوم
اقتراح نهائي بشأن غزة .. وترامب يحذر حماس
الحيرة المؤلمة حين تسود الوضع العربي
توجيهات لإسقاط الجنسية الأمريكية عن ملايين المتجنسين
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
وظائف ومدعوون لإجراء المقابلات .. أسماء وتفاصيل
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
بلدية إربد تدعو لتسديد المسقفات قبل نهاية الشهر الحالي
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
أستاذ مخضرم ينتقد امتحان الرياضيات: لم يراعِ الفروق الفردية .. فيديو