الأمير الحسن: آن الأوان للانتقال إلى دائرة التأثير

mainThumb

10-12-2013 05:28 PM

اربد - السوسنة - أكد سمو  الأمير الحسن بن طلال  على ضرورة الانتقال إلى دائرة التأثير والقيام بتنمية عربية تضمينية للأركان الأساسية للمعرفة والترويج للمعلومة الصحيحة، فقد آن الأوان لأن يسمع العالم صوت الإقليم.

وقال سموه  خلال رعايته فعاليات المؤتمر الدولي "اللاجئون في المنطقة العربية: المجتمعات المضيفة والمصير الغامض" والذي ينظمه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك بالتعاون مع برنامج  الأمم المتحدة الإنمائي" ان ذلك يتطلب  بلورة  مفهوم للأزمات التي ما تزالت تتفاقم يوما بعد يوم  خاصة في ظل تداعي الإمكانات المتاحة ، والى  قاعدة بيانات معرفية إقليمية تمكّننا من القيام بتقييم دقيق لاحتياجات مجتمعات المقتلعين والمجتمعات المضيفة على حد سواء .

وتحدث سموه  عن القدرة الاحتمالية للاقتصادات الدول المضيفة للإجئين، لافتا الى متى سنبقى معتمدين على المنظمات الدولية لقياس مدى نجاح المجتمعات المضيفة في إدارة شؤون المقتلعين.

وقال " لقد حان  الوقت   للتقريب ما  بين قطب الهجرة الإنسانيّة القسرية وقطب التنمية. فالمصادر واحدة: الماء والنار والكلأ. لكن المنظمات الدولية والإقليمية أَلِفت التعامل مع الجزئيّات.

وشدد على ضرورة قيام الجامعات بدورها في  نقل كل ما يجري فيها من مؤتمرات تحاكي الواقع  لتعميم الإستفادة مشيرا إلى ريادة اليرموك في التواصل مع المجتمع المحلي تجسيداً لدور الجامعات في نشر العلم والمعرفة وخدمة المجتمع من خلال تأسيس مركز للسياسات المتنوعة التي تنبع من تحديد الأولويات وتأسيس مناطق إنتاجية قائمة على قاعدة معرفية شاملة.

ودعا الى البدء في حوار للسياسات تشارك فيه   العناصر الثلاث  القيادات  السياسية، والاقتصادية-  الاجتماعية  اضافة الى  المؤسسات  المدنية على اختلافها حتى لا نفقد  الفرصة في  ايصال رأينا حيال  البرامج المستدامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية .

وكان رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى قد ألقى كلمة في الافتتاح أكد خلالها على أهمية عقد هذا المؤتمر لاسيما مع حركات اللجوء والنزوح التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة الماضية والتي فرضت أعباء متزايدة على المجتمعات المضيفة، ومما لاشك فيه بأن هذا الوطن العزيز لا يقوى بمفرده أن يتحمل تبعات حركات اللجوء فقد قدر له أن يستقبل هجرات قسرية متواصلة منذ نيف وستين عاما ابتداء بهجرة أشقاءنا الفلسطينيين والعراقيين وأخيرا هجرة الأشقاء السوريين التي ما تزال آثارها ماثلة على الأردن كدولة مضيفة إلى اليوم وهذا يتطلب تضافر كل الجهود ليستطيع الأردن الاضطلاع بمسؤولياته تجاه اللاجئين على أرضه، لافتا ً إلى أن المنطقة العربية قد شهدت منذ أكثر من عامين تغيرات سياسية عميقة أفضت إلى آثار ملموسة على بعض الأنظمة والدول العربية في شرق الوطن العربي وغربه، وبدأت نتيجتها قصص لجوء ونزوح جديدة في المنطقة العربية المثخنة أصلا باللاجئين والمشردين، مشددا على أننا في الأردن نفخر بأننا على الدوام ملاذا لأحرار الأمة ومنكوبيها ومشرديها رغم ضعف الإمكانيات.

الدكتور عبد الباسط عثامنة مدير مركز اللاجئين والنازحين أشار خلال كلمة ألقاها في الافتتاح إلى التغيرات التي شهدها العالم خلال العقدين المنصرمين، والتي ألقت بوطأتها على منطقتنا العربية وخاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وما عقد هذا المؤتمر في رحاب جامعة اليرموك إلا ارتباطا عضويا بين ما آلت إليه الأوضاع في بعض دول المنطقة وبين ما أفرزته تلك الأوضاع من تبعات سلبيه على الأمن الإنساني في تلك الدول وعلى المنطقة بأسرتها تجسدت في هجرات قسرية، لافتا إلى أن أعمال المؤتمر سترتكز على أبعاد تتعلق بحركات اللجوء والنزوح في زمن الربيع العربي والمرأة اللاجئة والأطفال القصر غير المرافقين ودور الدول المضيفة والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني في إغاثة اللاجئين وحمايتهم، والآثار الاقتصادية والتنموية للجوء في المنطقة العربية، مؤكدا على التزام الأردن بمسؤوليته الإنسانية تجاه الشعوب المنكوبة مجسدا شرعية الكيان في زماننا هذا حيث كان على الدوام موئلا لأحرار الأمة ومستضعفيها ومنكوبيها.

وأكدت المديرة القطرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في الأردن زينا احمد في كلمتها أن ما نشهده يوميا من امتهان للكرامة البشرية والمعاناة اليومية يتطلب تظافر جهودنا جميعا لتقديم العون الإنساني ومن ثم الانتقال لمرحلة التعافي لتحقيق التنمية البشرية المستدامة من خلال بناء خطط تنموية وطنية تشاركية قادرة على استيعاب الأزمات والكوارث والتصدي لها وحوكمة المخاطر، لافتة إلى أن مستقبل المنطقة العربية وشعوبها يعتمد على الإصلاح بمعناه الأوسع والذي يسعى إلى إرساء وتعزيز أنظمة الحوكمة الديمقراطية والتي تضع الإنسان في صلب عملية التنمية والإصلاح وتعزيز مفاهيم مكافحة الفساد وسيادة القانون.

وأضافت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دق ناقوس الخطر ونبه إلى ضرورة الالتفاف لمعاناة الشعوب المضيفة للنازحين والتي تعاني أصلا من تحديات تنموية واسعة في سبل العيش والخدمات الاجتماعية ولعل أهم التحديات الجوهرية الأساسية التي تشهدها المجتمعات المضيفة للاجئين الزيادة غير المسبوقة في أعداد السكان فقد وصلت أعداد اللاجئين في محافظة المفرق إلى 129 % من عدد السكان وفي الرمثا 50%  من السكان، وشددت على ان ما وفرته الحكومة الأردنية لهم بكل سخاء من خدمات بلدية وتعليمية تجاوز قدرتها على التجاوب وهو ما يهدد مؤسسات الحكم المحلي وعلى رأسها البلديات، وهذا ما أوجب إطلاق مشروع ريادي في آذار المقبل بهدف تخفيف اثر أزمة اللاجئين السوريين على المجتمعات المضيفة بما يحفظ الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

وتضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول عقد جلسة حوارية ترأسها الدكتور كامل أبو جابر رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية وشارك فيها كل من الدكتور محمود الدويري وزير الزراعة الأسبق وداون تشاتي مدير مركز دراسات اللاجئين في جامعة أوكسفورد البريطانية وباول سترومبيرغ ممثل مركز الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عمان، وغسان الكحلوت رئيس المستشارين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP.

كما تم عقد جلسة عمل أخرى بعنوان "دور الدول المضيفة للاجئين والمنظمات الراعية لهم" ترأسها الدكتور محمد بني سلامة من قسم العلوم السياسية بجامعة اليرموك ناقشت محاور "دور الدول المضيفة في إغاثة اللاجئين وحمايتهم" للعميد الدكتور وضاح الحمود مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين، و"استضافة اللاجئين العراقيين: المشهد الأردني والسوري" للدكتورة فانيسا أيريا من جامعة ساسكس البريطانية، و"دور الدول المضيفة في إغاثة اللاجئين (الأردن أنموذجا)" لمحمود الجندي من مركز الفكر العربي للدراسات الإستراتيجية، و"اللاجئون السوريون في الأردن: الفرص والحلول" للدكتور محمد درادكة من جامعة الحسين بن طلال، و"دور المنظمات الدولية في إغاثة اللاجئين وحمايتهم – الحالة الفلسطينية أنموذجا" للدكتور ياسر عمرو من أكاديمية دراسات اللاجئين البحرينية.

وحضر افتتاح المؤتمر عدد من المسؤولين والباحثين المهتمين بقضايا اللجوء وحشد من الطلبة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد