فاعليات اردنية تثمن خطاب الملك في القمة

mainThumb

26-03-2014 04:00 PM

السوسنة - رئيس جامعة اربد الاهلية الدكتور محمد الصباريني قال ان كلمة جلالته اكدت على اهم القضايا التي تهم المملكة والاوضاع المحيطة في البلدان العربية المجاورة مشيرا الى ان هناك العديد من التحديات والاخطار الناجمة عن عدم التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية , اضافة الى تفاقم الازمة السورية مبينا الاعباء التي تتحملها المملكة نتيجة استضافة اللاجئين السوريين .

ولفت الى دعم القضية الفلسطينية , وان الاردن سيواصل القيام بدوره الاخوي والانساني تجاه الشعب الفلسطيني حتى يقيم دولته المستقلة على ترابه الوطني , وان جميع الاتفاقيات المتعلقة بالوضع النهائي للقضية الفلسطينية يجب ان تراعي المصالح الاردنية مشيرا الى تشديد جلالته على ضرورة التحرك الفوري لوقف سياسات وممارسات اسرائيل وذلك للوصول الى السلام المنشود .

وثمن دكتور العلوم السياسية في الجامعة الاردنية امين المشاقبة ما جاء في خطاب جلالة الملك حيث شخّص الحالة العربية في مجمل التحديات التي تواجه الامة انطلاقا من القضية المركزية الاولى بضرورة حل الصراع العربي الاسرائيلي على اساس قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف مع التأكيد على الثوابت الاردنية تجاه ذلك ، مثلما ركز الخطاب على ان سياسة الاردن تنطلق على مبادىء التضامن والاعتدال والتوازن وعدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية .

واوضح المشاقبة ان الخطاب دعا الى انهاء ومعالجة النزاع السوري وما اعقبه من تداعيات وتأثير على الاقتصاد الوطني الاردني نظرا لتزايد اعداد اللاجئين السوريين وما يشكله من ضغط على البنى التحتية في الاردن، مشيرا الى حجم التمويل والدعم الذي قدمه الاردن لاكثر من مليون وستمئة الف لاجئ سوري على الاراضي الاردنية .

وتابع المشاقبة ان جلالة الملك أكد على ضرورة التعاون العربي واعادة روح التضامن وتطوير العلاقات العربية على الصعيدين السياسي والاقتصادي مركزا على وضع الحلول الناجعة لسائر التحديات التي تواجه الأمة بروح اخوية تنعكس على المواطن العربي.

واشار الى تركيز جلالته على ايجاد حل عادل ودائم للصراع العربي الاسرائيلي بما يحفظ الحقوق الفلسطينية والحقوق العربية مبينا ان الاردن هو جزء من معادلة الحل النهائي للصراع ، حيث لا يجوز حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن تحت اي شكل من الاشكال.

وقال ان حديث جلالة الملك في القمة جاء معبرا عن الموقف الاردني تجاه كل القضايا العربية بما فيها القضية الفلسطينية والقضية السورية وحذر من حجم التحديات والمشكلات والظروف التي واجهتها العلاقات العربية العربية في السنوات الاخيرة حيث لفت الى ان الاردن حدد رؤيته وموقفه السياسي بشكل جلي وواضح لا لبس فيه من كل القضايا التي تواجه الامة.

ونوه نقيب الصحفيين الاردنيين طارق المومني برؤية جلالة الملك الثاقبة التي تجلت في حديثه امام القادة العرب وايمانه الدائم بمستقبل العمل العربي المشترك بتأكيده المتواصل على ضرورة تحقيق التكامل العربي لمواجهة التحديات التي تقف في طريق الامة وضرورة بناء منظومة متكاملة لمواجهة هذه التحديات وتحديدا ملف القضية الفلسطينية والتعامل مع الازمات التي تشهدها المنطقة والاوضاع الاقتصادية .

وقال ان الخطاب تأكيد مستمر على مبدأ الوسطية والاعتدال، وجميعنا نستذكر رسالة عمان التي تحدثت عن الوسطية وعن الاعتدال وغدت مرجعا موثوقا في كثير من دول العالم حيث يجري النظر للدين الاسلامي باعتباره دين وسطية واعتدال وان جلالة الملك شخّص الواقع كاملا مثلما دعا الى ضرورة مواجهة هذا الواقع واشكالياته الصعبة التي اشار اليها كموضوع اللاجئين السوريين الذي شكل تأثيرا ضاغطا على البنية الاردنية جراء استضافة ما يزيد عن مليون وستمئة الف لاجئ سوري رغم قلة الامكانيات وشح الموارد حيث ان المجتمع الدولي لم يف بالتزاماته ووعوده تجاه الاردن ازاء هذا الملف الذي ما زال الاردن بامكانيته المحدودة يتحمل اعباء كلفه امام صمت ونكوص العالم .

واشار المومني الى ان موضوع القضية الفلسطينية يبقى دوما ضمن اهتمامات واولويات جلالته اذ أكد عليها في جميع المواقف، فعندما يلتقي جلالته بالرئيس الاميركي يكون الحديث باغلبيته عن القضية الفلسطينية وهذا مؤشر واضح لاهمية القضية الفلسطينية، فحديث جلالة الملك باستمرار يؤكد ضرورة ايجاد هذا الحل , وان التلكؤ في عدم ايجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية هو سبب الكثير من المشكلات والنزاعات التي تحدث في العالم.

بدوره قال الخبير الاقتصادي الدكتور مازن مرجي ان جلالة الملك صارح اشقاءه القادة العرب بالوضع الاقتصادي الاردني جراء احتضان الاردن لاكبر عدد من اللاجئين السوريين الذين باتوا يشكلون ليس فقط عبئا سياسيا او اجتماعيا او انسانيا ,انما عبئا اقتصاديا كبيرا حيث تحمل الاردن ما يفوق طاقته من الاعداد الضخمة التي تعدت المليون والستمائة الف لاجئ سوري .

واضاف ان هذا الرقم يعني ربع سكان المملكة ، ولا تستطيع دولة تحمل هذا العبء الاقتصادي الذي يعني ارباكا للخطط والسياسات الاقتصادية والتنموية كما شكل ضغطا على استخدام البنية التحتية كالمدارس والصحة والصرف الصحي مثلما يستنزف البنية التحتية والمصادر النادرة مثل الماء ,وهناك ما يتسبب به من تلوث بيئي تتركز في مناطق معينة اصبحت تشكل معاناة حقيقية للمواطن جراء عدم تحمل البنى التحتية وشح المياه والتنافس على المراكز الصحية والضغط الكبير على قطاع العقار والاسكان حيث ارتفعت الاسعار والايجارات وان معظم القادمين هم من ذوي الدخل المحدود ويعتمدون اعتمادا كاملا على المساعدات الاجنبية , فبالتالي هؤلاء الناس من الطبقة الفقيرة التي تستنزف في المقدرات الاقتصادية من حصة المواطنين.

واوضح مرجي ان الكثير من الوعود الاتية من مختلف بلدان العالم التي اخذت على عاتقها تعويض الاردن عن كلف اللاجئين ظلت غائبة على ارض الواقع ولم يصل منها الا القليل، ووظفت تلك البلدان هذه المساعدات كعامل ضغط على الأردن لابقاء الحدود مشرعة بشكل دائم امام اللاجئين وهي في المقابل لم تقدم شيئا يذكر معلنا ومعروفا من المساعدات لدعم الحكومة الاردنية واجهزتها.

واشار الى ان الجيش العربي الاردني الذي يقف على الحدود يتحمل عبئا كبيرا، واجهزة الامن المختلفة التي تتحمل اعباء كثيرة وفيها خطورة شديدة على حياتهم وحياة المواطنين بسبب محاولات عمليات التهريب وغيرها , ظل يتحملها الاردن دون أي تعويض يذكر لان المساعدات تذهب مباشرة من خلال المؤسسات والوكالات الاجنبية او الجهات الممولة وبالتالي لا يتلقى الاردن الا ما ندر من المساعدات التي بالكاد تعوض عن جزء من عجز الموازنة، جراء هذا الكم الهائل لاعداد اللاجئين .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد