صفات الكلاب والمستكلبين

mainThumb

06-07-2025 05:09 PM

من صفات الكلاب، وخاصة الكلاب غير المدربة، أو النوعيات التي نراها في الطرقات...، أنها تهاجم من يهرب منها، وتستأسد عليه وإذا ظفرت به مزقته، وتراها إذا خلت بنفسها وحوٌمت في البلاد تخيلت أطماعها وبدأت بتحديد نفوذها، برفع رجلها الخلفية والتبول على المعالم البارزة لتحدد المنطقة الخاصة بها، وكأنها -من جهلها- تستطيع تنفيذ هذا النوع من الاستحواذ، الذي لا يستطيع القيام به إلا كبار المفترسات في الغابات أو سهول السافانا!! فما بالكم بكلب مطرود على المزابل. يريد تحديد أرض شاسعة مجرد أنه أحب ذلك، متجاهلاً أن لا أحد في هذه الارض يُقر له بخيالاته إلا أخوانه، أما العالم الآن إذا رآه يقوم بهذا الفعل الوقح المتجاهل للعالم يقذفه بالحجارة!!

ومن صفاتها البارزة أيضاً، أنك إذا هاجمك الكلب ووقفتَ بوجهه وأظهرت الصرامة والقوة والثبات فإنه يتراجع ويُظهر ضعفه الفطري، وإذا هاجمته فإنه ينهار ويضع ذنبه بين رجليه ويهرب، ويظهر طبيعته الضعيفة بإصدار أصوات الذل والتوسل، يملأ الدنيا صياحاً وشكوى ليُظهِر أنه مظلوم ومعتدى عليه..

هذا جانب من الصفات التي تتصف بها الكلاب، وهي تتطابق الى حد كبير مع صفات "الكيان"، فترى الكيان يستأسد على محيطه من المنهزمين، وينكل بهم عسكرياً واستخباراتياً، ولا ينفك يحيطهم ببوله لتذكيرهم بأن بلادهم ملك له، والذي جرأ المستكلب عليهم هو صمتهم المريب، والواقع يقول إنه لا يقدر على شيء لولا دعم سيدته الساحرة الشريرة.

لكن أبلغ وصف لهذه الفئة المستكلبة من الكيان وفرائسه، هو قوله تعالى:
(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )

الآيات تعني أن هذه الفئة التي نحن بصددها، حالتها كحالة الكلب الذي تراه لاهثاً في كل حالاته. إن طردته أو لم تطرده.. فهو يشكو ويتظلم في كل حالاته أيضاً، يبكي ظالماً، وإن ضرب على يده السارقة، صاح متألماً.
الكيان المستكلب يشكو من المقاومة ويصفها بالارهابية وهو يقتل الأطفال والنساء، يعتدي على ايران ويدعي أنها تعتدي عليه، يصول ويجول في لبنان ويقصف ما يشاء وإذا ظهر له مقاوم يهرب ويملأ الدنيا شكوى،
لا يتوقف عن النباح بأن دولته المزعومة من الفرات الى النيل..

القاسم المشترك بين جنس الكلاب وبين الكيان، هو أنهما يزعمان أنهما موغلان في التاريخ، فالكلاب تحاول أن توهمك أنها تنتمي الى أجداد مفترسات قبل آلاف السنين، أفسدها التدجين وبقي بعض من صفاتها، لكنها غير مفعلة وتسقط عند أول مواجهة، وكذلك الكيان، الذي يستند الى نصوص كتبت قبل آلاف السنين كتبها "مزورون" خالفوا الانبياء وتصوروا صفات وحقوق لهم ليس لها واقع، وصدقها "المستكلبون"، وأرادوا تنفيذها الآن، لكن أمامهم عقبات، تتعلق بسرديتهم وحقوقهم المكذوبة، ومدى قدرتهم على تنفيذ احلامهم أمام وعي شعوب العالم، فهم والكلاب سواء، إذا صمد أمامهم المقابل..
ولو أن كل الشعوب العربية وقفت في وجههم وقفة حازمة لانهزموا وهم يصدرون نفس صوت الكلب الذي تفاجأ بأن نباحه لا يخيف، فهم خائرون وأجبن من تنفيذ مشاريعهم التي يحلمون بها..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد