.. إلا شهادة أطراف المساويكِ !
لقد اعتنى العربُ بنظافة أسنانهم منذ عصور قديمة جدا ، وجاء الاسلام مؤكِّدا هذا الأمر حتى كاد أن يكون ( واجبا ) في الاسلام ، وهذا يردُّ على المنهزمين أمام حضارة الغربيين حيث يرددون : ( أن الغربيين يولون الاسنان اهتماما عظيما ... بل أكثر مصروفاتهم تُصرفُ على الأسنان ) .
فهؤلاء المنهزمون إمَّا أنهم غير مُطَّلعين على اهتمام العرب سواء قبل الاسلام أو بعده بالاسنان ونظافتها ، أو أنهم مطلعون ولكن يكابرون ؛ لأنهم أذناب الغرب وأعوانه .
وهذا السِّواك من سُنَنِ الفطرة التي أمر بها الشارع ، قال تعالى :
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) .
وأخرج مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – ( 261 ) قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
(عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ المَاءِ، وَقَصُّ الأظْفَارِ، وَغَسْلُ البَرَاجِمِ، وَنَتف الإبْطِ، وَحَلْقُ العَانَةِ، وَانْتِقَاصُ المَاءِ ) .
وجاء في ( صحيح الترغيب والترهيب ) ( 213 ) عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
( لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّواك حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيَّ فِيهِ قُرْآنٌ أَوْ وَحْيٌ ) .
والأحاديث بلغتْ حدَّ التواتر في ( السِّواك ) .
وكان الصحابة – رضوان الله عليهم – يهتمون بذلك اهتماما كبيرا ، وجاء في ( صحيح أبي داوود ) ( 37 ) قال أبو سلمة:
( فرأيت زيدا[يعني: ابن خالد الجهني] يجلس في المسجد، وإن السِّواك من أُذُنِهِ موضعُ القلمِ من أُذُنِ الكاتبِ، فكلما قام إلى الصلاة استاك ) .
فهذه هي مكانةُ السِّواك عند الصحابة الكرام ، وهذا مدى اهتمامهم بتنظيف أسنانهم !!
وجاء حديث صحيح عند البَزَّار ( 604 ) عن علي – رضي الله عنه – قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( إِنَّ العَبْدَ إِذَا تَسَوَّكَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَامَ الْمَلَكُ خَلْفَهُ، فَيْسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِهِ فَيَدْنُو مِنْهُ-أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا-حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ إِلاَّ صَارَ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ ) .
هذا ما جاء في السنة المطهرة حول ( السِّواك ) .
وسأذكر بعضَ ما جاء في أشعار الأجداد العرب حول هذا الموضوع :
لقد جاء الاسلامُ والعربُ يعرفون شجر الآراك الذي منه ( السِّواك ) وكانوا يمارسون هذا الأمر ، ولكنَّ الاسلام زاد الاهتمامَ به ، وجعله عبادةً يُتَعَبَّدُ بها ، فدينُنا دينُ الطهارة والنظافة والنقاوة الحسية والمعنوية ...
قال بشار بن برد :
يا أَطْيَبَ الناسِ ريقاً غيرَ مُخْتَبِرٍ
..... إلا شهادة أطرافِ المَسَاويكِ .
فبشار يصفُ ( ريقَ ) محبوبته ، بأنَّه أطيبُ شيء ، وقد يتبادرُ للسامع أنه ذائقٌ له !! فأراد نفيَ ذلك عن نفسِه ، بأنَّ هذه المعرفةَ اكتسبَها من ( شهادة المساويك ) ، فالمسواك - الذي تستعمله محبوبته - هو من أخبره بذلك ، لأن محبوبته تكثر من استعماله .
وقال مُليح بن الحكم الهذلي :
تُجْري السِّواكَ على عَذْبٍ عُلَالَتُهُ
.... كما تَهَلَّلَ تحتَ المُزْنَةِ البَرَدُ .
فهو يصف محبوبته بأنها تستعملُ السِّواكَ على ثَغْرِها ، وتهتمُّ بذلك ، ويصفُ عُذُوْبَة ريقها ، وبياض أسنانها بحبات البرد المتساقط تحت ( مُزْنَة ) .
وقال آخرُ :
أقولُ لمسواك الحبيب : لك الهنا
.... بلثم فمٍ ما ناله ثغرُ عاشقِ
فقال وفي أحشائه حُرَقُ الجَوَىْ
..... مقالةَ صَبٍّ للديارِ مُفَارِقِ
تذكَّرتُ أوطاني ، فقلبي كما تَرَى
....أُعَلِّلُهُ بين العُذَيْبِ وَبَارِقِ .
وفي البيت الأخير من جميل ( التورية ) ، فذكر أسماء أماكن ( العُذَيْب ، وبارق ) ، ولكنَّه لا يُريدُ ذلك حقيقة ، بل قصد ( الريق ، والأسنان ) !!
فقد سبق العربُ كُلَّ الأمم في هذا الباب ، فهل تجد في أشعار القوم اللَّهجَ بالمساويك ، وبريق الأسنان كما عند العرب ؟!!
ثم نرى بعض المنهزمين يتبَجَّحُ : بأن الغربيين هم من أولى الأسنانَ الاهتمامَ والعنايةَ أكثر من العرب ... !!
باريس سان جيرمان يسحق ليفركوزن بسباعية تاريخية
ترامب: لا أريد اجتماعا بلا نتائج مع بوتين
7 أضرار صحية خفية للإفراط في تناول اللوز
المهـور تتقلـص: من 110 إلى 50 جراماً مقابل 5 آلاف دينار
الأمم المتحدة تطالب بتعزيز مساعدات الإيواء لغزة قبل الشتاء
لرحلة مثالية: دليل ذهبي قبل السفر وأثناءه وبعده
العدوان يلتقي الفائزين بجائزة الحسين للتطوع
انقلاب باص على عمارة بالبنيات دون إصابات .. صور
بعد 921 يومًا من التوقف .. مطار الخرطوم يعود للحياة
ماسك يهاجم مدير ناسا بسبب مهمة القمر
ترامب: السلام قائم وحماس مهددة إن خالفت الاتفاق
أربعون سيناتورًا يطالبون ترامب برفض ضم الضفة
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
أسعار الذهب محليا تسجل قفزة جديدة
الشارع المغاربي بين العود الأبدي والهدوء المريب