الجزائر ومصر وتبادل خبرات الفشل - سعد بوعقبة

mainThumb

26-10-2014 08:57 AM

وزير الخارجية المصري قال: إنه نقل من السيسي إلى بوتفليقة معلومات تخص خطورة الوضع في ليبيا والذي أصبح يستهدف أمن الجزائر ومصر؟ǃ صح النوم يا أشقاءنا مصرǃ أمن الجزائر ومصر يعيش الخطر منذ أن تهاونت مصر والجزائر وسمحتا للناتو بإحداث التغيير بالطريقة البائسة التي حدثت في ليبياǃ

لكن الذي لم نفهمه من هذا الوعي المتأخر للأشقاء في مصر بخصوص خطورة الوضع بالملف الأمني في ليبيا هو كيف حدث ذلك والجزائر هي التي كُلفت بالملف الأمني في ليبيا فيما كلفت مصر بالملف السياسي في ليبيا؟ فماذا جد حتى تقوم مصر بإبلاغ الجزائر بمعلومات تخص الملف الأمني، وتدعو مصر الجزائر إلى القيام بإجراءات سياسية بين الفرقاء في ليبيا لتدعيم الحوار وحل مشكلة ليبيا..؟ǃ

هل انتقل الملف الأمني من الجزائر إلى مصر وانتقل الملف السياسي من مصر إلى الجزائر.؟ǃ أم أن قرارات مجموعة التنسيق لدول الجوار التي عقدت اجتماعها في مصر قبل سنة وقررت إسناد الملف الأمني للجزائر وإسناد الملف السياسي إلى مصر، كان هذا الاجتماع ونتائجه “خرطي”؟ǃ

وهل فشلت الجزائر في إدارة الملف الأمني لدول الجوار الذي يخص ليبيا؟ǃ وبالمقابل فشلت مصر في إدارة الملف السياسي وبالتالي عادت الأمور إلى نقطة الصفر؟ǃ خطورة الوضع في ليبيا على أمن الجيران وبالأخص أمن الجزائر ومصر لا يحتاج إلى تنبيه مصري إلى الجزائر.. فحادثة تيڤنتورين شاهدة على هذه الخطورة.. كما أن ما يحدث في سيناء مصر من خطورة سببه هو السلاح السائب الذي شاع في ليبيا وانتقلت شظاياه إلى مصر.ǃ شخصيا فهمت من الرسالة التي نقلها وزير خارجية مصر من السيسي إلى بوتفليقة، أن مصر تريد جمع خيبتها في مصر وفي ليبيا على خيبة الجزائر.ǃ أي إضافة خيبة المتعوس على “تالف الراي” كما يقول المثل.

وواضح أنه لا الجزائر ولا مصر يمكنهما أن تكونا النموذج الذي يقتدي به الأشقاء في ليبيا.. وكان على وزير خارجية مصر أن يتحدث للجزائريين عن الأوضاع في بلده وعن الأوضاع في الجزائر، حيث تتفكك الدولتان بفعل عداء الشعب للحكام الذين يحكمون البلدين خارج رضا الشعب. كان على الجزائر ومصر أن تضاعفا الاهتمام بإصلاح الشرخ الكبير في البلدين الذي قام به العسكر والإسلاميون، من خلال تقسيم المجتمع في مصر والجزائر إلى معسكر العسكر ومعسكر الإسلاميين، ووضع البلدين رهينة بين الاثنين، حدث هذا قبل 20 سنة في الجزائر ويحدث الآن في مصر.. أما قضية ليبيا ففيها خيبة مصرية جزائرية أمنية سياسية بامتياز. تونس يمكن أن تكون النموذج لليبيين أحسن من الجزائر ومصر،  فمشاكلهما الداخلية لا تسمح لهما بفعل شيء ذي فائدة تُرتجى في ليبيا، وعاش من عرف قدر نفسه!

 

* الخبر الجزائرية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد