ما هو الشكل النهائي الذي يريده الغرب للإسلام ؟ - رائد العزازمة

mainThumb

16-01-2015 11:47 PM

لم يعد خافيا لكل من يملك ولو القليل من العقل أن الغرب يتعاطى مع الإسلام حسب مصالحه وما تقتضيه السياسة المطلوبة التي تصل به إلى ما يخدمه بالدرجة الأولى دون النظر إلى أدنى ما قد تسببه هذه السياسة من المساس في مشاعر المسلمين عامة والأوروبيون خاصة.

 
فعندما نقف قليلا عند المستجدات نلاحظ أن الغرب يستغل ما يسمى بالإرهاب لتشويه الدين الإسلامي ككل وإظهار المسلمين كقتلة متخلفين لا هم لهم ولا هدف سوى القتل والنكاح وتطبيق عقوبات لا تمت للإنسانية بصلة وكأن حقوق الإنسان انتهكت وأهدرت فقط عند هذه الفئة من الناس وتناسوا كم كان ضحايا حربهم الأولى والثانية بحق أبناء جلدتهم التي راح ضحيتها الملايين من البشر.
 
وعندما استطاع الإسلام السياسي ممثلا بالإخوان  الوصول إلى سدة الحكم في مصر وقبلها قي الجزائر انتفض الغرب وعمل على إظهار الإسلاميين في هذه الحالة كطلاب حكم ولن يسمحوا لأحد بمشاركتهم السلطة وحدث ما حدث من انقلاب على شرعية الشعب المصري وتم الزج بعناصر الإخوان في السجون والمعتقلات.
 
أما الإسلام المقاوم للاحتلال فقد كان مدانا وبشكل لم يكن الساسة الغربيون يضيعون أي مناسبة عالمية في الإشارة إليه كعمل يكون ضحاياه مدنيين من الطرف الأخر واقصد هنا إسرائيل تحديدا ويغضون الطرف في نفس الوقت عن الضحايا من المدنيين والأطفال اللذين تقتلهم آلة الحرب الإسرائيلية كما شهدنا في غزة مؤخرا.
 
هذا التوجه الغربي يعطينا الحق في التساؤل إذا لم يرغب الغرب بوجود إسلام متطرف كما يدعون وبنفس الوقت لا يريدون إسلاما معتدلا سياسيا  ولا إسلاما مقاوما فماذا يريد الغرب بالضبط للشكل الإسلامي النهائي ؟؟؟ وهل من حقهم تشكيل الإسلام كما يرغبون أن يروه تماما ؟؟؟؟؟
 
اعتقد أن ما وصلت إليه الأمور من الاستخفاف بمشاعر المسلمين ومحاولة العبث في دينهم لن يؤدي إلا إلى تأجيج المشاعر السلبية تجاه الغرب ومن يدور في فلكهم ولو أن القادة المسلمين كانوا على درجة من المسؤولية تجاه دينهم لما تجرأ علينا الغرب إلى هذا الحد إلا أن ضعفهم وتفرقهم أوصلنا إلى هذه النتيجة التي جعلت من ديننا الإسلامي الإنساني السمح لعبة سياسية يمارسها العابثون في مصير البشرية كلها وليس المسلمين وحسب ولا يثني هؤلاء العابثون رؤية الدماء والخراب والتدمير عن الاستمرار في طريق الهلاك الذي لا تقره جميع الشرائع السماوية بلا استثناء.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد