خير لك من حمر النعم

mainThumb

03-02-2015 02:11 PM

في حلقة بثتها قناة الجزيرة الفضائية قبل عشرة سنوات وكانت تروي للمشاهدين قصة اسلام أحد الشباب الفرنسيين فقال : خلال رحلتي السياحية البرية للمغرب العربي كان لا بد من عبور البوابة الوحيدة الفاصلة بين شريط سبتة الساحلي الذي تحتله اسبانيا وبين دولة المغرب العربي ؛ ولكن وقبل عبوري من تلك البوابة قال لي مسئول البوابة : لن افتح لك البوابة قبل ان تردد معي هذه العبارة وهي : ( لا الـــــه الا اللــــه محمد رســــول اللــــه ) ؛ فقلت في نفسي : ليس هناك من مشكلة ؛ ورددتها معه ففتح لي البوابة ثم دخلت ... ولكنني شعرت براحة غريبة وطمأنينة عجيبة خلال ترديدي لتلك العبارة وبعدها .

   فسألت أحد الاشخاص المغاربة عن معنى هذه العبارة واسرارها ، فقال لي : إنها الكلمات الأولى التي تنقل الانسان لدين الاسلام ؛ وبأنها الركن الأول للاسلام ؛ فأخذت بعد ذلك بقراءة الكتب للتعرف أكثر على دين الاسلام  حتى جزمت على أشهار أسلامي .

     وانتقلت بعد ذلك إلى دولة موريتانيا المجاورة لتعلم واتقان اللغة العربية ؛ وبعد تعلم اللغة العربية إنتقلت الى الشام لدراسة الفقة الاسلامي والسيرة النبوية ... وهو اليوم من الدعاة المعروفين في فرنسا .

ــ   في قصة اخرى يرويها أحد رجل الماني في العقد الرابع من عمره  عن قصة إسلامه فقال : قبل سنوات طويلة„ كنت مصارعا معروفا ومسهورا في المانيا ؛ وعقب فوزي بإحدى مسابقات المصارعة تقدمت مني فتاة خليجية ، ثم قدمت لي كتيبا صغيرا مطبوع باللغة الالمانية ؛ لي تلك الفتره لم أدري ما الذي يحويه ذلك الكتيب ، ووضعته على الرف بين كتبي البيتية .

     ومرت السنين وتقدم العمر حتى قررت اعتزال المصارعة نهائيا ، وبعد اعتزالي لرياضة المصارعة عكفت على قراءة ومطالعة الكتب ، فوقع بيدي الكتيب الصغير والذي قدمته لي فتاة خليجية قبل عشرات السنين ، ووجدت فيها شرحا وتوضيحا عن دين الاسلام فاقتنعت ثم أشهرت إسلامي ....

        إن القصص التي تتحدث عن أسباب دخول الناس في دين الله  كثيره في جدا ، وكلها سلسة ولا تحتاج الى كثير قول وجهد وتعب ، إنها لا تكلف الداعي الا يكون قدوة حسنة وبأن يخلص النية ، وفي النهاية هي ارادة الله وهي هدايته ورحمته التي شملت بعص ممن حاربوا النبي عليه السلام والمسلمين في بدر وفي أحد ؛ كخالد بن الوليد وابو سفبان ، ولم تشمل عمه ااذي كفل الرسول وحمى دعوته : ابو طالب   ، ولا ننسى بأن الاسلام هو دين العقل والفطرة وبأنه الرسالة الاخيرة والمكتملة والختامية من خالق العالم لكل العالم ، فبرئ ذمتك امام الله بأخلاصك النية وبأن تكون داءما القدوة الحسنة والمثل الطيب لغيرك ؛ ولا تسمح لنور الله بأن يتوقف عندك عندما تحجبه عن الاخربن بتقاعسك أو لسوء خلقك ، فالرسول عليه السلام قال  : إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، وكان رب العالمين قد إمتدح رسوله الأمين بقوله : وإنك لعلى خلق عظيم  ... ولا ننسى بأن الاسلام لم يصل الى ماليزيا والى الجزر الاندونسية بسيف وجهاد ، ولكنه وصلها بأخلاق التجار المسلمين وبصدقهم وطيب تعاملهم مع أبناء تلك البلاد البعيدة ؛ فلا تزدري الضال لضلاله فقد تكون أنت دليله وبرهانه ، ولا تعبس في وجه الكافر بسبب كفره ففد تكون انت المنقذ وانت السبب لهدايته وإسلامه ، وتذكر بأن أجدادك الاولين أو آباءك أو .... حتى أنت  كنتم من قبل في ظلال فهداكم الله بفضله وبمشيئته ورحمته .

        في احدى الفتاوى الدينية للشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ قال : صح في السنة النبوية عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في شأن الدعوة وفضلها قوله عليه الصلاة والسلام لما بعث عليًّا ـ رضي الله عنه ـ  إلى خيبر قال : ( ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ؛ فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم ) ، متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه  .
        أقسم عليه الصلاة والسلام وهو الصادق ، وإن لم يقسم ، أن هداية رجل واحد على يد علي ـ رضي الله عنه ـ خير له من حمر النعم فدل ذلك على أن الدعوة إلى الله شأنها عظيم ولها منزلة عظمى . وفي هذا بيان بأن المقصود من الدعوة والجهاد ليس قتل الناس ولا أخذ أموالهم ولكن المقصود هدايتهم وإنقاذهم مما هم فيه من الباطل وإخراجهم من الظلمات إلى النور وانتشالهم من وهدة الضلالة وأوحال الرذيلة إلى عز الهدى وشرف التقوى .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد