التقارير السنوية .. يا حيف ـ يا حيف ..

mainThumb

25-02-2015 09:42 AM

التقارير السنوية ما زالت سكينا قاطعا ومسلطا على أرزاق العباد ، وما زالت السيف القاصم لظهور الجادين والمجتهدين  والمعول المثبط لعطاء المخلصين منهم في هذا  الوطن الاردني الغالي .


فالتقارير السنوية رأيناها تبتعد في كل سنة عن منطق العدل والصدق والعدل والشفافية ، ومع إقترابنا المتسارع من أشراط الساعة ومن آخر الزمان عوقب المخلص الأمين وكذب الصادق وقدم المرآئي وزكي الكاذب والعياذ بالله  ؛  وألتبس على الناس الحق وغاب العدل وساد الظلم وعم الجور وخابت الاحكام والتقديرات   ...


ومن هذا الظلم السائد في دوائرنا كل عام : ( التقارير السنوية ) والتي قدمت المرائي وكافئت المنافق واحبطت معنويات الجادين والمجتهدين من فئة الموظفين   .... وساتناول بعضا من مساوئ التقارير السنوية :


ـ شجعت على التملق والمداهنة وعلى الشكليات والتظاهر الصوري بغزارة العطاء ؛ وكل ذلك طمعا بالقربي وبكسب ود المدراء وطمعا بنيل رضا المسئولين .


 ـ ومن مساوئها أيضا : وقوع الظلم الاداري على فئة اعتادت العمل الجاد والاجتهاد والعطاء المتواصل بصمت وهدوء ، وهذه هي الفئة هي التي تستحق التقدير والتكريم والاكرام من قبل الجميع ولكنها غالبا ما  وقعت فريسة للظلم وللاحباط والتهميش وقلةالاكتراث ،


والسبب الذي اوصل التقارير السنوية الى هذا المستوى الخطير هو غياب الضمائر الحية وانحسار الكفاءات القيادية الجادة والصادقة  عن الساحات والميدان .


 ـ ولمن لا يعلم كيف هي آلية وضع التقارير السنوية للمدرسين فإنني أذكرهم بأنها بيد المدراء يعبونها كيفما شاءوا ؛ وبما شاءوا ؛ فلا رقابة حقيقية من أحد عليهم سوى الصمائر المستترة والمتوارية في أغلب الأحيان ؛  ورغم أن الموجه التربوي المعني له نسبة 20 % من التقرير السنوي  ، فان لم يحضر الموجه التربوي حصته التقيمية عند المعلم تسيد مدير المدرسة الموقف ، وتحكم بالتقرير السنوي للمعلم دون  منازعة من أحد  وبنسبة 100 %   .


فسواء شئنا أم أبينا ؛ فهذا هو الحال المزري  في مدارسنا الاردنية : ( تأسيس هش للطلبة في الصفوف الاولى   ؛ واهمال للجوانب الاخلاقية والتربوية للطلاب ، وتلاشي الدافعية للتعلم عند الطلاب  ، ولا ننسى إستخدام الغش الفاضح لتجميع العلامات ولبلوغ النجاحات الكبيرة بأقصر الطرق واسهلها ؛ وهذا مؤشر خطير على تقوقع الأدمغة وفقدان الدافعية والاقبال الحقيقي على طلب العلم والدراسة .


 كذلك فقد إنحسرت دافعية المعلم للبذل والعطاء  بسبب وجود كثير من  المشاكل والمنغصات اليومية في عمله ؛ وانحسرت دافعية واقبال الطلاب على الدراسة بسبب غياب المشجعات وغياب نظام الردع والعقوبات كذلك ؛ ولهذه الأسباب والاشكالات  وغيرها  فالتعليم الأردني اليوم في خطر .


ولكي نتعرف على حجم المشكلة  الحاصلة والتي جلبتها وتجلبها التقارير السنوية في كل عام دراسي  ، فيجب علينا تحديد  وجهة ومآلات  التقارير المرتفعة إلى أين ! ثم تحديد وجهة ومآلات التقارير المتدنية إلى أين  !


ففي كل مدرسة يوجد مجموعة أو مجموعات إعتادت على تقاريرها المرتفعة وعلى تحصيل الجدارات  وعلى تحصيل كل ما تريده ، وهذه الفئات تلتصق عادة بالادارات الجديدة وتلازمها حنى تتمكن منها في نهاية الامر ؛ وتحاول جاهدة اكتشاف مفاتيح الاداراة الجديدة واقفالها حتى يسهل تدويرها وتقليبها  .


وهذه الفئات تحوي من كل التخصصات التعليمية بلا  استثناء ، ولكن السواد الأعظم من هذه الفئات هم  المتفرغون والجالسون  في مكاتبهم وفي مختبراتهم دون عمل ؛ وهذه الفئات  مكشوفة للعيون ومعلومة للجميع ولا داعي للتفصيل أكثر  .


أما الفئة الباقية والتي تشتمل على العاملين بصمت وهدوء ؛ فهي الفئة المظلومة من الادارات بالعادة ؛ وتشتمل على الجنود المجهولين في المدرسة وهم الذين يقدمون كل ما لديهم بعيدا عن كاميرا الإعلام وعن أعين  الأدارات المدرسية ؛ لذا فقد تدنت تقاريرهم  وقل شأنهم عند مدراء المدارس !


 لكي يقتنع المسئولون بمديرية التربية وفي الوزارة بصدقية التقارير المدرسية المقدمة من المدراء ، فمن الواجب أن تحتوي على كل الفترات والمستويات  ، لذا جاء القرار الاداري  بأن تحتوي الفترات المتدنية والتي تشتمل على فئة العاملين بهدوء وبصمت .


إن  التقارير  المدرسة فقدت نسبة كبيرة من صدقيتها مع مرور الزمن ؛ فإذا كانت نسبة الصدقية قبل ثلاث عقود 50 % فإن نسبتها اليوم لا تتعدى 5  % وبكل أسف !!!


وقد تراجعت صدقية هذه التقارير عندما تراجعت المنظومة التربوية والاخلاقية لمجتمعنا الأردني بشكل عام ؛ ولكن الذي يدفع الثمن دائما هو الموظف المجتهد والذي لا يجيد الثمثيل ولا الصراخ أو التملق .


 ولاثبات صحة قولي ؛ سأدعو كل من لديه حرص على تصحيح المسار التعليمي المعوج للقيام بدراسة سريعة للتقارير السنوية المرتفعة والمنخفضة في وزارة التربية والتعليم ؛ وأنا متأكد ومن تجربتي الطويلة بأن التقارير المرتفعة سيحظي بها أصحاب الأصوات المرتفعة والكلمات المنمقة ؛ وهم بالغالب من فئة المتفرغين الذين إستغلوا وقت الفراغ الكبير لمنادمة المدراء  كسبا للود وطمعا بنيل الرضا  ـ  فحصلوا مرادهم ونالوه !!!


ان الواقع الاعوج يقول : عند كتابة التقارير السنوية . يجب أن تؤخذ في الحسبان  ما يلي  : ( درجة القرابة ، المصالح  الشخصية ، العلاقات الشخصية ، والود المتبادل ؛ وهو البند الذي إستغله الجالسون بلا عمل ؛  .... وهناك فئة داءمة الحصول على تقاريرها المرتفعة وهي الفئة التي تجيد التهديد والوعيد والصوت المرتفع  !!!أيها المتنطحون للقيادة طمعا بالعلاوة ودون كفاءة ; إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة ...


  والى كل مسئول تجاوز وتمادى وظلم ؛ أقدم له هدية اغنية  المظلومين والعاملين بصمت ؛ أغنية بداية إنظلاقة الثورة السورية :  يا حيف ـ ياحيف ـ يا حيف .....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد