التقارير السنوية .. يا حيف ـ يا حيف ..
التقارير السنوية ما زالت سكينا قاطعا ومسلطا على أرزاق العباد ، وما زالت السيف القاصم لظهور الجادين والمجتهدين والمعول المثبط لعطاء المخلصين منهم في هذا الوطن الاردني الغالي .
فالتقارير السنوية رأيناها تبتعد في كل سنة عن منطق العدل والصدق والعدل والشفافية ، ومع إقترابنا المتسارع من أشراط الساعة ومن آخر الزمان عوقب المخلص الأمين وكذب الصادق وقدم المرآئي وزكي الكاذب والعياذ بالله ؛ وألتبس على الناس الحق وغاب العدل وساد الظلم وعم الجور وخابت الاحكام والتقديرات ...
ومن هذا الظلم السائد في دوائرنا كل عام : ( التقارير السنوية ) والتي قدمت المرائي وكافئت المنافق واحبطت معنويات الجادين والمجتهدين من فئة الموظفين .... وساتناول بعضا من مساوئ التقارير السنوية :
ـ شجعت على التملق والمداهنة وعلى الشكليات والتظاهر الصوري بغزارة العطاء ؛ وكل ذلك طمعا بالقربي وبكسب ود المدراء وطمعا بنيل رضا المسئولين .
ـ ومن مساوئها أيضا : وقوع الظلم الاداري على فئة اعتادت العمل الجاد والاجتهاد والعطاء المتواصل بصمت وهدوء ، وهذه هي الفئة هي التي تستحق التقدير والتكريم والاكرام من قبل الجميع ولكنها غالبا ما وقعت فريسة للظلم وللاحباط والتهميش وقلةالاكتراث ،
والسبب الذي اوصل التقارير السنوية الى هذا المستوى الخطير هو غياب الضمائر الحية وانحسار الكفاءات القيادية الجادة والصادقة عن الساحات والميدان .
ـ ولمن لا يعلم كيف هي آلية وضع التقارير السنوية للمدرسين فإنني أذكرهم بأنها بيد المدراء يعبونها كيفما شاءوا ؛ وبما شاءوا ؛ فلا رقابة حقيقية من أحد عليهم سوى الصمائر المستترة والمتوارية في أغلب الأحيان ؛ ورغم أن الموجه التربوي المعني له نسبة 20 % من التقرير السنوي ، فان لم يحضر الموجه التربوي حصته التقيمية عند المعلم تسيد مدير المدرسة الموقف ، وتحكم بالتقرير السنوي للمعلم دون منازعة من أحد وبنسبة 100 % .
فسواء شئنا أم أبينا ؛ فهذا هو الحال المزري في مدارسنا الاردنية : ( تأسيس هش للطلبة في الصفوف الاولى ؛ واهمال للجوانب الاخلاقية والتربوية للطلاب ، وتلاشي الدافعية للتعلم عند الطلاب ، ولا ننسى إستخدام الغش الفاضح لتجميع العلامات ولبلوغ النجاحات الكبيرة بأقصر الطرق واسهلها ؛ وهذا مؤشر خطير على تقوقع الأدمغة وفقدان الدافعية والاقبال الحقيقي على طلب العلم والدراسة .
كذلك فقد إنحسرت دافعية المعلم للبذل والعطاء بسبب وجود كثير من المشاكل والمنغصات اليومية في عمله ؛ وانحسرت دافعية واقبال الطلاب على الدراسة بسبب غياب المشجعات وغياب نظام الردع والعقوبات كذلك ؛ ولهذه الأسباب والاشكالات وغيرها فالتعليم الأردني اليوم في خطر .
ولكي نتعرف على حجم المشكلة الحاصلة والتي جلبتها وتجلبها التقارير السنوية في كل عام دراسي ، فيجب علينا تحديد وجهة ومآلات التقارير المرتفعة إلى أين ! ثم تحديد وجهة ومآلات التقارير المتدنية إلى أين !
ففي كل مدرسة يوجد مجموعة أو مجموعات إعتادت على تقاريرها المرتفعة وعلى تحصيل الجدارات وعلى تحصيل كل ما تريده ، وهذه الفئات تلتصق عادة بالادارات الجديدة وتلازمها حنى تتمكن منها في نهاية الامر ؛ وتحاول جاهدة اكتشاف مفاتيح الاداراة الجديدة واقفالها حتى يسهل تدويرها وتقليبها .
وهذه الفئات تحوي من كل التخصصات التعليمية بلا استثناء ، ولكن السواد الأعظم من هذه الفئات هم المتفرغون والجالسون في مكاتبهم وفي مختبراتهم دون عمل ؛ وهذه الفئات مكشوفة للعيون ومعلومة للجميع ولا داعي للتفصيل أكثر .
أما الفئة الباقية والتي تشتمل على العاملين بصمت وهدوء ؛ فهي الفئة المظلومة من الادارات بالعادة ؛ وتشتمل على الجنود المجهولين في المدرسة وهم الذين يقدمون كل ما لديهم بعيدا عن كاميرا الإعلام وعن أعين الأدارات المدرسية ؛ لذا فقد تدنت تقاريرهم وقل شأنهم عند مدراء المدارس !
لكي يقتنع المسئولون بمديرية التربية وفي الوزارة بصدقية التقارير المدرسية المقدمة من المدراء ، فمن الواجب أن تحتوي على كل الفترات والمستويات ، لذا جاء القرار الاداري بأن تحتوي الفترات المتدنية والتي تشتمل على فئة العاملين بهدوء وبصمت .
إن التقارير المدرسة فقدت نسبة كبيرة من صدقيتها مع مرور الزمن ؛ فإذا كانت نسبة الصدقية قبل ثلاث عقود 50 % فإن نسبتها اليوم لا تتعدى 5 % وبكل أسف !!!
وقد تراجعت صدقية هذه التقارير عندما تراجعت المنظومة التربوية والاخلاقية لمجتمعنا الأردني بشكل عام ؛ ولكن الذي يدفع الثمن دائما هو الموظف المجتهد والذي لا يجيد الثمثيل ولا الصراخ أو التملق .
ولاثبات صحة قولي ؛ سأدعو كل من لديه حرص على تصحيح المسار التعليمي المعوج للقيام بدراسة سريعة للتقارير السنوية المرتفعة والمنخفضة في وزارة التربية والتعليم ؛ وأنا متأكد ومن تجربتي الطويلة بأن التقارير المرتفعة سيحظي بها أصحاب الأصوات المرتفعة والكلمات المنمقة ؛ وهم بالغالب من فئة المتفرغين الذين إستغلوا وقت الفراغ الكبير لمنادمة المدراء كسبا للود وطمعا بنيل الرضا ـ فحصلوا مرادهم ونالوه !!!
ان الواقع الاعوج يقول : عند كتابة التقارير السنوية . يجب أن تؤخذ في الحسبان ما يلي : ( درجة القرابة ، المصالح الشخصية ، العلاقات الشخصية ، والود المتبادل ؛ وهو البند الذي إستغله الجالسون بلا عمل ؛ .... وهناك فئة داءمة الحصول على تقاريرها المرتفعة وهي الفئة التي تجيد التهديد والوعيد والصوت المرتفع !!!أيها المتنطحون للقيادة طمعا بالعلاوة ودون كفاءة ; إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة ...
والى كل مسئول تجاوز وتمادى وظلم ؛ أقدم له هدية اغنية المظلومين والعاملين بصمت ؛ أغنية بداية إنظلاقة الثورة السورية : يا حيف ـ ياحيف ـ يا حيف .....
هل سيتم تعديل مواصفات اللوحات الخاصة للمركبات .. توضيح
الملك يؤكد لستوره ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار بغزة
احتجاجات ضخمة في مدن أميركية تندد بترامب
ديوان المحاسبة ينظم برنامجاً تدريبياً
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
الديوان الملكي: الملك بصحة جيدة ويحتاج إلى قسط من الراحة
عمل الأعيان تناقش تدابير السلامة المهنية في مواقع العمل
الاحتلال سيوقف إمداد غزة بالمساعدات حتى إشعار آخر
مجلس الوزراء يوحد مدد رخص القيادة إلى 10 سنوات
مجلس الوزراء يقر تعديل نظام بدل خدمات المرور
ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 68,159 شهيداً
رئيس هيئة الأركان يستقبل وفداً إماراتياً
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية